أبرز الكثير من الصحف العربية الذكرى السابعة لثورة يناير التي أطاحت بالرئيس المصري محمد حسني مبارك من سدة الحكم عام 2011.
ويقول الدكتور حسن نافعة، في الوطن القطرية "ينتاب أغلب المصريين، إن لم يكن جميعهم، إحساس عام بأن الثورة لم تحقق أياً من أهدافها الرئيسية: العيش، الحرية، الكرامة الإنسانية، والعدالة الاجتماعية. وبينما يرى البعض أن الثورة تعثرت وتمر الآن بحالة كمون أو حصار، بسبب ما تواجهه من تحديات عاتية من جانب الثورة المضادة، لكنها لم تفشل".
ويضيف نافعة "وأياً كان الأمر، فمن الواضح تماماً أن لثورة يناير أعداءً يتصدرون المشهد الآن ويصرون على أن ما حدث لم يكن ثورة، وإنما مؤامرة خارجية دبرتها قوى دولية وإقليمية بالتعاون مع عملاء لها في الداخل، وهي مؤامرة لم تكن تستهدف مصر وحدها، وإنما العالم العربي كله، والذي يراد له أن يتحول إلى دويلات طائفية متناحرة يسهل الهيمنة عليها".
"تشويه عالمي"
وفي الدستور الأردنية، يقول عمر كلاب أنه بعد مرور سبع سنوات على بداية ما يسمى الربيع العربي "تحولت أحلام الخبز والحرية والعدالة الاجتماعية إلى مجرد أطلال وقصائد قديمة ولوحات غير مرغوبة في العرض على الجدران وقطف الربيع رجال الأنظمة السابقون ورجال الأحزاب المتسربلون بقلّة الحكمة والموعظة غير الحسنة".
وفي الحياة اللندنية، يعتبر أن محمد صلاح أن اليوم هو ذكرى الحلم الضائع. ويقول "اليوم الذكرى السابعة لأحداث 25 كانون الثاني (يناير) 2011، قل عليها ثورة أو انتفاضة أو هوجة أو مؤامرة أو مخططاً خارجياً أو حلم الإخوان الضائع لا فرق. فالتسميّة لن تلغي ما جرى أو توقف تداعياته، المهم أن مصر نجت من مصير آلت إليه دول أخرى بفعل أحلام مماثلة".
وفي البيان الإماراتية، يقول صبحي غندور "هناك بلا شك إيجابياتٌ تحقّقت حينما انطلقت الانتفاضات الشعبية في مطلع العام 2011، لكن مظلّة السلبيات هي التي ما زالت تغطّي سماء المنطقة وتحجب شروق شمس التغيير السليم المنشود فيها".
ويضيف غندور "ولعلّ مراجعة ما حدث في الأعوام السبعة الأخيرة، وما زال يحدث، من إشعال لمناخاتٍ انقسامية داخلية في العديد من البلدان العربية، ومن بروز لجماعات وقوى إرهابية، ومن تشويه عالمي لصورة المسلمين والعرب، لَتأكيدٌ بأنّ ما تحقّق حتّى الآن هو خدمة المشاريع الإسرائيلية في تفتيت المنطقة العربية وأوطانها إلى دويلاتٍ طائفية ومذهبية متصارعة، تكون فيها الدولة اليهودية هي الأقوى وهي المهيمنة على باقي الدويلات".
"ربيع تمخض عن خريف"
أما المعلقون في صحف مصرية، فانقسموا بين مؤيد ومعارض للثورة.
يقول مرسي عطاالله في الأهرام "يدرك المصريون اليوم أن الربيع الموعود تمخض عن خريف تساقطت معه العديد من أوراق القوة للوطن المفدى الذى بدأ يلملم جراحه ويجفف دماءه ويسابق الزمن لاستعادة عافيته من خلال تنظيم وترشيد تجارة الاحتجاجات والاعتصامات والتظاهرات وإخضاعها للقانون حتى يمكن دفع عجلة العمل الوطني لإعادة الدوران بكل قوة".
وفي اليوم السابع، يقول دندراوي الهواري "قرر خليط من مرضى التثور اللاإرادي ونشطاء السبوبة ونخب العار وكل خصوم نظام مبارك تقليد تونس والخروج في مظاهرات في يوم 25 يناير 2011 احتجاجا في بداية الأمر على ما زعموا بوجود انتهاكات شرطية وفلشت المظاهرات في هذا اليوم رغم اعدادها الكبيرة."
" فرصة ذهبية"
يقول محمود خليل في الوطن "سبع سنوات مرَّت على ثورة 25 يناير ولا تزال فكرتها راسخة في الوجدان وأصداؤها راسخة على الأرض. لا يزال نداء العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية الحاضر الغائب على ألسنة ملايين المصريين. لا تزال أصداء نزول المصريين ضد التأبيد في الحكم ماثلة في الدستور وفى الواقع لا يستطيع أحد الاقتراب منها. لا يزال التوجس من فكرة نزول المصريين من جديد الهاجس الأكبر في عقل وأفئدة المسئولين الذين علمهم درس يناير أن هذا الشعب إذا أراد فعل، وإذا حكم قدر، وإذا قرر اندفع بكل قوته لإنفاذ ما يريد، دون أن يستطيع أحد إيقافه".
أما عمر طاهر في المصري اليوم فيقول "ثورة يناير كانت فرصة ذهبية، أثق أنها لم تضِع، لكنها تعانى إرهاقاً شديداً، بعد أن تعامل معها كثيرون بالطريقة التي يتعامل بها مواطن مصري أصلى مع سيارة معطلة فوق كوبرى أكتوبر، طريقة 'افتح الكبوت كده؟'، مع تقديم خلطة من الجهل المغرور والفتاوى الاستعراضية، تتحرك السيارة لفترة، ثم تتوقف من جديد بخسائر أكبر".