الوزير الاول يترأس حفل تسليم جائزة شنقيط (تفاصيل)

اثنين, 25/12/2017 - 20:06

أشرف الوزير الأول السيد يحيى ولد حدمين صباح اليوم الاثنين بقصر المؤتمرات في نواكشوط على حفل تسليم جوائز شنقيط لسنة 2017 تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز.

وتهدف جائزة شنقيط التي تم منحها لأول مرة في العام 2001 والمكونة من شهادة تقديرية ومنحة مالية قدرها خمسة ملايين أوقية لكل فرع من فروع الجائزة، إلى مكافأة الموريتانيين والأجانب الذين ساهموا في تعميق البحث في حقول الدراسات الإسلامية والعلمية والأدبية والنهوض بها.

وقد فاز بجائزة الدراسات الإسلامية بالتناصف كل من الدكتور يحيى ولد البرا عن عمله: الوحي والواقع والعقل، ومحمد احمد ولد محمد عالي عن عمله: الإعلام الغربي والإسلام.

وفاز بجائزة العلوم والتقنيات: الباحث محمد سعيد ولد محمد سيديا منيه عن بحثه المتعلق بالمساهمة في دراسة النباتات الطبيعية والعطرية والعلفية بموريتانيا.

وتقاسم جائزة الآداب والفنون كل من الرائد سيد محمد ولد حديد عن دراسته المتعلقة بالأمير بكار ولد اسويد احمد، والسيدة اماه بنت يونس، عن بحثها المتعلق بدور التسرب المدرسي في زيادة ظاهرة جنوح الأطفال.

وأوضح الأمين الدائم لمجلس جائزة شنقيط الدكتور بلال ولد حمزة، في كلمة بالمناسبة أن هذه المناسبة التي تعود مجلس جائزة شنقيط على تنظيمها لتكريم الفائزين كل سنة، وإعادة فتح أبواب الأمل للمثابرين من الباحثين المتخصصين في الشأن العلمي والثقافي من أجل كسب رهان العلم والمعرفة واستعادة روح المبادرة والإبداع في ميادين التدافع الحضاري في عالم أصبح فيه مستوى مؤشر الاستثمار المستند على البحث العلمي يشكل دلالة قطعية على المكانة التي تحظى بها الأمم والشعوب.

وأضاف أن موريتانيا باعتبارها جزء من أمة إقرأ، وامتدادا لأبناء المحظرة الشنقيطية العريقة يجب أن تتبوأ مكانة متقدمة في الركب العلمي لتحقيق النمو الحضاري الشامل، وفاء لماضينا الأصيل وتجسيدا لوعينا بضرورة مواكبة مسيرة التطور والنماء سبيلا إلى نفض الغبار عن الصورة التي ارتسمت في العالم عنا باعتبارنا الأوفياء للثقافة العربية الإسلامية في نقائها وأصالتها المدافعون عنها حفاظا عليها ونشرا لها وإشعاعا بها.

وقال إن مجلس جائزة شنقيط ينتهز هذه الفرصة ليثمن عاليا تلك التوجهات السامية لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز، بمواصلة هذا الدور وإحياء تلك القيم الحميدة وصيانة ذلك التميز العلمي الفريد الذي تحقق في عهده الميمون.

بعد ذلك قدم كل من الفائزين عرضا حول بحثه ودلالالته وصياغته وأهدافه والمرامي التي يريد إبرازها من خلال هذا العمل.

فالبحث الأول المتعلق بالوحي والواقع والعقل يدخل في صميم ما يسمى اليوم بإشكالية حوار الحضارات ويسعى صاحبه إلى فتح نقاش حول مسألة التأويل والتجديد والاجتهاد وبالتالي صناعة الفقه الإسلامي انطلاقا من الواقع والعقل استنادا على الوحي.

وبين المؤلف أن صناعة الفقه المعاصر عملية فنية صعبة تتطلب العديد من التنازلات ومراجعة الإبستميا الفقهية من أجل التبادل بين مختلف الفرقاء ولكي تجد أرضية صلبة لبناء صرح فقهي متوازن ومعتدل يسترد للإسلام كونيته المؤسسية وقدرته على استيعاب النوازل والمستجدات المعاصرة ولياقته الروحية الخارقة والقادرة على تحطيم الحواجز النفسية والمجتمعية.

