بادئ ذي بدء أود أن أسأل : ما هو تعليق تجار القضايا ومافيات وعصابات تدعي أنها تدافع عن حقوق الإنسان لو أن اللص المعتدي عثمان كان "بيظانيا" ما ذا سيكون موقفهم؟
طبعا سيكون الصمت هو موقفهم فلا دخل هنا ولا مردودية!
أقول لسيدة كتبت على صفحتها تقول :
دخلَ الدعاة بيتنا البارحة والحمد لله نجت أجسادنا وأعراضنا بينما أخذوا الهواتف وخرجوا بسلام ! ماذا يمكن أن تفعلوا في ظل الفوضى هذه وإدانة الضحية وتبجيل القتلة واللصوص والمغتصبين؟!
فعلا سيدتي هم أصبحوا أبطالا في بلادنا!
لا يمكنني فهم ما يحدث!!
حين تنتهك حرمة منزل من منازلنا الآمنة وتغتصب إحدى بناتنا ويُعتدى على شرفنا ,لا يأخذ الأمر أكثر من سطرين في أحد المواقع الألكترونية لإثارة شهية القراء وتسجيل علامة مرتفعة على مؤشر ALAXA لا غير.
اما حين يتعلق الأمر بالقبض على لص مجرم أثناء اقتحامه منزلا آمنا أو محلا تجاريا ـ لا من أجل الصلاة وقيام الليل فيهما بالطبع ـ وإنما من أجل ارتكاب جرائم قد تصل أحيانا إلى القتل إذا ما حاول الضحية الدفاع المشروع عن النفس أو العرض أو المال ,فإن الدنيا تقوم ولا تقعد ,وتثور ثائرة ما تدعي أنها منظمات حقوق الإنسان وتتعالى صيحات المجتمع المدني والأحزاب السياسية بأن هذا اللص إنسان وله حقوق وكرامة ولا ينبغي الاعتداء على إنسانيته , بل يجب الاهتمام به وبسلامته ثم تسليمه معززا مكرما إلى الجهات الأمنية لتُطلِق سراحه في اليوم التالي كما تعودنا منها ويعود ليكرر فعلته والأدهى والأمر من هذا وذاك محاولة البعض إقناع الرأي العام المحلي والدولي بأن هذا المجرم الصائل المحارب بطلا مظلوما وبالمقابل تصوير الضحية المستباح حرماتُه على أنه ظالم, جلادٌ مستعبِدٌ ,فأي عدالة هذه ,وأي منطق أعرج أعور هذا؟
لذلك أقول بكل وضوح وصراحة : إن جرائم هؤلاء اللصوص وهذه العصابات ممنهجة ومنظمة ولها دوافع أخرى غير سرقة المال فقط ,فحين تقف أمام إحدى مفوضيات الشرطة لا تجد غير مكون واحد يسجل بلاغات اعتداء ,بينما المكونات الأخرى آمنة في بيوتها ومحلاتها فعلامَ يدل ذلك؟.
إن حصيلة تلك الاعتداءات أشنع وأبشع مما تتصورون ,إلا أن أغلب مَن انتُهكت أعراضهم ونُهِبت أموالهم وتعرضوا للإصابات الخطيرة جراءَ اعتداء تلك العصابات المسلحة يلوذون بالصمت ,إما خوفا من الفضائح التي قد تلحَق بهم وبسمعة بناتهم بسبب عادات وتقاليد ما زالت تفضل السكوت والتستر على مثل هذه الأمور التي تتعلق بالأعراض والشرف ,أو خوفا من إضاعة الوقت والجهد بين أروقة المحاكم ومفوضيات الشرطة ,بحيث تكون النتيجة الحتمية المعتادة في النهاية هي إطلاق سراح المجرم بعد سجنه عدة أيام وضياع كل الحقوق.
وفي الختام لديّ سؤال أريد توجيهه إلى كل ضباط الأمن ورجالات السياسة والمتشدقين بحقوق الانسان , وأقصد هنا الرجال الشرفاء ,الرجال غير المدجنين ,لا أشباه الرجال :
أيكم سيُنتهك عرضه وتغتصب ابنته أو أخته أو زوجته ويكون لحظتها إنسانا هادئَ الأعصاب ,مفكرا في العواقب ,ودودا ,مسالما ,يستقبل اللصوص بالورود ويودعهم بالأحضان والزغاريد..أيّكم؟
أجيبوني بصراحة!!
إننا يجب أن نتعامل مع هذه العصابات وهؤلاء القتلة ومنتهكي أعراضنا بحزم وحذر ,وهنا أدعو الجميع , وأقصد بالجميع كلَّ مستهدف محتمل لحمل السلاح ,من أجل الدفاع المشروع عن نفسه وماله وعرضه والذي تكفله كل الشرائع السماوية والقوانين الدولية ,ولا تخشوا شيئا من هؤلاء الذين يدَّعون ـ زورا وبهتانا ـ الدفاع عن حقوق الإنسان ,فأسيادهم الذين يقتدون بهم ويمسحون أحذيتهم يحترمون الكلاب أكثر من الإنسان , بل ويُقتل هذا "الإنسان" رميا بالرصاص في شوارعهم عنصريةً وكراهيةً لا لشيء الا أن لونه يخالف ألوانهم.
استمعوا إلى ما قاله سيدهم الأبله الأخرق عن قارتنا بالامس القريب ,وحينها ستدركون مدى خبثهم ووحشيتهم وعنصريتهم.
بقلم/ زهراء نرجس