تناولت الصحف العربية بنسختيها الورقية والإلكترونية سيناريوهات الانتخابات الأمريكية مع اقتراب العد التنازلي لها، وفاضلت بين المرشحين الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية هيلاري كلينتون.
وفيما أشارت معظم الصحف إلى احتدام المعركة الرئاسية وتقدم كلينتون على ترامب، ركزت صحف أخرى على طرح سؤال "أيهما سيكون الأفضل تجاه الشرق الأوسط؟".
ونبدأ من صحيفة الرياض السعودية التي وصفت الانتخابات الأمريكية في مراحلها الأخيرة بأنها "معركة تزداد شراسة" مؤكدة أن "كلينتون تتقدم علي ترامب".
وكذلك، رأت جريدة الخليج الإماراتية أن "كلينتون هي خيار مليون ومائتي ألف ناخب مسلم في أمريكا حيث يجمعهم هدف إسقاط نظرة ترامب السلبية".
ويرى أمير طاهري في جريدة الشرق الأوسط اللندنية أن السؤال الذي يجب طرحه هو: "أيهما يكون الأفضل تجاه الشرق الأوسط؟".
ويقول إن كلينتون لديها "سجل معروف" فقد "دعمت وأيدت تنظيم الإخوان المسلمين في مصر قبل أن يتخذ أوباما قراره بالتخلي عنهم. ولقد كانت من المناصرين المشاركين في صياغة سياسة أوباما الكارثية في ليبيا".
أما داليا قانصو في جريدة السفير اللبنانية فطرحت سؤالاً: "لماذا خسر دونالد ترامب (وادي السيليكون)؟".
وتجيب الكاتبة:" في الواقع، يصب تاريخ (وادي السيليكون)، الحديث العهد إجمالاً، لمصلحة الديمقراطيين. من جهتِها، أدركت المرشحةُ هيلاري كلينتون باكراً أهمية التكنولوجيا الحديثة، ولذلك استحدثت لها فريقاً ضخماً استقدمته من (الوادي) منذ العام 2015 لدعمِها في حملتها الانتخابية، فيما كان فريق منافسها يضمُّ أشخاصاً يعدون على أصابع اليد من ذلك العالم، رغم تعويلِه كثيراً على 'تويتر' لإيصال رسائله".
وتضيف داليا قانصو: "لم يخفِ عمالقة التكنولوجيا الأمريكية، ولا مبتدئوها، دعمهم للمرشحة الديمقراطية" في الوقت الذي عبروا فيه عن "مقتهم لترامب".
تخوف من ترامب
وعن المخاوف من رئاسة ترامب، تقول راغدة درغام في جريدة الحياة اللندنية: "دونالد ترامب سيختزل المسائل الدولية إلى تصنيف الأبيض والأسود، ذلك أن الرمادية لا تتماشى مع مبدأ التفكيك الذي يميّز معظم سياساته".
وتضيف: "لا يبالي ترامب بدول مجلس التعاون الخليجي ولا يبالي بإيران. أولوياته التي تجلَّت في حملته الانتخابية ركّزت على الهجرة والإرهاب وتأجيج الخوف منهما ليقدم نفسه الرئيس الذي سيحمي أمريكا من (الغرباء)، لا سيما المسلمين".
من جانبه، يقول محمد مبارك جمعة في جريدة أخبار الخليج البحرينية: "يرى مراقبون أمريكيون أن فوز وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون بسباق الرئاسة الأمريكية سوف يعني استمرار السياسة المتبعة في عهد الرئيس الأمريكي أوباما من حيث التقارب الشديد والعمل عن قرب مع تنظيم الإخوان المسلمين، في حين أن فوز المرشح المنافس دونالد ترامب سوف يعني انتكاسة إضافية للتنظيم الدولي".
في الوقت نفسه، يحذر جمعة من التصريحات "غير المريحة" التي صدرت عن ترامب" تجاه دول الخليج العربي وتجاه المسلمين"، ويشير أنه: "تعهد من ناحية أخرى بإلغاء الاتفاق النووي مع النظام الإيراني بمجرد وصوله إلى سدة البيت الأبيض، كما توعد بشن حرب لا هوادة فيها على الجماعات الراديكالية، وهذا قد يعني أنه سوف ينتهج منحى آخر في الاتجاه المعاكس، من دون أن يكون هناك بالطبع خلاف على الأهداف الاستراتيجية الكبرى للولايات المتحدة الأمريكية في العالم، ومنها أهدافها في المنطقة العربي".
في السياق ذاته، يقارب عاطف الغمري في جريدة الوطن القطرية بين المرشحين، ويقول: "فدونالد ترامب - المرشح الجمهوري - عرف بآرائه الخارجة عن طبيعة النظام السياسي في الولايات المتحدة، وهيلاري لا تزال ملتصقة بأفكار المدرسة التقليدية في السياسة الخارجية والتي تؤمن بهيمنة أمريكا على العالم".
إسرائيل تدعم ترامب
وعن أثر الانتخابات الأمريكية على إسرائيل، يوكد يوسف رزقة: "رغم القناعات المسبقة لدى الكثيرين بأنه لا فرق بين جمهوري وديمقراطي في دعم دولة الاحتلال".
ويشير الكاتب إلى أن إسرائيل ستدعم بلا شك ترامب، وذلك "لأسباب منها أن فوز هيلاري كلينتون يعني أن السنوات الأربع القادمة هي امتداد لسياسة أوباما بشكل أو بآخر، وإن التغيرات التي يمكن أن تحدث في السياسة الخارجية في المنطقة محدودة ولا تلبي مطالب أميركا، ولا تنسى حكومة العدو اتفاق إيران-أمريكا، وتأييد هيلاري له".
ويدين يوسف رزقة الصمت الفلسطيني تجاه ترامب، مضيفاً: "في السلطة الفلسطينية صمت إزاء الانتخابات الأمريكية، فليس هناك من يعلق على تصريحات ترامب، أو مستشاريه فيما يتعلق بالقدس، ووحدتها، ونقل السفارة الأمريكية إليها، وهي تصريحات خطيرة، حتى وإن قيلت في مرحلة الدعاية الانتخابية. وهنا يجدر بالسلطة أن تعلن عن رفضها لكل ما يمس بالحقوق الفلسطينية في القدس وغيرها".