أبرزت الصحف العربية ولا سيما الخليجية تواصل الاحتجاجات المناوئة للحكومة في إيران ليومها الثاني، على الرغم من تحذيرات الحكومة. وكان متظاهرون قد خرجوا في عديد من المدن الإيرانية احتجاجاً على ارتفاعِ الأسعار والفساد.
وكتب محمد الحمادي في الاتحاد الإماراتية يقول إن الهتافات التي يرددها الإيرانيون منذ أيام تشير إلى أن "الشعب الإيراني الغاضب منذ سنوات أعلن غضبه علناً أخيراً، ونزل إلى الشارع، وأصبح يصرخ بأعلى صوت، لا ترهبه تهديدات المرشد ولا أسلحة العسكر، ضيق العيش يبدو أنه لم يعد محتملاً بعد وصول نسبة التضخم إلى عشرين بالمائة".
ويقارن عبد الرحمن الراشد في الشرق الأوسط اللندنية بين احتجاجات عام 2009 و الاحتجاجات الأخيرة، قائلاً: "الآن المظاهرات خرجت من الأطراف، من مدن مثل مشهد وانتشرت، تحمل شعارات معادية لآية الله ولسياسات الدولة، وتردد صداها في أنحاء إيران".
ويضيف: "قد لا تقتل المظاهرات الشعبية النظام لكنها بالتأكيد تجرحه".
ويرى حامد الكيلاني، في العرب اللندنية، أن التظاهرات تشير إلى "وصول الشعب إلى نقطة اليأس".
ويقول الكيلاني "ربما هتاف الموت لروحاني لا يحتوي على روح الثورة ... لكن ماذا عن الهتاف بموت الدكتاتور، في إشارة إلى المرشد علي الخامنئي بما لها من مدلولات على مكامن السخط على نظام الولي الفقيه أو الملالي لأنه يمثّل مرجعية عقائدية، دينية ومذهبية لغالبية الإيرانيين".
ويتفق معه محمد مبارك في أخبار الخليج البحرينية، ويقول: "إذا كان بعض المحللين قد رأى أن هذه الاحتجاجات قد تم افتعالها من قبل الحرس الثوري الإيراني لإضعاف حكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني (فقط من باب الجدل والنقاش بأن جناح روحاني وجناح الحرس الثوري غير متفقين)، فإن الواضح من خلال انتشار الاحتجاجات في مختلف المدن الإيرانية الرئيسية أنها قد خرجت عن السيطرة وباتت منبرًا لكل من يريد أن يهاجم السلطات الإيرانية".
على المنوال نفسه، يقول صادق ناشر في صحيفة الملعب اليمنية: "من المبكر الحديث عن تغير المعادلة السياسة في إيران، لكنه من الواضح أن مزاج الشارع الإيراني بدأ يتغير، ونظرته إلى السياسة التي تتبعها حكومته لم تعد كما كانت، والحراك السياسي القائم اليوم يدل على أن الناس بدأوا يشعرون بأنهم يخسرون في الداخل مقابل مغامرات تقدم عليها سلطتهم المنهمكة في حروب تتوزع في كل مكان، ولن يجني منها الشعب إلا المزيد من الفقر، والبطالة".
ويضيف: "الحراك الشعبي في مدن إيران، الذي عبرت عنه تظاهرات الخميس، سيتحول تدريجياً إلى غضب شامل، قد يفرض على السلطة في طهران مراجعة حساباتها السياسية، وعدم جر شعبها إلى مغامرات غير محسوبة العواقب".