تناولت صحف عربية عدة الوضع في سوريا وسط توقعات بتوجيه الولايات المتحدة ضربات عسكرية في الوقت الذي تستمر فيه العملية العسكرية التركية في بلدة عفرين.
ويتوقع عبد الباري عطوان في صحيفة رأي اليوم اللندنية توجيه "ضربة أمريكية صاروخية يائسة في مكان ما علي الأرض السورية في الأيام أو الأسابيع المقبلة، وتحديداً فور تجهيز الأدلة".
ويضيف عطوان "أمريكا حاولتْ تخريب مؤتمر سوتشي للحوار الشّعبي السوري وفشلت، وبذلت جهودا كبيرة لمنع تقدم قوات الجيش السوري في إدلب، وفشلت، وحاولت أن تمنع الصدام بين حليفها التركي القديم، والكردي الجديد وفشلت، ولم يبق أمامها غير أن تحاول إثبات وجودها، وتحويل الأنظار عن هزائمها السياسية والعسكريّة بضربة جديدة في وستفشل أيضا".
كما يتساءل محمد بدر الدين زايد في الحياة اللندنية إذا ما كانت العملية العسكرية التركية في عفرين ستؤدي إلي "تدخلات دولية أكثر حدة، وهل ستضطر واشنطن إلى قصف قوات تركية، أم أن تصبح معركة عفرين مبرراً وغطاءً أكثر جدية لتسوية للأزمة السورية، بمعنى تسليم واشنطن مقاليد الأمور إلى روسيا كي تخرج عناصرها العسكرية من هذا المشهد الصعب المحرج؟".
ويضيف "عندئذ ستبدو تركيا منتصرة مرحلياً حتى لو خرجت من الأراضي السورية ولكن سيكون تقليم أظافرها في المشهد السوري أحد عناصر أي صفقة ستقبلها واشنطن والغرب".
وفي السياق ذاته، يقول عريب الرنتاوي في الدستور الأردنية: "ثمة ما يشي بأن الولايات المتحدة، التي تعاني شحاً في أوراقها وخياراتها السورية، قررت الدخول مباشرة، وللمرة الثانية، في القتال ضد الجيش السوري، الأولى في قاعدة الشعيرات العام الفائت، والثانية لا أحد يعرف أين أو متى، لكن يبدو أنها مسألة وقت ليس إلا".
يقول الكاتب إن "المشروع الذي أرادت به واشنطن إحكام سيطرتها على أكثر من ربع سوريا، توطئة لتعبيد طريق روسيا في سوريا بالعراقيل و'الأفخاخ' ارتد علي الولايات المتحدة واستراتيجيتها الجديدة في سوريا".
ويرفض محرز العلي في الثورة السورية اتهامات مسؤولين أمريكيين للحكومة السورية باستخدام السلاح الكيماوي في المعارك الدائرة علي أراضيها.
ويقول الكاتب: "التصعيد الإرهابي الأمريكي بذرائع واهية ومحاولة تكرار مسلسل غزو العراق لن يمر في سوريا نتيجة الإخفاق في الميدان... وكذلك الفشل الأمريكي في استغلال المحافل الدولية فالأصدقاء باتوا على قناعة بسياسية النفاق الأمريكية ولذلك يتصدون لمحاولة شرعنة عدوانهم على سوريا ما يعني أن الإخفاق والفشل سيكون حليف المعتدين والمتآمرين".
وينتقد ناصر منذر في نفس الصحيفة المواقف الأمريكية والتركية والبريطانية من الأزمة السورية بالقول: "الإرهاب الأمريكي بحق الشعب السوري، يوازيه العدوان التركي المتواصل على عفرين، وغيرها من القرى في ريفي حلب والحسكة، ويوازيه أيضا مباركة الحكومة البريطانية لذاك العدوان".
تركيا وأكراد سوريا
تتساءل رانيا مصطفى في العرب اللندنية: "ماذا يريد أكراد سوريا؟".
وتقول الكاتبة "الأحزاب الكردية قامت بتضخيم المظلومية الكردية وتحويلها من مظالم ضد النظام، وضد ممارسات الحكومات التي سبقته، إلى مظالم ضد العرب الذين يشكّلون أغلبية سكانية في مناطق الجزيرة السورية والشمال، ووصفهم بالمحتلين لأراضي كردستان".
وترى الكاتبة أن موقف فصائل الجيش الحر من العملية العسكرية التركية، وكذلك مشاركة الفصائل العربية لمصلحة تركيا "هو موقف انفعالي خاطئ، بالدرجة الأولى لأنه يزكّي المزيد من الأحقاد القومية بين العرب والكرد، وكذلك لأنه يزيد من حالة التشرذم، بتمكين تركيا من مدّ نفوذها في مناطق استراتيجية بالنسبة إليها".
من جانبه، يدافع إسماعيل ياشا في العرب القطرية عن العملية العسكرية التركية في عفرين السورية على خلفية تصريحات لمسؤولين غربيين عن العملية.
ويقول ياشا "إن كان قلق هؤلاء على حياة المدنيين فلا داعي له، لأن القوات المشاركة في عملية غصن الزيتون أحرص منهم على حماية المدنيين. وإن كان قلقهم على الإرهابيين ومشروع تقسيم سوريا فهو في محله، لأن العملية ستستمر حتى يتم القضاء على خطر الإرهاب الذي يهدد أمن تركيا واستقرارها، ولن تسمح بإقامة حزام على حدودها يسيطر عليه حزب العمال الكردستاني".