سطعت شمس الحقيقة في كل بقعة حل بها عندما طاف البلاد شرقا وغربا يدافع عن الدين الحنيف ، بالمنطق الناصع والدليل الدامغ ، فأذهل الغرب والشرق وأفحم علماءهم وأحبارهم ,فأسلم على يديه خلق كثير ، رأوه يفحم من جعلوا من الإفتراء على الدين الحنيف حرفتهم وهدفهم في الحياة ، فأقام عليهم الحجة فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة .و" كان آية من آيات الله تعالى في فهم الإسلام ومعرفة أبعاده ومقاصده ، وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على عظمة هذا الدين وعالميته"
وكثيرة هي تلك الأحزان التي تعتصر قلوبنا، لكن أكثرها حقا هي تلك التي تأتي بعد موت رجل صالح، لأنهم قليلون حقا في زماننا هذا.
كنت أبتهج فرحا كلما قرأت خبر التقاء أحد الأشخاص بالشيخ أحمد ديدات في محل مرضه بديربن، كان هذا دليلا على أن في صدره لايزال نفس يلهث بالحياة، رغم مرضه المقعد، لكن تلك الحياة لا تأبى إلا أن تتمم قدرة الله في خلود ذاته، وذاته وحدها.
رحل أحمد ديدات صباح الاثنين 8-8-2005، حاملا معه دعواتنا برحمة يصيبها من الله، و جزاءا كريما أعد للمتقين الصالحين -نحسبه منهم ولا نزكي عل الله أحدا.
كان ميلاد الشيخ أحمد حسين ديدات العام 1918، في ولاية سوارات الهندية ، وفي سن التاسعة سافر إلى جنوب أفريقيا ليلحق بوالده ، في هجرة كان دافعها الهرب من الإستعمار البريطاني ، الذي كان يعيث في الأرض الهندية فسادا ، كافح مع أبيه منذ الصغر في الأرض الجديدة ، حيث اضطرته الحاجة إلى ترك الدراسة من المرحلة المتوسطة رغم تفوقه ، والعمل لكسب قوت يومه ، عمل بائعا للملح في أحد المحلات ، ثم سائقا في مصنع أثاث ، ثم كاتبا في المصنع ذاته ، وأهلته كفاءته وأخلاقه إلى أن يصبح مديرا للمصنع .
وفي أواخر الأربعينيات التحق بدورات تدريبية للمبتدئين في صيانة الراديو وأسس الهندسة الكهربائية، ثم رحل إلى باكستان عام 1949، ومكث هناك فترة ، أسس خلالها معملا للنسيج وتزوج وأنجب ولدين وفتاه ، وبعد ثلاثة أعوام عاد مرة أخرى إلى جنوب أفريقيا ، حتى لا يفقد الجنسية ، حيث تسلم مرة أخرى إدارة مصنع الأثاث الذي كان يديره في السابق
استفزازات المبشرين
كان الدافع وراء اهتمام ديدات بالمناقشة ثم المناظرة فيما بعد ، استفزازات طلاب كلية تبشيرية ، كانت تقع بجوار دكان البقالة الذي كان يعمل به ، حيث دأب هؤلاء الطلاب على الإفتراء على خاتم المرسلين "محمد" صلى الله عليه وسلم وعلى تعاليم الإسلام ، أمامه وأمام أصدقائه ، ما آلمه لعدم استطاعته الرد عليهم ، لأن معرفته بالدين الحنيف حينذاك كانت لا تتجاوز النطق بالشهادتين فقط .
توقدت رغبته في البحث والإطلاع كي يتمكن من الدفاع عن الاسلام ، ثم وفق في العثور على كتاب بعنوان "إظهار الحق" للشيخ رحمة الله خليل الرحمن الهندي ، وهو كتاب يرد على طعون في الإسلام وجهها إليه منظرو المشروع الإستعماري الغربي ، بهدف هدم جوانب من العقيدة الإسلامية وخاصة الجهاد للتأثير على المقاومة الإسلامية في الهند التي أذلت كبرياء الاستعمار الغربي في معارك مشهودة .
فأعطى لهذا الكتاب اهتماما خاصا ، وانكب على الإطلاع والدرس ، حيث أخذ في تعليم نفسه بنفسه ، وساعده على ذلك ولعه بالقراءة والمجادلة والمناقشة ، وحسه العميق وإلزامه لنفسه بأهداف محددة ، فدرس الكثير من مؤلفات الكتاب الغربيين ، وحفظ القرآن الكريم ودرس مع كتب التفاسير ، كتب مقارنه الأديان لابن حزم وابن تيمية والقرافي ، كما درس بدقة الأنجيل وشروحه ، وحرص على اقتناء نسخ الأناجيل المختلفة ودراستها .
وفى مقابلة مع جريدة "الجزيرة العربية" العام 1988، تحدث ديدات عن البداية ، قائلا : " كانوا يقولون لي إن محمداً صلّى الله عليه وسلّم له الكثير من الزوجات ، ..
تابع البقية بالضغط هنـــــــــــــــــــــــــــــــــا