خبراء الأدلة الجنائية يفحصون مقبرة جماعية في حمام العليل قرب الموصل

ثلاثاء, 08/11/2016 - 14:54

يفحص خبراء في الأدلة الجنائية موقع مقبرة جماعية اكتشفتها القوات العراقية بعد دخولها بلدة حمام العليل الواقعة إلى الجنوب من مدينة الموصل الخاضعة لسيطرة مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية.

و يقول الجيش العراقي إنه عثر على المقبرة في أرض تابعة لكلية الزراعة في البلدة، وتضم نحو 100 جثة لأشخاص مقطوعي الرؤوس .

وقد استحال معظم الجثث في المقبرة إلى مجرد هياكل عظمية يصعب التعرف على أصحابها.

وكان مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية ارتكبوا عدة مجازر وعمليات قتل جماعية منذ سيطرتهم على مساحات واسعة في شمال العراق ووسطه في صيف عام 2014. وقد اتهموا بارتكاب عدد من المجازر الجديدة في المنطقة في الاسابيع الأخيرة.

وقد أجبر مسلحو التنظيم على التقهقر من المنطقة باتجاه مركز مدينة الموصل أمام زحف القوات الحكومية التي بدأت هجوما لاستعادة المدينة في 17 أكتوبر/تشرين الأول.

وقد عثرت القوات العراقية على المقبرة الاثنين بعد أن شم عناصرها رائحة نتنة اثناء تقدمهم في البلدة الواقعة على بعد 30 كيلومترا إلى الجنوب من مدينة الموصل.

وقد ارسلت حفارة (بلدوزر) الى الموقع ، وعثر قرب سد ترابي على عظام وجثث متفسخة إلى جانب بقايا ملابس وأكياس بلاستيكية.

ولم يعرف بعد هل أن الضحايا في المقبرة هم من عناصر القوات الأمنية العراقية أم من المدنيين، بيد أن شريط فيديو نشرته وكالة أسوشييتد برس أظهر جنديا يحمل لعبة طفل على شكل دب محشو بالقطن داخل المقبرة.

وقال عبد الرحمن الوكاع، عضومجلس محافظة نينوى، إن مسلحي التنظيم قد استخدموا كلية الزراعية كمنطقة لقتل مئات الأشخاص قبل أيام من تمكن القوات الأمنية العراقية من دخول البلدة.

وأضاف متحدثا لوكالة رويترز للأنباء "كانوا يعذبونهم ثم يأخذونهم خارج الأحياء السكنية، ليقوموا بقتلهم بإطلاق الرصاص عليهم أو ذبحهم".

وقال مدرس سابق للغة الانجليزية في البلدة إنه شاهد مسلحي التنظيم يجلبون الضحايا إلى سجن مؤقت قرب منزله ثم يأخذونهم في منتصف الليل لقتلهم.

ونقلت الوكالة ذاتها عن رياض أحمد قوله إن "الشيطان نفسه سيندهش من طرق داعش في التعذيب. إنها تفوق الخيال".،مستخدما تعبير "داعش" الذي يستخدمه العراقيون لتسمية التنظيم الذي يطلق على نفسه اسم "الدولة الإسلامية".

مجازر جديدة

وقد ارتكب مسلحو التنظيم في عام 2014 عددا من عمليات القتل الجماعية لأعضاء في القوات الأمنية العراقية أو من اقليات اثنية ودينية، عند سيطرتهم على مساحات واسعة في شمال العراق ، وبضمنها مدينة الموصل، ثاني أكبر المدن العراقية.

وقد نشر المسلحون صورا وأشرطة فيديو توثق افعالهم على مواقع دعائية للتنظيم على شبكة الإنترنت.

وقد تلقت الأمم المتحدة عددا من التقارير التي تشير إلى ارتكاب مسلحي التنظيم مجازر جديدة منذ بدء العمليات العسكرية لاستعادة الموصل.

وفي 29 اكتوبر/تشرين الأول، أشارت تقارير إلى أنهم قتلوا 40 جنديا سابقا في مناطق حمام العليل والشورى ، ثم رموا جثثهم في نهر دجلة.

وبعد يومين، أشارت التقارير ذاتها إلى أنهم جلبوا شاحنات وباصات صغيرة الى حمام العليل في محاولة لإجلاء نحو 25 ألف مدني يعيشون في المنطقة بالقوة لاستخدامهم كدروع بشرية داخل وحول مدينة الموصل.

وقد منعت الغارات الجوية للتحالف بقيادة الولايات المتحدة حركة هذه الشاحنات، بحسب الأمم المتحدة.

وفي غضون ذلك، أعلنت قوات اليبشمركة الكردية اتمام سيطرتها على بلدة بعشيقة، الواقعة على بعد 12 كيلومترا الى الشمال الشرقي من مدينة الموصل، بعد يوم من هجوم شنته لاستعادة البلدة.