اهتمت الصحف اللبنانية بانطلاق الاستعدادات للانتخابات النيابية في لبنان، كما علق عدد من الصحف العربية علي زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لبريطانيا.
وكانت مهلة تقديم طلبات الترشح للانتخابات النيابية المقررة في السادس من مايو/آيار المقبل قد انتهت مساء الثلاثاء، 6 مارس/آذار، إذ تقدم حوالي ألف مرشح، بينهم 111 امرأة .
ويقول معن حمية، في البناء اللبنانية، إن التحالف الانتخابي بين الحزب السوري القومي الاجتماعي، وحركة أمل، وحزب الله هو "تجسيد للتحالف الوطني والسياسي، وبالتالي، يشكل نقطة ارتكاز وعامل قوة سياسية".
كما يرى أن "الأولوية هي لتحصين التحالف الانتخابي بين القوى التي تحمل خيارات واحدة، عنوانها مقاومة العدو الصهيوني وقوى الإرهاب والتطرّف".
ويستغرب شارل جبور، في الجمهورية اللبنانية، من الحديث عن أن "حزب الله فصّل قانون الانتخاب علي مقاسه ليفوز بالأغلبية النيابية".
ويقول جبور إن هناك تضخيم لاستفادة حزب الله من النسبية في القانون الجديد.
ويشير الكاتب إلى أن حزب الله - حتى وإن نال الغالبية النيابية - "لن يتمكن من تشريع سلاحه ولا بتعديل الدستور في أيّ اتّجاه، لأنّ دساتير الدول ليست معزولة عن جمعية الأمم والقرارات الدولية، بل أيّ خطوة من هذا النوع تفضي تلقائيا إلى عزل لبنان وتُعتبر خطوة انقلابية ولو بانتخابات شعبية".
من جانبه، يقول ياسر الحريري في الديار اللبنانية إن "الرئيس سعد الحريري أثبت للملكة العربية السعودية أنه ما يزال الأقوى في الساحة السنية اللبنانية، وبذات الوقت استغل بشكل صحيح دعم الجميع له إبان احتجازه في السعودية، ولم تستطع الرياض تجاوزه كل الفترة الماضية، خصوصا تجاوز موقعه في الرئاسة الثالثة".
لكن نبيه البرجي، في الديار اللبنانية، يصف الانتخابات النيابية بأنها "ليست أكثر من كرنفال موسمي".
زيارة ولي العهد السعودي لبريطانيا
يقول جميل الذيابي في صحيفة عكاظ إن نتيجة زيارة محمد بن سلمان لبريطانيا "محسومة سلفا... ولن ينجح من يحاولون تعكير صفو علاقات البلدين".
ويرى الكاتب أن "بعض الهيئات البريطانية التي تعهدت بالاجتجاج ضد السعودية لا تعرف المصلحة الحقيقية لبريطانيا في موقفها من الأوضاع في اليمن، ومواجهة العربدة الإيرانية".
وفي مقاله بالوفد المصرية، يقول مجدي سرحان "تستقبل العاصمة البريطانية ولى العهد السعودى الذى أصبح رمزا لما يمكن اعتباره 'ثورة اجتماعية إصلاحية' فى المملكة".
وترى العرب اللندنية أن الزيارة "ستسمح لأول مرة بأن يتم التعاطي مع الرياض من قِبل المسؤولين في بلد غربي من خارج الإطار القديم".
وتقول الصحيفة: "يحتاج الغرب إلى أن يستمع إلى الرجل الذي جازف بالإصلاح الجوهري في بلد محافظ، ولم يتردد في تجريد هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الطابع التنفيذي الذي كانت من خلاله ترهب السعوديين، وحوّلها إلى مجرد هيئة استشارية".
من جانبه، يرى بكر عويضة في الشرق الأوسط اللندنية أنه "ليس من عجب أن تعطي مصر بالأمس، وبريطانيا اليوم، وفرنسا بعدها، ثم الولايات المتحدة، الاهتمام المُستحق لما يُجري كبار مسؤوليها من محادثات مع ولي العهد السعودي. هذه الدول، وغيرها، تدرك أنها تتعامل مع قيادة سعودية شابة، تعرف ماذا تريد لبلدها، وما تصبو إليه تجاه عالمها الإسلامي، وما تعمل لأجله على صعيد السلام العالمي".
لكن القدس العربي اللندنية تقول إنه من "المستغرب أن يجد ولي العهد السعودي معاملة رفيعة مشابهة في ديمقراطية عريقة مثل بريطانيا، وتكون على جدول أعماله زيارة قصر وندسور والعشاء على مائدة الملكة".
وتشير الصحيفة إلى أن "العجب يزول سريعا مع ذلك إذا اتضح السبب الأبرز وراء هذا الاحتفاء، ومقدار ما سيتمخض عن الزيارة من عقود دسمة، أبرزها مشتريات الأسلحة".
وتختم الصحيفة افتتاحيتها بالقول: "جوقة التهليل لزيارة بن سلمان إلى بريطانيا تتألف أولا من أنصار سوق الأسهم وتجار العقود الفلكية، الذين لا تفوتهم تغطية أطماعهم عن طريق إطناب 'روح الإصلاح' لدى هذا المتعاقد الباذخ، وامتداح ما يفعله في بلده لتوطيد 'الإسلام المعتدل' وتحرير النساء ودور السينما، والتعاون الوثيق مع الاستخبارات الغربية في مكافحة 'الإرهاب'".