أولت صحف عربية، وخاصة المصرية، اهتماماً بالذكرى المئوية لميلاد الرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر، وأبرزت إنجازاته على الصعيدين الوطني والقومي.
وعلى مدار الأيام السابقة أفردت صحف مصرية صفحات داخلية احتفاءً بهذه المناسبة، منها صحيفة "الجمهورية" التي أفردت اليوم خمس صفحات داخلية لهذه المناسبة تحت عنوان "جمال.. حكاية ثورة".
وقال صلاح عطيه في الجريدة إن عبد الناصر "قاد ثورته من أجل كرامة الوطن والمواطن"، مضيفا أن "إشعاع عبد الناصر وثورته مازال يلهم الكثيرين".
وأشار عطية إلى دور عبد الناصر الإقليمي والإفريقي، قائلا إن "الذين فتح لهم عبد الناصر الأزهر والجامعات يتولون الآن المناصب الكبرى في الكثير من دول العالم".
وأضاف أنه بسبب هذا الدور "لم يكن غريبا أن ترفع الجماهير صور عبد الناصر ليس في مصر فحسب أو في البلدان العربية فقط وإنما في دول أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، كلما تطلعت هذه الشعوب إلى المثال والرمز".
شعبية وعداوات
وفي جريدة "الشروق" المصرية، قال عبد الله السناوي "بقدر الأدوار التي لعبها، والمعارك التي خاضها، اكتسب جمال عبد الناصر شعبية هائلة وعداوات ضارية بالوقت نفسه".
وفي "الدستور" المصرية، قال أحمد بهاء الدين شعبان إن عبد الناصر "واجه بشعبه وإمكاناته المحدودة إمبراطوريات كبرى وكان سبباً رئيسياً في زوالها من الوجود".
وأضاف أن عبد الناصر "حاربته دول وطبقات اجتماعية شرسة، كرهته، وعملت بضراوة لإفشال تجربته، ولإسقاطه، وإسقاط وطنه، وإعادة استعباد أمته، واسترداد ما كانت تنهبه من خيراتنا، وقد تحقق لها الكثير مما أرادت بعد رحيله".
وفي صحيفة "الوطن"، عدَّد أحمد رفعت ما حقّقه عبد الناصر في عهده من إنجازات وشركات وطنيه ليكون - بحسب رأيه - "المؤسس الحقيقي لمصر الحديثة".
وفي صحيفة "القدس العربي" اللندنية، قال فايز رشيد إنه رغم مضي نصف قرن تقريبا على وفاة عبد الناصر "إلا أن ذكراه تفرض نفسها في كل المراحل. ترى توهجه ينتقل من جيل إلى جيل، وكأن كاريزماه الوطنية غير قابلة للنسيان".
وأضاف "عبد الناصر كان رئيساً وزعيماً كبيراً بحجم أمته العربية وامتداد الخريطة العربية، ولهذا عشقته أمتنا. كان محكوماً بأيديولوجيا الجماهير وحسها العفوي نحو القضايا واتجاهها السياسي. لم يكن تابعاً لأحد ولم يكن محكوماً بأيديولوجيا حزب معين. زاوج بين الإيمان النظري والمسلكية الشخصية، فلم يستغل منصبا ولا نفوذاً من أجل أفراد عائلته وأقاربه. وُلد جمال عبد الناصر بسيطاً، وعاش بسيطاً ومات بسيطاً. كان قريباً من الجماهير ومتحدثاً رسميا باسمها".
"المشروع القومي"
وفي صحيفة "الحياة الجديدة" الفلسطينية، قال عمر حلمي الغول إن عبد الناصر "تلمس طريقه للقومية العربية في فلسطين عندما حوصر في الفالوجا، واكتشف آنذاك جريمة الأسلحة البريطانية الفاسدة".
وأضاف أن عبد الناصر "أدرك مكانة وعبقرية دور وثقل مصر الشقيقة الكبرى، وأيقن أن مصر العربية لها رسالة عظيمة في بناء صرح الوحدة العربية، وتحرير الأرض العربية المحتلة في أرجاء الوطن العربي من الاستعمار خاصة في فلسطين والجزائر وليبيا وسوريا ولبنان".
وأشار إلى أن تجربة عبد الناصر ستبقى "نبراسا وهاديا لكل القوى القومية والديمقراطية العربية الحية. ولن يموت المشروع القومي برحيل الزعماء، الذين حملوا رايته، لأن الرواد الجدد على موعد لرفع رايته مجددا وعاليا في سماء كل أرض عربية".
وفي صحيفة "رأي اليوم" الإلكترونية، سرد رئيس التحرير عبد الباري عطوان الأسباب التي جعلته يُعجب بشخصية عبد الناصر وتراثه السياسي والإنساني منذ أن حظي برد منه أو من مكتبه على أول رسالة كتبها في حياته وكان وقتئذ تلميذا في الصف الثاني الابتدائي بمدرسة اللاجئين في مخيم دير البلح بفلسطين.
يقول عطوان "إعجابي بالرئيس عبد الناصر وإرثه لم ينقص على مدى السنوات، بل ازداد، وما زال، رغم أنني لا أنكر مطلقا أن الرجل اجتهد وارتكب أخطاء، اعترف بأكبرها عندما أقر بمسؤوليته عن هزيمة حرب حزيران (يونيو) عام 1967 وعرض استقالته على الشعب".
وأضاف "كما أنه لم يقل في أي يوم من الأيام إنه كان ديمقراطيا ويقود 'العالم الحر'، واعتقل معارضيه وزج بهم في السجون، ولكنه حقق إنجازات لم ينكرها أشد خصومه مثل الإصلاح الزراعي الذي كان أكبر ثورة اجتماعية وأخلاقية في تاريخ المنطقة، حيث قضى على الإقطاع، وأعطى الأرض لمن يستحقها، ولا ننسى السد العالي والتصنيع الحربي، وتأميم قناة السويس، والاكتفاء الذاتي في الطعام وكل ما يحتاجه المواطن من منتوجات تصنع محليا، وقائمة الإنجازات تطول".