أبرزت صحف عربية رسائل الكُتّاب العرب المتضامنة مع الفتاة الفلسطينية عهد التميمي التي تواجه السجنَ بعد أن أظهر تسجيل مصور ما يبدو أنه قيامها بصفع جنديين اسرائيليين اثناء احتجاجات في الضفة الغربية المحتلة.
وتناقش صحف أخرى قرار تعليق رحلات شركة طيران الإمارات إلى مطارات تونس رداً على إجراءات اتخذتها الشركة الإماراتية بمنع النساء التونسيات من السفر إلى الإمارات.
"مرفوعة الرأس"
ويقول طلعت إسماعيل في صحيفة "الشروق" المصرية عن عهد التميمي: "من أي أرض خرجتِ؟ من ثرى الجليل جئتِ؟ أم من ربوع يافا حضرت لشد أزر المرابطين خلف الأسوار العتيقة؟ تراك تحملين طين القابضين على جمر النضال في غزة العز، دفاعا عن تلال رام الله، وبيسان، وأريحا، وصحراء النقب وكل تراب فلسطين؟"
ويتابع: "كونى ما تشائين، فقد أيقظت فينا ما كان راكدا بفعل القعود الطويل، وتهرب البعض من امتشاق الحسام، والفرار من تكسر النصال على النصال، فجئتِ أنت بصفعة كف قوي لتعري كل الخانعين الخائفين المرتجفين، تحت وهم السلام".
ويقول صادق ناشر في الخليج الإماراتية: "كان العالم شاهداً على همجية الاحتلال الإسرائيلي في إقدام قواته وبشكل هستيري على اعتقال عهد التميمي من منزلها، وتفتيش المنزل وإهانة الموجودين فيه، ومن ثم أخذها عنوة وتقديمها إلى المحاكمة، وهي إجراءات شاهدها العالم كله، لكن البطلة الفلسطينية أبدت شجاعة منقطعة النظير في مواجهة هذه الهمجية، وذهبت مرفوعة الرأس، وبابتسامتها هزمت جلاديها".
ويضيف: "لقد لفقت سلطات الاحتلال لعهد التميمي اتهامات كثيرة أغلبها لا أساس له من الصحة، لكنها لا تعير هذه الاتهامات اهتماماً لأن القضاء في دولة الاحتلال عبارة عن قضاء مسيّس وأداة لتخويف الفلسطينيين وشرعنة ممارساته في الأراضي الفلسطينية منذ احتلالها عام 1948، وجاء رفض الاحتلال إطلاق سراحها ليدل على همجيته".
ويقول أسعد عبود في صحيفة "الثورة" السورية: "أيتها الصبية المتسربلة بشلال شعر من ذهب، لا يعلو صوتك فتنظمين لنا قصائد جديدة تذكرنا بنغمة هجرناها، نغمة القضية، نحن يا صغيرة قبرنا القضية. قبرناها منذ أوسلو، قبرناها قبل ذلك، منذ ولينا القدس لغير أهلها ...".
"سخط وسخرية"
وعن التوتر التونسي الإماراتي يقول محمد الحمادي في صحيفة "الاتحاد" الإماراتية: "اللافت في هذه القضية، هو محاولة تضخيمها وإعطائها أبعاداً أخرى غير حقيقية، كالمساس بكرامة الشعب التونسي، أو إهانة المرأة التونسية، وواضح من هو الذي يقف خلف هذه الحملة ضد الإمارات، فالإعلام القطري كان منشغلاً بهذا الخبر أكثر من اهتمامه بقضية القدس وفلسطين، وحتى أكثر اهتماماً بقضية الشعب اليمني".
وينبه إلى أن: "الموضوع الذي يجب أن يتذكره الأشقاء في تونس، فهو أن هناك ثمانية آلاف من التونسيين، وأكثر من مئتين من التونسيات تورطوا مع داعش والمجموعات الإرهابية، وهؤلاء يجب عدم التهاون في التعامل معهم".
أما صحيفة "القدس العربي" الصادرة في لندن فتقول في افتتاحيتها: "كان لافتاً أن الإمارات .. انتظرت يومين كاملين قبل أن يتنازل وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش .. من خلال تغريدة على تويتر فقط، فيكتب: تواصلنا مع الإخوة في تونس حول معلومة أمنية فرضت إجراءات محددة وظرفية! هذا التبرير أثار مزيداً من السخط والسخرية في الأوساط الشعبية التونسية".
وتضيف الصحيفة: "بين فرض الحصار على دولة شقيقة، ومنع مواطنات دولة شقيقة أخرى من السفر، لا تواصل الإمارات نهج العزلة فحسب، بل تتمادى أكثر في التعنت والتعسف والإهانة".