نددت الجمهورية الإسلامية الموريتانية رسميا و شعبيا، و بأشذ العبارات، بالقرار المستفز و غير القانوني، الذي أعلن عنه رئيس االولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب القاضي بإعتراف بلاده بالقدس الشريف عاصمة لإسرائيل، و نقل السفارة من تل آبيب اليها، في غضون ستة أشهر..
و على غرار أمة المليار مُسلم، أثار هذا القرار الجائر و المنحاز، جملة و تفصيلا، للمحتل الصهيوني حفيظة الشعب الموريتاني، الذي نزل إلى الشوارع في مظاهرات غاضبة تعبيرا عن الرفض المطلق للقرار الأمريكي الخطير، بخصوص مدينة القدس، ذات الرمزية الدينية و التاريخية الكبيرة في قلوب المؤمنين، في مشارق الأرض و مغاربها..
و حمل المتظاهرون
شعارات تدعوا للعمل على نصرة اللأقصى و تحريره من قبضة الإحتلال الصهيوني الغاشم.. و جاء الرد الرسمي متناغما مع هذا التوجه الشعبي العام، حيث عبرت موريتانيا رسميا، في البيان الذي صدر عن الخارجية الموريتانية، و في كلمة موريتانيا في الإجتماع الطارئ لجامعة الدول العربية، و على لسان مندوب موريتانيا لدى الأمم المتحدة، عن كون القضية الفلسطينية تمثل أحد ثوابت سياسة موريتانيا الخارجية، و عن الرفض التام للقرار الأمريكي الأخير حول مدينة القدس، و عن رفض كل ما قد يترتب عليه من آثار..
و في هذا المقام، يَتذكرُ الموريتانيون، بكل فخر و اعتزاز، و يُذكرونَ العالمَين العربي و الإسلامي، و من خلالهما كل أحرار العالم، بقرار السلطات الموريتانية التاريخي و الشجاع، قطع العلاقات الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني المحتل و طرد سفيره و تسوية مقر سفارته في نواكشوط بالأرض، تحت أنظار العالم، انتصارا لعدالة القضية الفلسطينية، قضية الأمة العربية و الإسلامية الأولى، بلا منازع..
ولد محمد حمادي فضيلي