ألقت قوات سوريا الديمقراطية قبل أيام القبض على إميلي كونيغ، أشهر الجهاديات الفرنسيات وأبرز شخصيات تنظيم "الدولة الاسلامية" الدعائية لتجنيد الفرنسيين والفرنسيات لصالح التنظيم.
وكونيغ تعد من أوائل الفرنسيات اللواتي غادرن بلادهن والتحقن بالتنظيم، تاركة لأمها مهمة تربية طفليها من زواجها الأول.
وأكدت والدة إميلي أن ابنتها اتصلت بها عبر الهاتف وأخبرتها أنها معتقلة في معسكر تابع للمقاتلين الأكراد في سوريا وأنه "تم استجوابها وتعذيبها"، وطالبت السلطات الفرنسية بالتدخل "لإعادتها" إلى فرنسا.
لكن قوات سوريا الديمقراطية التي يشكل مقاتلو "وحدات حماية الشعب" الكردية عمودها الفقري نفت تعرض كونيغ للتعذيب، وقالت إن كونيغ وأطفالها الثلاثة يقيمون حاليا في أحد المعسكرات في بلدة "الهول" شرقي سوريا.
ونشر موقع هذه القوات تصريحات لكونيغ، يوم 8 يناير/كانون الثاني الجاري، قالت فيه إن القوات الكردية قامت باستجوابها لمدة ساعتين فقط وهذا كل ما في الأمر.
وكان مسؤول فرنسي رفيع يعمل في مجال التصدي للارهاب قد وصف كونيع عام 2015 بأنها "عضو مهم في أوساط الجهاديين ونشطة جدا على وسائل التواصل الاجتماعي ونعرفها جيدا".
وكونيغ، البالغة من العمر 33 عاما، هي أصغر أبناء ضابط شرطة فرنسي تحولت إلى الاسلام عندما كان زوجها الأول، من أصول جزائرية، سجينا بقضية لها علاقة بتجارة المخدرات.
ووصفت كونيغ النقاب الذي بدأت ترتديه وهي في السابعة عشرة من العمر، بأنه مثل جلدها، وتعلمت اللغة العربية إلى حد ما وغيرت اسمها إلى "سمراء".
تعرفت كونيغ على جماعة اسلامية محلية متطرفة تحمل اسم "فرسان العز" ولفتت الأنظار إليها عام 2010 خلال الاحتجاجات التي شهدتها البلاد ضد حظر النقاب في فرنسا.
ونفذ أعضاء من هذه الجماعة عمليات إرهابية في فرنسا أبرزهم ياسين صالحي الذي ذبح، أواسط 2015، رئيسه في العمل وعلق رأسه على سياج محطة الوقود التي كان يعمل فيها محاطا بأعلام "الدولة الاسلامية".
وشوهدت كونيغ عام 2010 وهي توزع منشورات تدعو إلى "الجهاد" قرب أحد المساجد في لوريان وهي منقبة، كما كانت تقود مظاهرات الاسلاميين في العاصمة باريس.
وعندما تم استدعاؤها إلى المحكمة عام 2012 رفضت نزع نقابها ودخلت في مشاجرة مع عناصر أمن المحكمة وقامت بتصوير الحادث ونشرته على موقع اليوتيوب.
بعد حظر السلطات جماعة "فرسان العز" عام 2012 أنشأت كونيغ العديد من الصفحات التي تدعو إلى "الجهاد" على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
عقب ذلك سافرت كونيغ الى سوريا بينما بدأت أجهزة الأمن الفرنسية بالتركيز على نشاطها بعد أن نجحت في تجنيد عدد من الشبان في مدينة "نيم" جنوبي فرنسا للقتال في سوريا. ومثل غيرها من النساء اللواتي انضممن إلى تنظيم "الدولة الاسلامية" لم يسمح لكونيغ بالقتال في المعارك لكنها ظهرت في أفلام التنظيم الدعائية، وخاطبت في أحدها ولديها اللذين تركتهما في رعاية أمها بقولها "لا تنسيا أنكما مسلمان ولن يتوقف الجهاد ما دام هناك أعداء يجب القضاء عليهم".
كما ظهرت في مقطع فيديو أخر عام 2013 وهي تتدرب على استعمال مسدس.
وقامت السلطات الفرنسية بالحجز على ممتلكات كونيغ عام 2012 عقب مغادرتها فرنسا متوجهة إلى سوريا للانضمام إلى زوجها الذي كان يقاتل هناك وتعرفت عليه عبر الإنترنت .
وأدرجت الامم المتحدة كونيغ عام 2014 في قائمة الأشخاص ذوي الأنشطة الإرهابية بسبب "المشاركة في تمويل أعمال أو أنشطة يقوم بها" تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المدرج باسم تنظيم القاعدة في العراق".
وقالت الأمم المتحدة أن كونيغ "سافرت عائدة إلى فرنسا في آب/أغسطس 2013، وعادت بعد ذلك إلى سوريا في 7 تشرين الثاني/نوفمبر 2013 ومكثت فيها منذ ذلك الحين.
وكثيرا ما تتصل من سوريا مع معارفها في فرنسا لتشجعهم على ارتكاب أعمال عنف ضد أهداف محددة (المؤسسات الفرنسية وزوجات العسكريين الفرنسيين) على أراضي فرنسا".