نشرت صحيفة التايمز مجموعة مقالات عن الرئيس الفرنسي السابق، نيكولا ساركوزي، وبدء التحقيق معه بتهمة تلقي أموال، قدرها 50 مليون يورو، من الزعيم الليبي الراحل، معمر القذافي، لتمويل حملته الانتخابية عام 2007.
وفرض قاضي التحقيق على ساركوزي قيودا تمنعه من الاتصال بتسعة أشخاص لهم علاقة بالقضية، من بينهم مدير ديوانه السابق، كلود غيون، ووزير الداخلية السابق، بريس أورتوفو، ومدير جهاز المخابرات الداخلية السابق، برنار سكارتشيني. كما تمنعه القيود القضائية من السفر إلى جنوب أفريقيا ومصر وتونس وليبيا، حتى لا يتصل بشهود في القضية.
وتقول الصحيفة في مقال تحليلي إن الفساد شائع في المشهد السياسي الفرنسي، ولكنه لا يؤثر على سلوك الناخب تجاه الضالعين فيه من السياسيين والشخصيات العامة.
وتذكر التايمز أن الرئيس السابق، جاك شيراك، لا يزال يحتفظ بشعبية واسعة على الرغم من إدانته والحكم عليه بسجن سنتين مع وقف التنفيذ في قضية فساد. ولا يزال عمدة مدينة بوردو السابق، آلان جوبي، شخصية تحظى باحترام الفرنسيين حتى بعد الحكم عليه بالسجن 14 شهرا مع وقف التنفيذ في قضية تبديد المال العام.
وتضيف الصحيفة أن الأحزاب السياسية الفرنسية، من اليمين واليسار على السواء، حصلت على أموال كبيرة من المستعمرات الأفريقية السابقة، خاصة الغابون الغني بالنفط.
ولكن قضية ساركوزي ليست كغيرها من القضايا، حسب التايمز. فالتهم الموجهة له من نوع آخر، إلى درجة أنها أثارت الرأي العام الفرنسي وأبعدت عنه أصوات الناخبين.
ويتهم ساركوزي في قضيتين، أولهما تجاوز السقف المحدد للإنفاق في الحملة الانتخابية للانتخابات الرئاسية عام 2012 والثانية هي محاولة التأثير على القضاء. وهو ينفي مخالفة القانون في القضيين.
وترى الصحيفة أن ساركوزي سيواجه مصاعب كبيرة أمام القضاء لأن نظرة الرأي العام الفرنسي لقضايا الفساد اشتدت في الفترة الأخيرة، والدليل ما وقع للمرشح في الانتخابات الرئاسية الماضية، ورئيس الحكومة السابق، فرانسوا فيون، الذي وظف زوجته مساعدة له في البرلمان، وكانت تلك القضية سببا رئيسيا في خروجه من سباق الرئاسة مهزوما.
وتضيف أن الرئيس الحالي، إيمانويل ماكرون، وعد في حملته الانتخابية بعهد جديد في السياسة الفرنسية مبني على نظافة اليد.
قواعد بوتين
ونشرت صحيفة ديلي تلغراف مقالا عن الأزمة بين بريطانيا وروسيا بسب تسميم جاسوس روسي سابق وابنته في بريطانيا.
يقول فريزر نلسون إن محاولة الاغتيال التي وقعت في سالسبيري دليل على أن روسيا تسعى لنشر الفوضى، التي تحدث عنها قائد أركان الجيش الروسي، فاليري غيراسيموف، عندما قال في خطاب إن الحرب المستقبلية لا نحتاج فيها إلى مدافع ودبابات لهزيمة العدو، فهناك وسائل أكثر فاعلية مثل قرصنة الحاسوب والدعاية التليفزيونية، وكلها تثير أعصاب الخصم وتضعف حلفائه.
ويرى الكاتب أن الكرملين أراد هذه المرة أن يختبر رد فعل بريطانيا وكم سيكون عدد الحلفاء الذين يدعمونها في موقفها. وكان الرد سريعا وقويا، لأن روسيا استعملت هذا الأسلوب مع دول أوروبية أخرى. فالدفاعات الجوية السويدية كثيرا ما واجهت تحديات من الطائرات الروسية.
وتعرضت إستونيا، كما يضيف الكاتب، إلى هجوم إلكتروني، مثلما استهدفت روسيا الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في الانتخابات الرئاسية. فموسكو، حسب فريزر، لم تكن تدعم مارين لوبان، أو أي مرشح آخر، وإنما هدفها هو تشويه صورة الخصوم،أو زرع الشك بينهم.
ولا يتوقع الكاتب أن تجد رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، دعما كاملا من الاتحاد الأوروبي لإدانة روسيا، في هجوم سالسبيري، لأن من حق كل دولة عضو في الاتحاد استعمال حق النقض. ويذكر فريزر دليلا على ذلك هو أن إدانة روسيا اصطدمت بتردد اليونان، لأن الأموال الروسية، على حد تعبيره، موجودة في كل مكان.
ويضيف الكاتب أن بوتين يوصف بأنه ضابط المخابرات الروسية كي جي بي السابق المهوورس بالناتو، والذي لا يزال عالقا ذهنه بالحرب الباردة. ولكنه اليوم يعمل بوسائل القرن الواحد والعشرين بينما الدول الغربية لا تزال عالقة في الثمانينات.