اهتمت الصحف العربية بالتطورات الأخيرة في اليمن إثر اندلاع قتال بين القوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح والحوثيين بعد سنوات من التحالف ضد الحكومة المدعومة من التحالف الذي تقوده السعودية.
وسادت نبرة احتفاء بما حدث في الصحف الخليجية، وكذلك اليمنية المحسوبة علي حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي.
وأبرزت الصحف المقربة من الحوثيين دعوة قيادات حوثية إلى "تحكيم صوت العقل" وعدم التصعيد مع صالح.
وكان صالح قد أعلن أنه منفتح على الحوار مع التحالف، الذي تقاتله قواته المتحالفة مع الحوثيين منذ شهر مارس/آذار عام 2015.
"انتفاضة" ضد الحوثيين وإيران
وتصف صحيفة الخليج الإماراتية في عنوان افتتاحيتها ما حدث بأنه "انتفاضة اليمن على الحوثيين".
وتقول: "بعد ثلاثة أعوام من الانقلاب الذي قامت به جماعة الحوثي، المرتبطة بالمشروع الإيراني الهادف إلى إحداث فوضى في المنطقة العربية، يمكن القول بكل ثقة، إن صنعاء في طريقها للعودة إلى محيطها العربي، بعد أن حاولت الجماعة جر اليمن بتاريخه وإرثه الكبير إلى مربع الطائفية، التي حاولت الجماعة إدخال البلاد فيها بدعم سافر من إيران".
وتضيف أن ذلك "بداية النهاية لمحنة اليمنيين ومصائبهم، التي توالت عليهم من جراء انقلاب الحوثي على شرعية الدولة ... من أجل استعادة اليمن إلى محيطه العربي الطبيعي، وإخراجه من أتون التبعية الإيرانية".
وتدعو الصحيفة إلى "التفاف عربي ودولي لدعم هذه الانتفاضة من أجل تحقيق أهدافها".
وتقول منى بو سمرة في صحيفة البيان الإماراتية إن ما حدث هو "انتفاضة صنعاء و انتفاضة العرب ضد أطماع إيران ومخططاتها".
وتضيف أن "هذه صحوة يمنية وعربية إزاء ما تفعله إيران، في دول عدة".
وترى بو سمرة أن "انهيار هذا التحالف غير المقدس نتيجة طبيعية، فلا يمكن لتسليم الدولة إلى عصابة أن يبقى طويلاً".
ويقول إميل أمين في صحيفة الشرق الأوسط اللندنية إن "ما يجري في اليمن وعلى يد أبنائه هو ثورة ضد حروب الوكالة التي أرادتها إيران للشعب اليمني الشقيق، وفرصة ذهبية لليمن ولليمنيين للعودة إلى محيطهم العروبي التاريخي والتقليدي".
ويرى أمين أن "حلم ارتفاع الرايات الإيرانية عالية في صنعاء قد سقط مرة وإلى الأبد، بفضل إدراك اليمنيين هويتهم الحقيقية البعيدة كل البعد عن أحلام الهيمنة والسيطرة الإيرانية".
يقول موقع مأرب برس اليمني إن "صنعاء تتأهب لخلع العمامة الإيرانية".
لكن صحيفة الديار اللبنانية ترى أن "السعودية ترشو علي عبدالله صالح الذي انقلب على الثورة".
وقالت الصحيفة إن الحوثيين يعتبرون الرئيس السابق "خائناً للشعب اليمني".
كما شن يحيى صلاح الدين في صحيفة الثورة اليمنية هجوماً لاذعاً على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وقال إن تحركات وتوجهات بن سلمان "تدل على أن هناك مخططاً صهيونياً آخر لإشعال المنطقة في حروب جديدة".
و تقول نوال أحمد، في الصحيفة نفسها، إن النظام السعودي هو "الشجرة الملعونة التي زرعها صهاينة اليهود في خاصرة الأمة العربية لتدنيس الدين والمقدسات".
"صدام" الحوثيين وصالح
ويقول خالد الدخيل في صحيفة الحياة اللندنية إن "صدام الحوثيين مع صالح وحلفائه مخاطرة سياسية غبية قد ترقى إلى حد الانتحار السياسي. فهو، ومعه المؤتمر الشعبي العام، الطرف الوحيد المتبقي لهم الذي وقف إلى جانبهم في الحرب. القبائل بوزنها الكبير اختارت بغالبيتها عدم الاصطفاف في الحرب".
ويرى الدخيل أن "مأزق الحوثيين في مثل هذه الحال مضاعف. فهم من ناحية اصطدموا مع غالبية الشعب اليمني، الذي رفض الإمامة الزيدية أصلاً، فضلاً عن القبول بإمامة ولاية فقيه إيراني ليست عربية... إلى جانب خسارتهم القبائل، خسروا كل القوى السياسية اليمنية. ثم اختاروا بغباء باذخ معاداة السعودية والاصطدام معها".
ويدعوا الكاتب دول التحالف إلى "تضييق خناق العزلة على الحوثيين، بما يؤدي إلى وقف الحرب لمصلحة الجميع".
وفي السياق ذاته، تقول صحيفة الخليج الإماراتية إن "الصدام بين جماعة الحوثي من جهة والرئيس السابق ومعه كل اليمنيين، من جهة أخرى، كان حتمياً، لأن أجندة جماعة الحوثي كانت تهدف إلى جر اليمن بعيداً عن محيطه العربي الطبيعي ورميه في الحضن الإيراني".