تناولت صحف عربية بالنقد السياسات الخارجية للولايات المتحدة، وخاصة المتعلقة بالشرق الأوسط، في ظل تولي إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب زمام الأمور في واشنطن.
وتعددت الأفكار التي عبرت عنها الصحف بين تراجع دور الولايات المتحدة، وكيف أن ترامب وحّد العالم ضده، لا سيما قراره الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
"أمريكا تنكفئ"
في "الحياة" اللندنية، يقول حازم صاغية "نعم، أمريكا تنكفئ. إنّها تفعل ذلك منذ باراك أوباما، خصوصاً منذ بدأت تظهر العلامات الأولى على هزائم الثورات العربيّة. الانكفاء غذّى الهزائم والهزائم غذّت الانكفاء. جاء ترامب يعزّز هذه الوجهة... بالشعبويّة والاعتباط وتحكيم أسوأ ما في أمريكا بأمريكا وبالعالم".
ويرى السيد أمين شلبي في الجريدة نفسها أن سياسات ترامب تمثل "عودة المحافظين الجدد".
ويشرح سلبي بقوله "مفهومهم حول الاستثنائية الأمريكية عبّر عنه ترامب برفعه شعار 'أمريكا أولاً'، ودعوتهم إلى العمل المنفرد، حققها ترامب بالانفصال عن عدد من الاتفاقيات الدولية، خاصة في مجال التجارة والمناخ".
وأعرب الكاتب عن اعتقاده بأن هذه السياسات تجعل الولايات المتحدة "وحيدة"، لا سيما بعد قرار ترامب الخاص بالقدس، والذى استطاع من خلاله "أن يوحد الجميع ضده وحطّ من شأن الولايات المتحدة".
من جهته، يقول فيصل ملكاوي في "الرأي" الأردنية إن الرئيس الأمريكي "وجه ضربة قاضية للدور الأمريكي الذي استمر لعقود في رعاية عملية السلام المتعثرة في الشرق الأوسط والتي وصلت نهايتها بالقرارات الكارثية الأخيرة لترامب بشأن القدس".
ويضيف ملكاوي أن ترامب "أنهى دور الولايات المتحدة كراع ووسيط لعملية السلام الشرق أوسطية وقرر الانتقال من هذه الصفة إلى صفة ودور الشريك بل والذي يحل محل اليمين الإسرائيلي في مواجهة الدول العربية والإسلامية والأسرة الدولية في أقدم وأخطر الصراعات في العالم".
"ثقوب أمريكا السوداء"
وفي مقال بعنوان "ثقوب أمريكا السوداء"، يقول علي قاسم في "الثورة" السورية إن هذا المصطلح "يشمل كامل النشاط الأميركي بما فيه تعاطيه مع التنظيمات الإرهابية، وتحضر معه معطيات المزاوجة بين الاستثمار في الإرهاب والتوظيف السياسي".
ويستطرد الكاتب "ومع أفول داعش ... كان لا بد من البحث عن بدائل إضافية".
ويمضي قائلا "نحن أمام مشهد تجريب عبثي، تطلقه أمريكا بالاعتماد على مجموعات مرتزقة، وما تبقى من شتات التنظيمات الإرهابية، لكنه تجريب محكوم عليه سلفاً بالهزيمة، مهما تكن تسميته، فما عجزت عنه أمريكا بمؤازرة رهط من التنظيمات الإرهابية، وكمٍ أكبر من الأدوات المتناغمة ومقدمي الخدمة المجانية، لن تحققه بثقوبها السوداء التي اخترقتها الحقائق الصادمة، وفي أكثر من موقع، والتي لم تعد حكراً على علاقتها المشبوهة بالتنظيمات الإرهابية، وإنما تنسحب على كامل الدور الأمريكي ومعادلاته وحيثياته".
وينتقد علي يوسف المتروك ترامب في "الرأي" الكويتية، ويقول "قرار الرئيس ترامب الاعتراف بالقدس مدينة يهودية ونقل السفارة الأمريكية إليها وضع المنطقة على صفيح ساخن، لا يقل خطورة وأهمية عن وعد بلفور".
ويشير إلى أنه "قد يبدو القرار الأمريكي نصراً لإسرائيل لأول وهلة، ولكن على المدى البعيد هو خسارة لها".
ويرى جمال العلوي في "الدستور" الأردنية أن "لحظة الحقيقة ستكون قريبة لهذا الرئيس وهي لحظة العزل بفعل قراراته الحمقاء".
ويضيف أن ترامب "أدخل العالم في متاهات لها أول وليس لها آخر منذ استلامه مهام رئيس البيت الأبيض ويبدو أنه سيكون قادرا على تلويثه وتحويله إلى البيت الأسود".