استبعدت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية أي تغيير ملموس في السياسية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط بغض النظر
عن شخصية الفائز في انتخابات الرئاسة الأمريكية التي تجري في الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني.
ورأي العديد من الكتاب أن القادم الجديد إلي البيت الأبيض سيكون لزاماً عليه الحفاظ على إرث أوباما في ملفات عديدة في الشرق الأوسط.
لا تغيير متوقع
يقول حمود أبو طالب في صحيفة عكاظ السعودية إن "مشكلة الكثير من دول العالم، والعالم العربي على وجه الخصوص، أنه يعوّل كثيرا على نمط سياسات الحزب الفائز وشخصية مرشحه قبل الرئاسة في حل المشاكل لدينا أو حلحلتها بناء على هذا التصور والتقييم البعيد عن الواقع، غير مدركين أن أي رئيس أمريكي هو رئيس أمريكا في البداية والنهاية، ومسئول عن شؤون ومصالح أمريكا لا غيرها من الدول".
ويخلص الكاتب إلى أن "أمريكا ستظل أمريكا بسياسة الفريق والإدارة".
وعلي المنوال ذاته، يري محمد كمال في صحيفة المصري اليوم أن "مساحة الاتفاق بين أوباما وكلينتون وترامب بخصوص المنطقة العربية أكبر كثيرا من مساحة الاختلاف، وسوف نشهد استمرارية في التوجهات أكثر من تغيير بشأنها، وسوف يتم الحفاظ على تركة أوباما بخصوص العديد من القضايا الاستراتيجية" وخصوصاً الحرب علي "الإرهاب" والديمقراطية والعلاقات مع دول المنطقة وإيران.
في السياق ذاته، يقول جورج سمعان في الحياة اللندنية إنه "لن يكون بمقدور الرئيس الأمريكي الجديد، أياً كانت هويته، أن يتعافى سريعاً من مخلفات إرث سلفه الحافل بالتعقيدات والملفات الشائكة، من تداعيات الحروب التي تنهش دولاً عربية وترهق اقتصادات دول أخرى، إلى المتاعب التي يعانيها الجناح الآخر من الحلف الأطلسي عموماً."
ويصف زهير ماجد في صحيفة الصباح الجديد العراقية انتخابات الرئاسة الأمريكية هذه المرة بأنها "الأغرب" علي الإطلاق وأن الشعب الأمريكي سوف يذهب للتصويت لواحد من "أغرب شخصيتين، فالأولى امرأة سوف تتعرف بلادها على حكم أنثى لأول مرة، وهي تجربة لم يجر إن حدثت قبل ذلك، والثاني أصولي أمريكي لا يعترف بغير بلاده بلاداً لها الحق أن تعيش عيشة الأوادم".
ويري حسين منصور في صحيفة الوفد المصرية أن "كلا المرشحين لم يختلفا عن أي إدارة أمريكية في انحيازه التام لإسرائيل والتعهد بدعمها بشكل مستمر ومنظم في كافة المجالات وأن تكون الإدارة الأمريكية صوتاً واضحاً للإيباك ورفض المقاومة الفلسطينية وفتح الباب لمزيد من الاستيطان وابتلاع الأرض الفلسطينية".
الاختيار بين اتجاهين
يقول أمين حطيط في صحيفة الثورة السورية إن الانتخابات الأمريكية ستقرر أي الاتجاهين ستعتمده أمريكا في الشرق الأوسط: " استمرار العدوان بصيغته الحالية وتفعيل التدخل مع ما يحتمل الأمر من مواجهة وخسارة أمريكية بسبب ما هو قائم في الميدان من مقاومة، أو اتجاه الانكفاء الظاهر والعمل الخفي لمعالجة الإخفاق في الشرق الأوسط".
ويرجح الكاتب الاتجاه الثاني حسب "البراغماتية الأمريكية".
وتعقد راندا تقي الدين في صحيفة الحياة اللندنية مقارنة بين السياسة المتوقعة لكلا المرشحين تجاه سوريا.
تقول الكاتبة إن كلينتون أيدت من موقعها في وزارة الخارجية في العام 2012 الدعم الأمريكي لمعارضي الأسد وإقامة مناطق حظر طيران لتأمين المساعدات.
وتضيف أنه "في المقابل إذا فاز ترامب فستكون أولويته هي التخلص من "داعش".
وترى الكاتبة أنه من أجل "إيقاف التنازل الأمريكي الذي شهده عهد أوباما" يتعين علي القادم الجديد للبيت الأبيض أن يختار "وزير جديد للخارجية أكثر حزماً وذكاء من جون كيري في مواجهة الثعلب الروسي سيرغي لافروف الذي تفوّق بسهولة في التفاوض مع نظيره الأمريكي".
تري صحيفة الخليج الإماراتية في افتتاحيتها أن "المهاترات التي تجري بين المرشحين تخفي اختلافاً واضحاً في أمرين في تصوير الواقع الأمريكي، وفي كيفية الخروج منه".
فبينما يري ترامب - حسب قول الصحيفة - أن "السياسات المتعاقبة في العقدين الماضيين أو أكثر أضعفت الولايات المتحدة ورمتها في طريق الانحدار من قمة القوة" تري كلينتون أنها "تمثل الأمر الواقع الذي يرى أن الخروج من السياسات الحالية سيؤدي إلى مزيد من الانحدار، وأن المعالجة تكمن في مزيد من السياسة القوية على مستوى العالم ".