شح اهتمام الصحف البريطانية الصادرة الجمعة بالقضايا العربية والشرق أوسطية ولكنها تناولت عددا من القضايا من بينها الاحتجاجات في إيران والاتفاق النووي الإيراني.
البداية من صحيفة التايمز التي جاء عنوان المقال الذي تصدر صفحتها الأولى "مستشار لترامب يشكك في قواه العقلية".
ويقول المقال، الذي كتبه ريس بليكليلي من واشنطن وكاثرين فيلبس المراسلة الدبلوماسية للصحيفة، إن الرجل الذي كان اليد اليمنى للرئيس الأمريكي دونالد ترامب شكك علنا في قواه العقلية وقدرته على الرئاسة وتكهن بأن يستقيل قبل أن تجبره إدارته على الاستقالة، وذلك حسبما جاء في كتاب حاول ترامب حجبه.
وقال ستيف بانون، المستشار الاستراتجي السابق لترامب إنه لا يسبعد استخدام المادة 25 من الدستور الأمريكي لإقالة ترامب، وذلك حسبما جاء في كتاب "النار والغضب في بيت ترامب الأبيض"، الذي كتبه مايكل فوكس.
وتقدم المادة 25 في الدستور الأمريكي تفصيلا بروتوكول إقالة الرئيس إذا ارتأى نائب الرئيس وأغلبية الوزراء أنه "لا يستطيع أداء مهام وظيفته".
وقالت سارا هاكابي ساندرز، المسؤول الإعلامي للبيت الأبيض، أمس إن أي تشكيك في القوى العقلية لترامب وأهليته أمر "مشين ويدعو للسخرية"، وأكدت على أنه "قائد قوي للغاية".
وتقول الصحيفة إن محاميي ترامب أرسلوا خطابا إلى وولف في محاولة لمنع نشر الكتاب، الذي من المزمع صدوره اليوم، بعد أن هددوا بالفعل باتخاذ إجراء قانوني ضد بانون.
وجاءت شكوك بانون حول الصحة العقلية لترامب، حسبما أشارت الصحيفة، بعد أن وجه ترامب اللوم للجانبين في أحداث العنف العرقي في بلدة تشارلوتسفيل في أغسطس/آب الماضي، قبل أن يحاول تصحيح موقفه ويوجه اللوم للمتظاهرين من النازيين الجدد.
وتضيف الصحيفة إنه إثر ذلك عاد ترامب ليوجه اللوم للجانبين، في خطاب غاضب، ترك الكثيرين في إدارته متشككين في قدرته على أداء مهامه.
وجاء في الكتاب أيضا، حسبما أشارت الصحيفة، أن بانون أبدى تشككه في أن يتمم ترامب فترة رئاسته وقال إن فرصة عزله أو استقالته أو بقائه متساوية ويصل كل منها إلى 33.3 بالمئة.
الاتفاق النووي الإيراني على المحك
وننتقل إلى صحيفة فاينانشال تايمز ومقال لكاترينا مانسون من واشنطن بعنوان "الاتفاق النووي الإيراني على المحك برفض الولايات المتحدة الثاني إقراره".
وتقول مانسون إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لن يقر الاتفاق النووي الإيراني للمرة الثانية، حسبما قال مسؤلون، مما يعرض مستقبل الاتفاق النووي للخطر.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأمريكية قوله "من غير المرجح بصورة كبيرة"، عندما سئل عما إذا كان ترامب سيقر الاتفاق للكونغرس قبل الموعد النهائي لذلك يوم 13 يناير/كانون الثاني.
وتضيف الصحيفة أن ترامب كان قد رفض إقرار الاتفاق يوم 13 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وأدى ذلك إلى مساع حثيثة من حلفاء ترامب الأوروبيين، الذين يوافقون على الاتفاق.
وتوضح الصحيفة أنه إذا لم يوافق ترامب على الاتفاق وعلى إيقاف العقوبات ضد إيران الشهر الجاري، فإن ذلك قد يؤدي إلى انهيار الاتفاق.
وترى مانسون أن الولايات المتحدة تدعم الاحتجاجات الأخيرة في إيران بحماس أكبر من حلفائها الأوروبيين الذين يدعمون الاتفاق النووي الإيراني
إعادة التأهيل وليس السجن
وننتقل إلى صحيفة الغارديان ومقال لجوانا وولترز من نيويورك بعنوان "كيف حولت إعادة التأهيل وليس السجن لمدة طويلة حياة منتم سابق لتنظيم الدولة".
وتقول وولترز إن عبد الله يوسف كان يواجه أزمة هوية، حيث كان يعيش مشتتا بين الحياة في منزل أسرته الصومالية بقيمها المحافظة التقليدية وبين حياته كطالب مدرسة في منيسوتا. وأدى هذا التمزق إلى لجوء الصبي المراهق إلى الدعاية المتشددة على الإنترنت.
وفي عام 2014 ألقي القبض على عبد الله قبل أن يستقل طائرة متجهة من منيسوتا إلى سوريا للانضمام لتنظيم الدولة.
وتقول الصحيفة إن عبد الله كاد أن يضيع ويتجه للإرهاب ولكن وقصته كانت لها نهاية إيجابية غير متوقعة، فالذين يتجهون للانضمام للتنظيمات المتشددة عادة ما ينتهي بهم الحال إما قتلى أو سجناء لأعوام طويلة. ولكن في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أصدر قاض الحكم بإطلاق سراحه وعودته إلى بيت أسرته.
ويجري إدماج عبد الله في المجتمع بعد الحكم عليه بالانضمام لبرنامج لـ "إعادة التأهيل الأيديولوجي". وأمضى عبد الله عاما في مؤسسة إصلاحية فدرالية، قرأ فيها الفلسفة والسير الذاتية والأدب، وكتب مقالات وشعرا. كما امضى وقتا في التفكير والتأمل والتدبر في خياراته للمستقبل.