نماذج من الفشل والتلاعب والاهمال في أكبر مؤسسة تمتلكها الدولة

ثلاثاء, 27/03/2018 - 12:10

حين نقول "أكبر مؤسسة أو شركة تمتلكها الدولة ,فإن الاذهان حتما ستتجه إلى الشركة الوطنية للصناعة والمناجم "اسنيم" بصفتها الاكبر والاضخم والاقدم في البلاد.

إن شركة اسنيم هي ثاني أكبر شركة لاستخراج خامات الحديد في إفريقيا ,وتطمح حاليا لأن تصبح خامس مصدر للحديد في العالم ,كما أنها تمتلك أطول قطار على الكرة الارضية , يقترب طوله من 3 كيلو مترات ,وتعتبر اسنيم ثاني مشغل للعمال بعد الدولة , ومع كل هذه الميزات ,وبالرغم من المداخيل الهائلة والارباح التي تجنيها فإنها  ـ وبسبب التلاعب والاهمال ـ فشلت فشلا ذريعا في العديد من الامور التي كان ينبغي أن تهتم بها وتسجل نجاحات كبرى فيها , فعلى سبيل المثال لا الحصر :

فشلت الشركة العملاقة في إقامة مشاريع صناعية ,فرغم أن كثيرا من صناعة الحديد والصلب ومصانع السيارات والطائرات الفرنسية واليابانية والصينية تقوم على إيراداتها من خام الحديد الموريتاني فإن الشركة  فشلت في صناعة "إبرة" أو قضبان حديد للبناء ,أو حتى مفكات للبراغي (تورنفسات".

ـ فشلت الشركة حتى الآن في إكمال المبنى الذي يتوسط العاصمة نواكشوط رغم أن الاجل النهائي لانتهائه كان سنة 2014 مما يضيف فشلا ذريعا آخر.

فشلت إيضا في إنجاز فندق "شيراتون" الذي وضع الرئيس ولد عبد العزيز حجره الاساس وتولت اسنيم تمويله والاشراف عليه ولم يُنجز منه سوى لوحة مكتوب عليها اسم الفندق ,وكان يفترض أن يكون الآن قيد التشغيل والعمل كأول فندق في البلاد من فئة الخمسة نجوم ,غير أن نجمه هوى سريعا وانفجر كالكثير من مشاريع اسنيم التي لم تبدأ اصلا أو بدأ العمل فيها وتعطل بسبب الاهمال والتلاعب وأخواتهما.

إن من الملاحظ ـ مع الاسف ـ أن كل مدير للشركة هو أسوأ من سلفه وأسوأ منه  خلفه ,فإلى متى سنظل نصدر الخام لدول تصنع منه الآلات العسكرية والمدنية الثقيلة ونستورد منها الإبر وخردة السيارات المتهالكة ونفايات وفضلات مصانعها ,إلى متى؟

 

 

 

بقلم/ محمد محمود محمد الامين