تشتري مصر في نوفمبر/تشرين الثاني، ما تحتاجه من منتجات نفطية من الأسواق العالمية، بعد توقف شركة أرامكو السعودية
عن مدها بالبترول للشهر الثاني، بحسب ما ذكره مسؤول في وزارة البترول المصرية.
وقد أبلغت السعودية مصر بأن وقف شحنات منتجات النفط السعودية إليها - بحسب اتفاق تقدر قيمته بـ23 مليار دولار - إلى أجل غير مسمى، مما قد يعمق الخلاف بين البلدين.
وجاءت الخطوة التي اتخذتها السعودية بعد خلاف البلدين بشأن الصراع في سوريا، وتقارب مصر أكثر من روسيا، الداعم الأساسي للرئيس بشار الأسد، الذي تعارضه السعودية.
وكانت مصر قد طرحت في أكتوبر/تشرين الأول مناقصات لتزويدها بحاجتها من منتجات النفط المكرر، من البنزين والسولار والمازوت لسد احتياجات السوق المحلي المصري. عقب وقف أرامكو شحنة تقدر بـ700.000 طن.
ونقلت وكالة فرانس برس عن مسؤول في وزارة البترول قوله "في نوفمبر، سنشتري من الأسواق العالمية".
وكانت السعودية قد مدت مصر بمليارات الدولارات على هيئة مساعدات وقروض، بعد إطاحة الجيش بالرئيس محمد مرسي في 2013، وتولي الرئيس عبد الفتاح السيسي السلطة، ثم زيارة الملك سلمان للقاهرة في أبريل/نيسان.
واتفق البلدان خلال الزيارة على تمويل السعودية للواردات المصرية من أرامكو على مدى خمس سنوات.
وتختلف حكومتا البلدين بشأن الصراع في سوريا، وعدم استعداد القاهرة لإرسال قوات للمشاركة في التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن.
مصر وإيران
ونفى وزير البترول المصري، طارق الملا، ما تردد عن زيارة مزمعة له إلى إيران من أجل التعاون في مجال البترول، مؤكدا في الوقت نفسه أن شركة أرامكو السعودية أبلغت بلاده بتوقف شحنات النفط المتفق عليها لحين إشعار آخر.
وأوضح الوزير المصري خلال مؤتمر للطاقة يعقد حالياً في أبو ظبي أن أرامكو السعودية لم تبد أي أسباب للقرار.
وسيؤدي امتناع الشركة السعودية إلى تناقص الاحتياطي النقدي من العملة الأجنبية في مصر التي أصدرت قراراً بتحرير سعر الصرف للتخلص من مشكلات شُح العملة الأجنبية.
كانت السعودية قد وافقت على إمداد مصر بمنتجات نفطية مكررة بواقع 700 ألف طن شهريا لمدة خمس سنوات بموجب اتفاق بقيمة 23 مليار دولار بين شركة أرامكو السعودية والهيئة المصرية العامة للبترول وقع خلال زيارة رسمية للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لمصر هذا العام.
وبموجب الاتفاق تشتري مصر شهريا منذ مايو أيار من أرامكو 400 ألف طن من زيت الغاز (السولار) و200 ألف طن من البنزين و100 ألف طن من زيت الوقود وذلك بخط ائتمان بفائدة اثنين في المئة على أن يتم السداد على 15 عاما.
وارتفعت أسعار المواد البترولية في مصر منذ أيام بعد قرار حكومي بتخفيض الدعم عليها قبل أسابيع من اتفاق متوقع بين مصر وصندوق النقد الدولي للحصول على قرض بقيمة 12 مليار دولار.