لا يوجد في الحياة كلها سجن أضيق من الأنا ...
نعم ... الأنا ...
تلك الأفكار الخاصة التي تصنعها عقولنا بمعزل عن رؤية الزمن .. و رؤية الاختلاف ... و رؤية التغيير الحتمي ...
الأنا التي تنكر الآخر ... و تحولنا إلى سجناء لعقولنا ..... و تحاصرنا بأفكارنا الخاصة الضيقة التي صنعناها ....
هي أشبه بالدائرة التي نرسمها حول أنفسنا ...
و نجعل الخروج منها عقدة ....
هي اشبه بالمحرك التقليدي لأي آلة صماء ..
نعلم بأنه اساس حركتها ... و نجهل بأن مصيره التهالك مهما حاولنا الحفاظ عليه ..
الحياة يا نورما ...
أكبر بكثير من تلك الأنا ...
الحياة هي ذاك الكم الهائل من ( الأنوات ) حين تجتمع معا لتصنع مجتمعا إنسانيا ..... يكون للانسان فيه قيمة حقيقية ...
هي اجتماع ذاك الكم الهائل من إبداعات العقل و الروح و القلب .... لتحول الإنسان إلى قيمة لا تقبل التأرجح ...
صدقيني يا نورما ....
إن هذا الكوكب يسير نحو الانهيار ... نحو التلاشي ... نحو هضم بعضه بالبعض ..
و ذاك ليس إلا نتيجة تغوّل الأنا في داخل كل فرد منا ... تغوّل يجعلنا ننكر بعضنا البعض ... و نعجز عن خلق صيغ للتفاهم و لغة تجمعنا ...
كلنا سندفع الثمن يا نورما ....
كلنا سندفع الثمن ....
كلنا سندفع الثمن ....