كشفت صحيفة “الجارديان” البريطانية عن وصول التظاهرات الغاضبة في إيران إلى مرحلة جديدة من السخونة، وذلك في أعقاب اندلاع مواجهات مشتعلة بين العناصر الشرطية التابعة لنظام الملالي والمتظاهرين السلميين، والذين خرجوا للتعبير عن غضبهم العارم إزاء نهب الملالي لثروات البلاد وتوجيهها لدعم السياسات الإرهابية خارج البلاد.
وأشارت الصحيفة البريطانية، إلى أن التظاهرات التي تندلع في إيران هي أكبر موجة احتجاجية تشهدها إيران منذ عام 2009، لاسيَّما وأنها بدأت في بعض المدن في إيران، وتوسعت حتى وصلت إلى العاصمة، لافتة إلى أن التظاهرات التي هزت طهران في الساعات الماضية خرجت عفوية كنوعٍ من تفاعل الشعب مع نسيجه بالمدن المختلفة مما أخاف المسؤولين من أن تكون ثورة تأتي على الاخضر واليابس.
وقالت الجارديان: “يعكس اندلاع الاضطرابات استياءً متزايدًا من ارتفاع الأسعار والفساد، فضلًا عن القلق من مشاركة البلاد المكلفة في الصراعات الإقليمية مثل سوريا والعراق”، في إشارة إلى دعمها المستمر للعديد من التنظيمات الإرهابية في المنطقة بشكل رئيسي.
وقال مسؤول إيراني: إن عددًا من المتظاهرين اعتُقلوا في طهران، وإن هناك انتشارًا واضحًا لمقاطع الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، تُظهر وجودًا كثيفًا للشرطة ومظاهرات في عددٍ من المواقع الأخرى؛ الأمر الذي يجعل تلك الموجة أقرب إلى ثورة غضب واسعة.
ولفتت الصحيفة البريطانية إلى أن كرمانشاه، وهي المدينة التي كانت منطلق الثورة الغاضبة في إيران، عانت على مدار الأسابيع الماضية من زلزال قوي، مؤكدة أن الإهمال الحكومي والتقاعس الواضح في التعامل مع الأوضاع الإنسانية أسهم بشكل واضح في تأجُّج مشاعر الجماهير، والتي تعاني في الأصل من أوضاعٍ اقتصادية وسياسية هي الأسوأ منذ عقود طويلة في إيران.
وقال أحد سكان مدينة أصفهان الوسطى: إن “المتظاهرين انضموا إلى مظاهرة احتجاجية بشأن عمال مصنعين يطالبون بزيادة الأجور، مضيفًا أن “الشعارات تغيرت بسرعة من الاقتصاد لتستهدف رئيس البلاد حسن روحاني والمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي”.
وتبدو الاحتجاجات السياسية في ازدياد على مدار السنوات الأخيرة، لاسيَّما بعد اندلاع الاضطرابات الأخيرة ذات الأهمية الوطنية في عام 2009 عندما أُعيد انتحاب أحمدي نجاد رئيسًا للبلاد؛ ما أسهم في إشعال ثمانية أشهر من الاحتجاجات في الشوارع.