رحب التحالف بقيادة السعودية بعرض الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح الحوار.
وقال بيان للتحالف إن قرار "استعادة حزب المؤتمر الشعبي في اليمن زمام المبادرة وانحيازهم لشعبهم سيخلص اليمن من شرور الميليشيات الطائفية الإرهابية التابعة لإيران"، في إشارة إلى الحوثيين.
وأكد البيان على "وقوف التحالف بكل قدراته في كافة المجالات مع مصالح الشعب اليمني للحفاظ على أرضه وهويته ووحدته ونسيجه الاجتماعي في إطار الأمن العربي والإقليمي والدولي".
وكان صالح، قد أعلن أنه منفتح على الحوار مع التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، الذي تقاتله قواته المتحالفة مع المتمردين الحوثيين منذ ثلاث سنوات.
ودعا في كلمة متلفزة دول الجوار إلى "فتح صفحة جديدة " حاضا التحالف على وقف الهجمات ورفع الحصار عن شمال اليمن.
وامتدح التحالف خطوة صالح لكن الحوثيين، الذين كانوا حلفاء له حتى الأسبوع الماضي، اعتبروها انقلابا ضدهم.
وقد شهدت العاصمة اليمنية، صنعاء، هدوءا مشوبا بالحذر بعد توقف الاشتباكات التي اندلعت الأربعاء بين اتباع صالح والمسلحين الحوثيين.
وقالت منظمة الصليب الأحمر في تغريدة على موقع تويتر إن العشرات قتلوا وجرح المئات في هذه الاشتباكات.
وتحدثت تقارير عن قتل في شوارع العاصمة اليمنية السبت، وقد تركزت الانفجارات وإطلاق النار في الضواحي الجنوبية لصنعاء حيث يعيش أقارب صالح.
وساد شوارع العاصمة توتر شديد أدى الى شل الحركة في الشارع حيث اغلقت المحال التجارية أبوابها، وقلت كثيرا حركة المارة خوفا من تجدد الاشتباكات.
ويمكن أن تكون للانقسام بين أنصار صالح والحوثيين، الذين كانوا يحاربون جنبا إلى جنب، تداعيات خطيرة على الحرب الأهلية التي يشهدها اليمن.
ماذا قال صالح في خطابه؟
وقال صالح الذي ظل على رأس السلطة في اليمن أكثر من ثلاث عقود، في كلمته "أدعو الأشقاء في دول الجوار والمتحالفين أن يوقفوا عدوانهم ويرفعوا الحصار وأن يفتحوا المطارات وأن يسمحوا للمواد الغذائية وإسعاف الجرحى، وسنفتح معهم صفحة جديدة للتعامل معهم بحكم الجوار وسنتعامل معهم بشكل إيجابي".
وأدان صالح ما وصفه بـ "الاعتداء السافر" الذي شنه الحوثيون على أعضاء في حزب المؤتمر الوطني العام الذي يرأسه.
وقال التحالف في بيان إن "قرار تصدر حزب المؤتمر (للمشهد) والاصطفاف مع الشعب، سينقذ اليمن من الميليشيات الموالية لإيران".
لكن الحوثيين بدوا غير مستجيبين لدعوة صالح، وقال متحدث باسمهم "خطاب صالح انقلاب ضد تحالفنا وشراكتنا...إنه يفضح خداع من يزعمون أنهم يقفون ضد العدوان".
وخاض الطرفان قتالا لنحو ثلاث سنوات ضد قوات الحكومة اليمنية الحالية برئاسة عبد ربه منصور هادي.
واندلعت الاشتباكات بين الطرفين عندما اتهم أنصار صالح الحوثيين باقتحام مجمع المسجد الرئيسي في صنعاء.
هل ستؤدي دعوة صالح الى السلام؟
ليست الأمور بهذه البساطة. فالتحالف بين صالح والحوثيين يتداعى، وهو يحاول تقديم نفسه كشخصية يمكن أن توحد اليمنيين، ولكن يمكنها أن تسير في كلا الاتجاهين، بحسب آدم بارون، المحلل اليمني في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية.
وقال بارون متحدثا لبرنامج ساعة إخبارية في بي بي سي، إن هذه الخطوة قد "تخلق جبهة جديدة في الحرب الأهلية التي تضم عددا كبيرا من الجبهات".
وسبق أن فشلت ثلاث جولات للمفاوضات رعتها الأمم المتحدة لتحقيق السلام في اليمن.
وظل الحوثيون الذين يتلقون دعما من إيران والقوات التابعة لصالح حلفاء في القتال ضد قوات الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا منذ عام 2014.