كما يدخل البحث الثاني الإعلام الغربي والإسلام هو الآخر في إطار حوار الثقافات حيث ينطلق من صاحبه من عرض مفصل لإشكالية الصورة النمطية التي يحملها وينميها الإعلام الغربي عن الإسلام والحضارة الإسلامية بصفة عامة فهذه الصورة طالما استغلت لبث الكراهية والحقد وطمس الحقائق وتشويه الإنسان المسلم.

وذهب المؤلف إلى الحديث عن رسالة الإعلام ودورها في التنوير والتوعية، مفصلا أخلاقيات المهنة الإعلامية وضرورة إحيائها في زمن كادت أن تغيب فيه، كما تعرض لحرية التعبير وإشكالية المسؤولية ويفصل الأمر بين عدة مفاهيم كالنقد البناء والنقد والقذف والسب والمهنية والدعاية والمعيار المزدوج للحكم على الواقع.

أما البحث الثالث " مساهمة في دراسة النباتات الطبية والعطرية والعلفية في موريتانيا" فقد استهدفت هذه الدراسة مجموعة من النباتات المختلفة المستخدمة في مجال الطب والعطور والعلف في موريتانيا وبينت أن المستخدم منها في مجال الطب التقليدي وحده يبلغ حوالي 80 نوع موزع عبر 32 أسرة.

وقد سدت هذه الدراسة فراغا معرفيا كان سائدا حول الطبيعة الطبية التقليدية لبعض النباتات في الفضاء المغاربي والإفريقي جنوب الصحراء.

وقد تم في إطار هذه الدراسة القيام بمجموعة من التجارب والاختبارات شملت دراسة بيبليوغرافية عبر النظام الرقمي والمجسم حول تحديد كيفية استخراج المواد الطبية وتحديد هذه المواد عن طريق منهجية التخصيص، وعزل المواد الطبيعية في صيغتها الخالصة انطلاقا من النباتات المدروسة، ودراسة الفاعلية البيولوجية لبعض المكونات النباتية من أجل اكتشاف المواد التي يمكن اعتبارها حيوية.

ويعتبر البحث الرابع" الأمير بكار ولد أسويد أحمد"(حياة مجاهد وقدر شهيد) بمثابة لبنة جديدة أضيفت إلى صرح إعادة كتابة التاريخ، تاريخ الأمجاد والمقاومة الوطنية الذي أصبح العلم الموريتاني اليوم يحمل بالفعل رموزها، حيث يتنزل البحث في إطار التوجهات الوطنية الداعية إلى الإسهام في إعادة كتابة التاريخ من أجل إحياء الذاكرة وحفظ الهوية التي تشكل المقاومة الوطنية إحدى مرتكزاته المشرقة نظرا لما يشمله هذا التاريخ من قيم الشجاعة والتفاني في حب الوطن والتضحية من أجله في ظروف دولية وإقليمية مفعمة بالتحديات والتهديدات.

ويتناول البحث الخامس" دور التسرب المدرسي في زيادة ظاهرة جنوح الأطفال في موريتانيا" جانبا أساسيا من جوانب تنمية الموارد البشرية المتصلة بالتعليم والعوائق التي تحول دون تحقيقه على أحسن وجه.

وانطلقت الباحثة من فرضية مؤداها أن ظاهرة التسرب المدرسي في موريتانيا تتطلب التدخل السريع وإن لم تبلغ بعد مرحلة الخطر، مشيرة إلى وجود جهات عدة مسؤولة عن هذه الظاهرة حيث يمكن علاجها من خلال القضاء على أسبابها.

وتسعى الباحثة على الإسهام في معالجة ظاهرتي التسرب المدرسي وجنوح الأطفال للفت انتباه الأولياء والمحيط التربوي والهيئات الوصية وأصحاب القرار وكل مهتم بحاضر النشئ ومستقبله حول حجم الظاهرتين وظروف حياة المتسربين والجانحين ومعوقات اندماجهم لاحقا في المجتمع قبل فوات الأوان.

وجرى الحفل بحضور عدد من أعضاء الحكومة ورئيس مجلس جائزة شنقيط ووالي نواكشوط الغربية ورئيسة مجموعة نواكشوط الحضرية والسلطات الإدارية والأمنية بمقاطعة تفرغ زينه وشخصيات أخرى.

 

 

وام