الصّحافة هي المهنة الّتي تقوم على جمع وتحليل الأخبار، والتحقّق من مصداقيّتها، وتقديمها للجمهور. وغالباً ما تكون هذه الأخبار متعلّقة بمستجدّات الأحداث على السّاحة المحليّة أو الاقليمية والدولية،
بمختلف انواعها: السياسية، الثقافيّة، الرياضيّة، الاجتماعيّة، وغيرها، أما عندنا في موريتانيا فلا صحافة لدينا على الإطلاق.. لا من حيث الحس الوطني ولا الأمن القومي ولا حتى التماسك الإجتماعي والسلم الاهلي لمكونات الشعب. أما التشكلات السياسية فتلك هي المنابع اللتي يتغذى عليها من يسمون أنفسهم صحافة فيحملون النميمة ويزرعون الضغائن متجاهلين أنهم أضاعوا الدنيا والآخرة فعاشو خونة وسيموتون منتهكين لحدود الله، والغريب أن تركيزهم كله ينحسر في النظام والسعي الى التفرقة بين أجنحته بالمكائد والكذب والتحاليل المتعفنة تارة للحصول على قطعة أرضية وتارة لجني دريهمات قليلة وعندما تنفذ كأن لسان حالهم يقول"لقد نفد رصيدكم" عليكم بالتعبئة من جديد ولا خيار لديكم إما الجزية او الحرب، وعندما يعجز أحدهم أو يتأخر فهو من المغضوب عليهم عند رأس النظام وتلصق به كل التهم.. تارة مفسد وتارة مُقال وأحيانا مهدد بالسجن. يتدخلون في أدق التفاصيل بالكذب والحيل والشقاق والنفاق فلان أفسد الحوار وعلان ركب الحمار وختامه تصورهم أن منصب الوزير الأول تركة أو محاصصة لجهة أو قبيلة، والعين كل على ما سيدفع فلان او ما يعد به علاًن، والأدهى والأمر أن كل من يغوصون في "الوساخة" كلها يدعون قيادة الحقل الصحفي ليكونوا أسوء سلف لشرً خلف، لم لا وهم مزيجٌ من الأميين والأمنيين والفارين من الخدمة العمومية، ليتفرغوا لخيانة المهنة والوطن.
سيد محمد بوجرانه