رأت صحف عربية أن محاولة تفجير موكب رئيس حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية رامي الحمد الله بعد ثوان من دخوله قطاع غزة أمس إنما يستهدف جهود المصالحة بين حركتي حماس وفتح.
وتعرض موكب الحمد الله لتفجير عبوة ناسفة أثناء مروره، قادما من معبر بيت حانون شمال القطاع، في 13 مارس/آذار. واتهمت السلطة الفلسطينية حركة حماس بتدبير الهجوم.
"محاولة اغتيال المصالحة الفلسطينية"
تحت عنوان "محاولة اغتيال المصالحة الفلسطينية" كتب ناجي قمحة في صحيفة الجمهورية المصرية: "وسط موجة توتر شديد وتبادل اتهامات بين السلطة وحركة حماس، ليست بالقطع في صالح قضية المصالحة التي تتبناها مصر، بل في صالح المتآمرين عليها الساعين لإعادة الانقسام والاقتتال بين الفلسطينيين، بينما إسرائيل تحرس معبر 'بيت حانون' تتفرج وتفرح!"
وبالمثل قالت صحيفة القدس العربي اللندنية في افتتاحيتها: "ليس غائبا عن المنطق البسيط أن هناك جهات، داخل غزة وخارجها، لا تعادي استكمال المصالحة الوطنية الفلسطينية فحسب، بل تعمل جاهدة على تجميدها وإفراغها من مضامينها الفعلية على الأرض أو حتى تعطيلها. والحسابات خلف هذا التوجه متعددة الأغراض، بعضها ينطلق من أجندات سياسية وأمنية محلية، وبعضها يخدم برامج أنظمة عربية تنخرط في تصفيات حساب إقليمية على حساب الوحدة الوطنية الفلسطينية، فضلا بالطبع عن المصلحة الإسرائيلية الدائمة في تغذية الانقسام".
وكتب أحمد جميل عزم في الغد الأردنية يقول: "لا يمكن، ولا يجب، رؤية محاولة اغتيال رئيس وزراء الحكومة الفلسطينية رامي الحمد الله في سياق توجيه أصابع الاتهام لجهة محددة، فهناك سيناريوهات واحتمالات لا يمكن تجاهلها... لعل ما هو أهم من كشف المنفذين، وهو أمر بالغ الأهمية، أن يقف المسؤولون السياسيون والأمنيون الفلسطينيون، بما في ذلك المنتمون لحركة 'حماس' وقفة جادة لطبيعة حفظ الأمن، وحفظ مشروع المصالحة وحفظ المشروع الوطني الفلسطيني".
"البحث عن أطراف أخرى"
من ناحية أخرى، رأت صحيفة الرأي اليوم اللندنية أن "من زرعَ هذه العبوة لم يقصد اغتيال الدكتور الحمد الله واللواء ماجد فرج، رئيس جهاز المخابرات التّابع للسّلطة الفلسطينية في رام الله، وإنما تَوجيه رسالة قوية لهما بأنهما وسلطتهما غير مرحب بهم جميعا في القطاع المحاصر، خاصة بعد استمرار العقوبات الاقتصادية التي فرضها الرئيس عباس، ومن بينها تخفيض رواتب آلاف الموظفين، وإحالة آلاف آخرين إلى التَقاعد".
وأضافت الصحيفة: "لا نعتقد أن حركة 'حماس' هي التي تَقف خلف هذا التفجير لأنه يشكل ضربة قاصمة لهيبتها الأمنية التي تُعتبر أبرز إنجازاتها، إن لم يكن إنجازها الوحيد في قطاع غزة".
وفي صحيفة الدستور الأردنية دعا جمال العلوي إلى ضرورة "البحث عن أطراف أخرى غير حركة حماس ليس لها مصلحة في نجاح مسار المصالحة وعودة التواصل بين أطراف السلطة في غزة ورام الله لبناء دولة واحدة بعيدا عن حالة الاستقطاب التي مرت طوال السنوات الماضية، وفي ظل الحديث عن صفقة العصر وملفات [الرئيس الأمريكي] ترامب التي لا تنتهي" .