واصلت صحف عربية اهتمامها بالعملية العسكرية التركية في بلدة عفرين السورية في ضوء ما وصف بـ "الاحتدام" في الصراع التركي الكردي.
كما ناقشت الصحف زيارة نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس لمنطقة الشرق الأوسط، خصوصاً الحديث عن "خطط أمريكية" للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
"مرحلة جديدة"
يرى فايز سارة في الشرق الأوسط اللندنية أن "الاحتدام التركي-الكردي يدخل مرحلة جديدة إذ انتقلت المواجهات بين الطرفين إلى حرب مكشوفة وشاملة" مع بداية معركة عفرين بين تركيا وأكراد حزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا.
ويرى الكاتب أن ذلك الاحتدام "فتح أبواباً جديدة لتغييرات في الخريطتين السياسية والعسكرية للصراع، حاملاً في الوقت ذاته إمكانية لترديات متزايدة في القضية السورية، نتيجة تطرف وتشدد حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، وتدخلات إقليمية ودولية، لا ترى مشكلة في تواصل مسار القتل والدمار والتهجير في سوريا".
وينتقد جلبير الأشقر في القدس العربي اللندنية العملية العسكرية التركية، مشبهاً إياها "بإطلاق الجيش الصهيوني تسمية 'السلام الجليل' علي اجتياحه للأراضي اللبنانية سنة 1982".
ويقول "لا يتوقف الشبه عند حد التسمية المنافقة والغاية المعلنة. فالجيش التركي يدّعي تحرير العرب السوريين من سطوة 'الإرهابيين' الكُرد مثلما ادّعى الجيش الصهيوني تحرير اللبنانيين من سطوة 'الإرهابيين' الفلسطينيين".
ويرى يوسف الكويليت في الرياض السعودية أنه "قد يكون الرئيس (أردوغان) يريد فرض صورته كإمبراطور يريد إعادة الخلافة العثمانية في غلاف إسلامي، تماماً كما هي أحلام الفرس وهذا مبعث الانزعاج الأمريكي لإدراكها أن تركيا ذهبت لما هو أكبر مما رسم لها".
وفي رأي عريب الرنتاوي، في الدستور الأردنية، أنه "ليس ثمة رابحاً في هذه الحرب. هزيمة أكراد سوريا، لا تعني نهاية 'المسألة الكردية' لا على المستوى الإقليمي، ولا على المستوى القومي الخاص بكل دولة من دول الانتشار الكردي الأربع ... وسيتعين على حكومات هذه الدول، وأي إطار إقليمي قد ينشأ من رحم الفوضى والخراب العميمين في المنطقة، أن يبحث عن حلول سياسية منصفة للأمة الكردية".
ويحث معن حمية في البناء اللبنانية "التنظيمات الكردية السورية أن تعي جيداً أنّ الرهان على أمريكا وحلفائها رهان خاسر، وأنّ مشروع تفتيت سورية وتجزئتها قد سقط، وأنّ لأمريكا وتركيا هدفاً عدوانياً مشتركاً يستهدف سورية والسوريين دونما تمييز أو استثناء".
خطة سلام "غامضة"
وحظيت زيارة بنس للمنطقة باهتمام الصحف العربية، خصوصاً الحديث عن خطة سلام أمريكية.
تشير الغد الأردنية إلى وجود "خطة سلام أمريكية 'غامضة' للضغط على الفلسطينيين".
وتقول الصحيفة: "سبق أن شككت روسيا في وجود خطة أمريكية للسلام أصلا، مشيرة إلى أن الأمريكيين يتحدثون عن خطة للسلام لم يظهر منها شيء إلى حدّ الآن".
لكن أحمد جميل عزم يذهب، في مقال بالصحيفة نفسها، إلى الاستنتاج بأن هناك خطتين أمريكيتين "للسلام" مع الفلسطينيين.
يقول: "الخطة الأولى، أو الخطة (أ) هي استئناف الخطوة الأمريكية للاعتراف بعناصر أخرى من الاحتلال الإسرائيلي، بفرض الأمر الواقع، الراهن، وهي على الأغلب الخطة المفضلة، مع تغليفها بأنها تمهيد لطرح خطة سلام أمريكية، وأن سببها عدم اشتراك الفلسطينيين في المفاوضات".
ويضيف الكاتب: "أما الخطة (ب) فسيتم اقتراحها إذا تم التوصل لاتفاق ثنائي أو إقليمي، وجرى إطلاق مفاوضات، وهي خطة يمكن تسميتها بخطة (أوسلو) أي ما هو أقل من اتفاق أوسلو الانتقالي، المبرم منتصف التسعينيات، ولكن سيُقترح الآن ليكون حلاً نهائياً".
ويرى عبدالمنعم سعيد، في صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، أنه "من يرِد إنقاذ الفلسطينيين فعليه وضع الديموغرافيا التي تعمل لصالحهم في مواجهة الجغرافيا التي يعرف الإسرائيليون كيف يستغلونها لصالحهم".
وعن زيارة بنس لحائط البراق ، الذي يسميه اليهود حائط المبكى، في ختام زيارته لإسرائيل، تقول القدس العربي اللندنية في افتتاحيتها: "من المفارقة أن هذا المسؤول الأمريكي الذي يتفاخر كثيراً بمعتقده المسيحي الأنغليكاني، حُرم من زيارة بيت لحم ومهد يسوع، وزار حائط المبكى في المقابل حيث ذرف المزيد من دموع النفاق. المفارقة الثانية كانت وقوفه، هو الممثل للديمقراطية الأمريكية موقف المتفرج الصامت أمام مشهد طرد النواب العرب من قاعة الكنيست لمجرد أنهم حملوا شعارات احتجاج ورقية".
وتختتم الصحيفة افتتاحيتها بالقول: "يعود بنس إلى واشنطن بخفي حنين إذن، كما تفيد معظم المؤشرات، ولكن ليس قبل أن ينافس الصهاينة أنفسهم في نفخ بوق صهيون".
وفي صحيفة الخليج الإماراتية، يرى فتح العليم الفكي أن "سحب الاعتراف (بإسرائيل) خطوة في الاتجاه الصحيح تمثل تطلعات الشارع الفلسطيني، ولا يستبعد أن ينهي الانقسام، خاصة أنها جاءت في مرحلة فارقة من تاريخ القضية الفلسطينية التي تتعرض لتصفية غير مسبوقة".