طغى موضوع اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة إسرائيل على تغطية الصحف البريطانية الصادرة الخميس التي تناولته على صفحاتها الرئيسية وصفحات الرأي والتحليل.
ونقرأ في صحيفة الغارديان مقالاً لرشيد خالدي بعنوان "خطأ ترامب يمثل كارثة بالنسبة للعرب وللولايات المتحدة على السواء". وقال كاتب المقال إن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة إسرائيل يمثل صفعة لسبعة عقود من السياسة الأمريكية.
وأضاف أن " تداعيات هذا القرار ستكون سلبية للغاية كما أنه من المستحيل التنبؤ بالكثير منها".
وأشار كاتب المقال إلى أن "مسألة القدس من المسائل المهمة في التوصل لحل للصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، ولطالما كانت تؤجل مناقشة وضعها خلال أي مفاوضات بسبب الحساسية البالغة التي تدور حول وضعها النهائي".
وأردف أن "القدس بلا شك تعتبر في صميم الهوية الفلسطينية المسلمة والمسيحية"، مضيفاً أن المدينة أضحت رمزاً أكثر أهمية في الوقت الذي أصبح فيه الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي أكثر ضراوة".
وتابع الكاتب بالقول إن "اعتراف ترامب بالقدس عاصمة إسرائيل بالنسبة لي أنا شخصياً، التي عاش فيها أهلي منذ مئات السنين، لا يعني فقط تبني المقولة الإسرائيلية بأن القدس لهم بالكامل بل يضفي الشرعية بأثر رجعي على الاحتلال الإسرائيلي للقدس الشرقية خلال حرب 1967، وفرض قوانين عنصرية على مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين يعيشون في القدس".
وأشار إلى أن ترامب الذي حذر من قبل العرب ودول الشرق الأوسط والقادة في أوروبا من اتخاذ مثل هذه الخطوة، جعل التوصل لحل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني أكثر صعوبة بالرغم من أنه أدخل البهجة إلى قلوب أصدقائه والمتشددين في إسرائيل، فإنه للأسف جعل التوصل لحل سلمي بينهما أكثر صعوبة.
وختم بالقول إنه "يوم حزين بالنسبة للقانون الدولي ولفلسطين ولكل شخص مهتم بالتوصل إلى السلام في منطقة الشرق الأوسط".
مقدسة ومقسمة
وجاءت افتتاحية صحيفة التايمز بعنوان "مقدسة ومقسمة". وقالت الصحيفة إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتخذ خطوة خطيرة في بشأن إسرائيل.
وأضافت أنه يترتب عليه الآن بذل مجهود كبير مع السعودية والفلسطينيين للعمل على إيجاد طريق لإحلال السلام عوضاً عن الدخول في مزيد من الصراعات.
وتابعت بالقول إن " ترامب يأمل أن يؤدي قرار نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس إلى إنهاء سلسلة الإخفاقات السابقة في حل الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين، إلا أن أمله هذا سيذهب أدراج الرياح".
وأشارت الصحيفة إلى أن هناك نهجاً أمريكياً جديداً في التعاطي مع الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني".
وتابعت بالقول إن "القدس الشرقية معترف بها دولياً بأنها تحت الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1967"، مضيفة أن ترامب في خطابه أبقى الباب مفتوحاً بإمكانية "أن تكون عاصمة للدولة الفلسطينية المستقبلية".
وقالت الصحيفة إن لائحة الدول التي انتقدت قرار ترامب طويلة ومنها مصر والأردن والسعودية التي حذره ملكها من أن هذا القرار سيعرقل التوصل لحل نهائي للصراع الإسرائيلي - الفلسطيني وسيزيد من التوتر.
وختمت الصحيفة بالقول إن ما من أحد يمكنه القول بأن ترامب تنقصه الشجاعة للمجازفة، إلاأنه بلا شك اتخذ مجازفة صائبة".
قرار خطير
وعنونت صحيفة الفايننشال تايمز افتتاحيتها "قرار ترامب الخطير بشأن القدس".
وقالت الصحيفة إن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المضي قدماً في تنفيذ الوعد الذي قطعه خلال حملته الانتخابية والاعتراف بأن القدس عاصمة إسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس يعتبر "خرقاً للدبلوماسية".
وأضافت الصحيفة أن ترامب "استطاع بهذا القرار توحيد جميع الناس ضده تقريباً ومن بينهم حلفاؤه المقربون في المنطقة، فقد أثار قراره موجة غضب بين المسلمين، ووفّر بيئة خصبة للمتشددين، كما أنه، وليست هذه المرة الأولى، حط من شأن الولايات المتحدة في أعين العالم أجمع".
وتابعت الصحيفة بالقول إن ترامب مضي قدماً بإعلان اعترافه بالقدس عاصمة إسرائيل بالرغم من جميع التحذيرات التي أبلغ بها، إذ هدد الأتراك بقطع علاقاتهم بإسرائيل، كما قال صائب عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين، إن قرار ترامب "يجعل الولايات المتحدة بلداً غير مؤهلاً للقيام بأي دور لها في التوصل إلى سلام بين البلدين".
وأشارت الصحيفة إلى أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) هددت بإشعال انتفاضة جديدة.
وقالت الصحيفة إن قرار ترامب الأخير يعتبر صفعة للسعوديين ولولي العهد محمد بن سلمان الذي كان يعمل وسيطاً بين الفلسطينيين وجاريد كوشنر، صهر ترامب وكبير مستشاريه.
وختمت الصحيفة بالقول إن وضع القدس لطالما كان ينظر إليه كقنبلة موقوتة، إلا أن الخوف الآن بأن ترامب أزاح الفتيل عنها".