ان من يتجول في المدينة، لا يرى غير الحوانيت التي تعرض عليه بضائعها حيث ما حل وأرتحل حيث المتاجر في كل الاتجاهات.
اننا لم نعد نعرف بناء أي شيء غير المحلات التجارية والمساجد.
فلا وجود لمكتبة ولا لمركز ثقافي (والحمد لله ، فان "ألأجانب" هم من يفكر في تقديم الكتب للشباب، ...
فلا وجود لمتحف، غير المتحف الوطني الذي يعود تشييده الي قديم الزمان، كما لا توجد سينما و... لا مكانا ثقافيا...لا شيء علي الاطلاق.
حوانيت ومساجد ... وفي الوسط، ذكاء يتم نسفه، من اجل ربطه برؤية واحدة : خاصة، تفادي تكوين أبنائنا على التفكير ... و بعدها، نستغرب هذيان الجهلة التي تزهر هنا وهناك على الفيس بوك ...
ففي الوقت الذي يتعلم فيه العالم، نسعي نحن عكس ذلك، في جهل العالم ...
والنتيجة بالطبع هي تفاقم و اتساع الجهل، الذي يعتبر بؤرة كل أشكال العنف و اللوم و قتل الأبرياء دون أي مبالاة.
وبالتالي، نجد انفسنا مكتفين بتلك النمطية العامة اليائسة: الأكل والنوم والتكاثر والصلاة ومشاهدة التلفزيون والنوم و الصلاة و التكاثر والملل...
والأهم من كل ذلك، ان لا نفتح كتابا، ألذي مع ذلك، لا يوجد سوي عند صبية الاثرياء أو لدي أولئك الذين يتمتعون بقدر معتبر من الثقافة، يحفزهم الي محاولة القراءة عبر شبكة الانترنت ...
مما يجعلني في حيرة، عندما أتذكر بأن الفكر و الثقافة في الحضارة الإسلامية كانا الاكثر اشعاعا في الثقافات.
اننا اصبحنا بفعل تلك الارادة ورثة جاهلين ومساكين، بيد اننا ورثة اكبر مفكري الكون.
والمفارقة اليوم، تكمن في متابعة و سب الحشود ألغاضبة كل "ابن عربي"، بعد صلاة الجمعة
انما فضلنا لأنفسنا ان نكون ورثة يرثى لها رغم انها وليدة أعظم الثقافات في العالم، ثقافة افرزت و ربت الفلاسفة وعلماء الرياضيات والشعراء والأطباء والفيزيائيين والفلكيين...الخ
اننا لم نعد غير شعب الحوانيت و الائمة (وأحيانا الاثنين معا، تاجر وإمام في آن واحد) ... كما اننا شعب يصادر و فاضل..
فمعذرة لأولئك الذين سبقونا والذين تجرؤا علي اقتحام العالم . ام نحن فنجرؤ حتي على المزيد.
ندوينة من صفحة الكاتبة
تنبيه : ترجمة تقديرية وسريعة. فمعذرة في عدم استيعاب كلمات الكاتبة العملاقة منت الدرويش
محمد ولد محمد الامين