لطالما شكلت مسألة إطالة عمر الإنسان تحدياً بالنسبة للعلماء على مرّ العصور، إلا أنه وبحسب تقرير نشرته صحيفة "ذا جارديان"، توصلت مجموعة من العلماء لحل اللغز الذى يجعل البشر يعيشون حتى سن الثمانين وهم يتمتعون بصحة جيدة وقدرات عقلية قد تكون مساويةً لتلك التى يتمتع بها من هم أصغر سناً منهم بعقود، وفقا لتقرير نشرته شبكة "سكاى نيوز".
بحسب الباحثين فإن الدراسات تظهر أن المعمرين يميلون للتمتع بعدد من الصفات كالمرونة فى التعامل مع المواقف المختلفة فى الحياة، هذا إلى جانب كونهم أقل عصبية وأكثر انفتاحاً لتقبّل الآراء والنقاش مقارنةً بغيرهم من الأشخاص العاديين.
وبتحليل وفحص أدمغة 10% من المعمرين المتوفين، أكدت البروفيسورة إيميلى روغالسكى من جامعة نورث ويسترن، والمشاركة فى البحث، امتلاك هؤلاء الأشخاص لنوع معين من الخلايا الدماغية تعرف باسم Von Econom، ولا تكون عادةً موجودةً عند الأشخاص غير المعمرين.
كذلك لفت العلماء إلى أن أدمغة المعمرين احتوت أيضاً على ثخانة أكبر بالنسبة للمنطقة التى تعرف باسم قشرة "سينغولات" الأمامية، ذات الدور المهم فى الانتباه والذاكرة، وقد جاءت بسماكة أكبر مقارنةً بتلك الموجودة عند الأشخاص البالغين من العمر 50 و60 عاماً.
ومن الأشياء التى يحاول العلماء التركيز عليها فى دراستهم حول سر العمر الطويل، استكشاف وجود نوع معين من البروتين في الدماغ يعرف باسم "إميلويد"، وهو مركب يعتقد بأن تجمعه على شكل ألواح يؤدي الإصابة بمرض ألزهايمر.
وصرحت كلوديا كاواس، طبيبة الأعصاب وأمراض الشيخوخة فى جامعة كاليفورنيا لـ"ذا جارديان"، أن تشريح جثث بعض المعمرين قد أظهر أن لديهم بروتينات مشوّهةً فى أدمغتهم، على الرغم من احتفاظهم بالقدرات الإدراكية والذاكرة الجيدة.
ون النتائج الغريبة لهذه الدراسة أن نمط الحياة غير الصحى ليس بالضرورة من أسباب الموت المبكر، وذلك بعد أن أكد عددا كبيرا من المعمرين تدخينهم للسجائر لسنوات على سبيل المثال.
أما مسألة الوزن فقد بدت مؤثرةً في هذه الدراسة التى استنتجت أن أولئك الذى يمتلكون معدلاً منخفضاً بالنسبة لمؤشر كتلة الجسم بعد سن الثمانين معرضين للوفاة بشكل أكبر ممن يكون لديهم هذا المعدل مرتفعاً.
اليوم السابع