أبرزت صحف ومواقع أخبار عربية تحليلات لمغزى إقالة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوزير خارجيته ركس تيلرسون، وتعيين مدير الاستخبارات مايك بومبيو خلفا له في خطوة مفاجئة.
ويتساءل معلقون عن دلالة طريقة إقالة تيلرسون وتوقيته، وعن كيف ستؤثر على السياسة الخارجية الأمريكية.
"في انتظار أن تتضح الصورة"
يقول أحمد الجميعة في الرياض السعودية: "إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب التخلي عن وزير خارجيته ريكس تيلرسون في هذا التوقيت يعد تحولا مهما في القرار السياسي الأمريكي تجاه القضايا الدولية، وتحديدا في منطقة الشرق الأوسط، إلى جانب الحد من التناقض في الخطاب والتوجهات السياسية بين ترمب وتيلرسون، التي وصلت إلى حد الخلاف وليس الاختلاف في وجهات النظر".
ويتابع الكاتب: "القرار ليس تغيير أشخاص بقدر ما هو تغيير في السياسة الأميركية مستقبلا، حيث لا يمكن أن يكون للرئيس رأي ووزير خارجيته رأي آخر يمارسه في دوائر مغلقة لصناعة القرار، ويبدو أن هذا التوجه جاء سابقا لأهم ملفين أطاحا بتيلرسون، هما: الملف النووي الإيراني، والمحادثات الأميركية والكورية الشمالية المرتقبة بشكل مباشر، فضلا عن ملفات أخرى في الشرق الأوسط أهمها القضية السورية، والأزمة القطرية، والحرب في اليمن، ومكافحة الإرهاب".
ويتساءل أيضا مصطفى المقداد في الثورة السورية: "ليس أبشع في التعاملات السياسية من الآلية التي أقال بها دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأميركية ريكس تيلرسون وزير خارجيته مؤثرا عليه رئيس استخباراته مايك بومبيو المعروف بدعمه وتأييده للصهيونية وعدائه للعرب والفلسطينيين ومن خلفهم إيران واتفاقها النووي مع الغرب، فما الدافع لهذا القرار؟ ولماذا هذا التوقيت بالذات؟"
يتابع الكاتب: "عدم القدرة على التوفيق ما بين المواقف السياسية والمصالح الاقتصادية أطاحت بالرجل غير المتمرس في ألاعيب السياسة الخارجية الاستعمارية للبيت الأبيض".
وتكتب آسيا العتروس في صحيفة رأي اليوم الإلكترونية: "إعفاء مفاجئ لوزير الخارجية الامريكي تيلرسون من مهامه وتعيين مايك بومبيو مدير الاستخبارات بدلا منه، وفي انتظار أن تتضح الصورة و راء هذه الاستقالة التي تأتي بعد ان قطع تيلرسون زيارته إلى أفريقيا ليعود إلى واشنطن يبدو الرئيس الامريكي متعجل من أمره لتحقيق ما يسعى لتحقيقه".
وتضيف: "أيا تكون الاتهامات والانتقادات التي توجه إلى الرئيس الامريكي، فلا يمكن إنكار أن الرجل ينظر إلى البعيد والبعيد جدا، ويتطلع إلى ما لا يدركه غيره وأنه لا يتوقف عند حدود أنفه".
"ترامب آخر"
يرى عبد الرحمن الراشد في الشرق الأوسط اللندنية أن إقالة تيلرسون بدت حتمية، قائلا: "المدهش في مسألة وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، ليس أن الرئيس دونالد ترمب عزله؛ بل الأكثر إدهاشا أنه صبر عليه لعام وأكثر، والرئيس مشهور بصراحته وانفعالاته. كلٌ يدري أن الوزير لم يكن يرى بالعين نفسها مع رئيسه في عدد من القضايا المهمة؛ الاتفاق النووي مع إيران، وكوريا الشمالية، والتعامل مع روسيا وبالطبع قطر. إضافة إلى أن الوزير، بجانب اختلافاته مع الرئيس، كان على خلاف مع أبرز قيادات الحكومة؛ من رئيس وكالة الاستخبارات، إلى صهر الرئيس جاريد كوشنر، ومستشار الأمن القومي، وسفيرة ترمب لدى الأمم المتحدة".
ويتابع الكاتب: "يهمنا أن تكون علاقتنا جيدة مع كامل أركان الدولة، ما دامت مواقفنا متقاربة مع الرئيس. وبكل أسف؛ سجلّ الخارجية، في فترة تيلرسون، لم يكن يعكس روح البيت الأبيض وسياساته معنا في معظم الملفات الرئيسيّة وعلى رأسها إيران".
ويكتب محمد يوسف في البيان الإماراتية: "هي تغريدة لا أكثر، عبر تويتر أصبح العالم يدار، ووزير خارجية الدولة العظمى يخرج بعشر كلمات، وقد علمنا بالخبر قبله، فنحن من المتعلقين بمنصات التواصل الحديثة، نقرأ الأحداث، ونعرف الاتجاهات، ونقيم الأوضاع، ونفك الشفرات، وننبش بين السطور عن الأهداف والغايات".
ويضيف الكاتب: "بعد تيلرسون سنرى ترامب آخر، هكذا تقول المؤشرات، فالملفات مفتوحة، والأحاديث حول تراجع الدور الأميركي المؤثر عالميا تنتثر منذ عدة أشهر، والقمة مع كيم جونغ بعد شهرين، ويجب الاستعداد لها جيدا، أما إيران فهي مخيرة الآن بين الامتثال لقوانين العلاقات بين الدول أو مواجهة ما لم يخطر لها على بال أبدا".