تشهد مواقع شبكة التواصل الاجتماعي وبعض المنابر الإعلامية في موريتانيا، منذ بعض الوقت، حملة شرسة ضد شخص الوزير الأول الحالي المهندس يحيي ولد حدمين؛ تغذيها وتدفعها أطراف من داخل بعض أوساط الموالاة في تطابق مثير للدهشة والاستغراب مع الخطاب التقليدي لخصوم نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز وأكثر معارضيه تشددا وراديكالية.
اللافت في هذه الحملة الدعائية الموجهة ضد ولد حدمين، أن من يشنونها بشكل مباشر، ومن يقفون وراءها، عجزوا تماما، حتى الآن، عن تقديم أي نقد موضوعي لأداء الرجل أو عمل الفريق الحكومي الذي يقوده؛ فطفقوا يكيلون لفريقه الحكومي الشتائم ، ويقتبسون كل ما استطاعوا من ساقط التجريح وقبيح مصطلحات الهجاء الحطيئية؛ في سعي مستميت ومحاولة يائسة لوضع العصي في عجلات قطار الإنجازات التنموية المتمكاملة التي نجح الرجل في تجسيدها طبقا للبرنامج الذي حدد معالمه ورسم أهدافه رئيس الجمهورية، محمد ولد عبد العزيز، وأوكل له مهمة تطبيقه على أرض الواقع.
وإذا كان تحامل من يقفون في معسكر المعارضة على الوزير الأول أمرا عاديا تماما تمليه طبيعة الاصطفاف السياسي في أي نظام ديمقراطي تعددي؛ تماما كتحاملهم على رئيس الجمهورية؛ فإن تصاعد وتيرة الحملة الدعائية المغرضة ضد من جعله موقعه الرسمي الذراع اليمنى للرئيس والمسؤول الأول في جهازه التنفيذي، من قبل من يتشدقون بدعم هذا الأخير ويرفعون شعار الانخراط في برنامجه السياسي، وخياراته الوطنية الكبرى؛ يثير العديد من علامات الاستفهام حول حقيقة تلك المواقف وطبيعة تلك «القناعات» الزائفة.
ذلك أن ادعاء الانتماء للأغلبية الرئاسية والتظاهر بدعم توجهات رئيس الجمهورية؛ عبر المهرجانات السياسية والخروجات والندوات الإعلامية، مقابل تكثيف الحملات الدعائية الحاقدة على من أولاه نفس الرئيس كامل ثقته، وتمكن، في ظرف قياسي، من إثبات جدارته بتلك الثقة، من خلال تجسيد ما يزيد على 90 في المائة من البرامج والمشاريع التنموية على كافة الأصعدة، الاقتصادية، والاجتماعية، والمؤسسية؛ لا يمكن تصنيفه خارج دائرة النفاق السياسي والسعي، بكل الوسائل المتاحة، لمحاولة عرقلة مسيرة البناء والنماء التي يقود قطار تنفيذها معالي الوزير الأول يحيي ولد حدمين، طبقا لخارطة الطريق التي رسم معالمها رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز ونالت انخراط ودعم الموريتانيين على اختلاف انتماءاتهم ومشاربهم الفكرية والاجتماعية. موريتانيا اليوم