حذرت صحف عربية من عواقب القرار المرتقب للرئيس دونالد ترامب بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وأبرزت الصحف رفض العديد من الدول وقيادات سياسية ودينية في المنطقة لأي إجراءات تدعم هذا الاتجاه.
وكان مسؤولون في الإدارة الأمريكية أكدوا أن ترامب سيعترف رسميا بالقدس عاصمة لإسرائيل، وذلك في خطوة قد تؤجج التوتر في منطقة الشرق الأوسط.
"نذر انتفاضة جديدة"
تحذر الأهرام المصرية من "مخاطر نقل السفارة" حيث تشير إلي "نذر انتفاضة جديدة سيكون الشعب الإسرائيلي من بين دافعي ثمنها الغالي".
وتقول الصحيفة إن "الفلسطينيين لن يقفوا مكتوفي الأيدي إزاء خطوة كهذه" في ظل التحذيرات من "انفجار الأوضاع بشكل غير مسبوق".
كذلك تقول الخليج الإماراتية إن "ترامب سوف يرتكب خطأً قاتلا بحق المنطقة إذ يتجاوز كل الخطوط الحمر".
وتدعو الصحيفة "العقلاء حول ترامب لنصيحته بالتروي والتعقل وعدم الانجراف وراء اللوبي الصهيوني الذي يعمل لمصلحة إسرائيل أولاً، من دون إيلاء أي اهتمام بمصلحة الولايات المتحدة".
كما تحذر فاتنة الجبالي في الحياة اللندنية من أن "أي قرار في هذا الشأن سيصطدم أولاً بالمسلمين والمسيحيين الذين لن يقبلوا إعطاء اليهود الحق في القدس، كما أن مخططات ترامب الخاصة بإيران ستكون في مهب الريح إن استفز الشعوب العربية والإسلامية".
ويقول هاني حبيبي في الأيام الفلسطينية: "يهدد هذا الإعلان عملية سلام محتملة تقودها الولايات المتحدة في ظل حديث عن صفقة القرن بالتوازي مع تطلعات إسرائيلية إلى تطبيع عربي مع الدولة العبرية في اطار مؤتمر إقليمي بالشرق الأوسط".
في السياق ذاته، يرى علي بدران في الوطن القطرية أن خطوة ترامب هي "تأكيد جديد على موقع الولايات المتحدة الذي لم يتبدّل، بصفتها دولة منحازة إلى جانب دولة الاحتلال". كما يصفها بأنها "تجاوز فظ ومخالف للقانون الدولي، وللشرعية الدولية".
"ضربة لاستقرار المنطقة"
تصف الغد الأردنية القرار الأمريكي بأنه "استغلال للانقسام العربي وضربة لاستقرار المنطقة".
وفي مقال بالدستور الأردنية، توجه عايدة النجار كلامها لترامب قائلة: "أنت بتحقيق آمال إسرائيل العنصرية، ستسجل اسمك في التاريخ أنك تقوم بكارثة لأنك تسمح باعلان القدس عاصمة أبدية لاسرائيل، بدلا من عاصمة أبدية للفلسطينيين، ولا أظنكم ستنجحون، فالعالم كله ينتظر ما أنتم فاعلون ؟!".
وتقول الأخبار اللبنانية إن مثل تلك الخطوة من جانب ترامب "قد تكون مناورة أولى متّفقاً عليها لبدء سقف مرتفع للمفاوضات لتحصيل أكبر قدر من التنازلات، وربما تكون خطوة استفزازية حقيقية... لكن القدر المتيقّن منه هو أن ترامب عاقل إلى حدّ الجنون، ويمكن أن يفعلها".
ويقول إميل أمين في الشرق الأوسط اللندنية إن هذه الخطوة "سوف تصيب العالم العربي في القلب".
ويدعو أمين مستشاري ترامب إلي "أن ينبهوه إلى العلاقة الطردية بين أوضاع السلام في الشرق الأوسط وتنامي الإرهاب وتصاعد العنف، ذلك أن غالبية التيارات الجهادية التي تؤمن بالعنف باعتباره منهاج حياة وعمل لها، تأخذ من المواقف الأميركية والإسرائيلية تجاه المقدسات في فلسطين تكيّة لإشعال أوار الأصوليات واستنهاض جهودها لمواصلة الإرهاب حول العالم".
وضع عربي "بائس"
تقول القدس العربي إن "تنفيذ قرار نقل السفارة إلى القدس إنما يستكمل سلسلة الإجراءات التي دشنتها هذه الإدارة على سبيل الانحياز الأعمى لمصالح إسرائيل".
وتشير الصحيفة في افتتاحيتها تحت عنوان "لماذا استسهل ترامب إشعال برميل البارود في القدس؟" إلي "اتكاء السيد ترامب على وضع عربي رسمي بائس ومهلهل، لم يعد يترك للولايات المتحدة أو إسرائيل أي حرج في تجاوز المحرمات الكبرى في قضايا العرب".
وتنتقد الصحيفة ما تصفه بـ"رد الفعل السعودي الفاتر إزاء مسألة بالغة الحساسية مثل تغيير صفة القدس المحتلة، بالتوازي مع ما يتردد من تقارير عن تسخين علاقات المملكة مع إسرائيل، وعن تبني الرياض مشروع أبو ديس كعاصمة للدولة الفلسطينية بدل القدس".
كذلك يدعو محمود الخطاطبة في الغد الأردنية إلي ضرورة "أن تتوحد دول المنطقة وتُشكل موقفًا عربيًا إسلاميًا موحدًا، وتغضّ الطّرْف عن خلافاتها، وتنطلق لمواجهة ذلك القرار من ركيزتين أساسيتين واحدة إنسانية والثانية قانونية".
ويرى الكاتب أن "القرار الأميركي من الممكن أن يوحّد العرب وأن يعيد القضية الفلسطينية للواجهة مجددا، في ظل تراجعها بسبب أحداث المنطقة".