أدانت صحف عربية موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من القضية الفلسطينية وجهود عملية السلام في الشرق الأوسط وسط أنباء عن قرب اعتراف ترامب بمدنية القدس عاصمة لإسرائيل.
وقالت افتتاحية صحيفة القدس الفلسطينية: "القدس خط أحمر بالنسبة للكل الوطني الفلسطيني ولقيادة شعبنا، وقد عبرت الرئاسة عن ذلك عندما أكدت أمس في بيانها الرسمي أن القدس هي معيار السلام والحرب في هذه المنطقة، وعندما أكدت رفضها نقل السفارة الأمريكية الى المدينة المقدسة".
وحذرت القدس من أنه "إذا ما أقدمت الإدارة الأمريكية على مثل هذا الاعتراف أو نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، فإن ذلك يعني سد الطريق تماماً أمام ما يسمى بـ 'جهود الحل السلمي' و بـ 'الصفقة العظمى' التي تحدث عنها ترامب".
وبالمثل، قالت صحيفة الرأي القطرية في افتتاحيتها: "إذا تم ما أعلنه المسؤول الأمريكي الكبير بأنه من المرجح أن يعترف الرئيس دونالد ترامب بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل في كلمته يوم الأربعاء القادم، فإن ذلك سيشكل خطرًا حقيقيًا على القدس الشريف ويؤدي إلى وأد جميع جهود السلام ولذلك على الإدارة الأمريكية أن تدرك خطورة هذا الموقف الجديد والذي يمثل خطوة قد تغير السياسة الأمريكية القائمة منذ عقود وتؤجج التوتر في الشرق الأوسط".
وانتقدت صحيفة الوطن العمانية ما وصفته بمشاريع الرئيس ترامب "التصفوية لقضية فلسطين"، وقالت إن هذه المشاريع "تفوق في خبثها وعدائها لنا واستهانتها بنا وبحقوقنا كل ما سبق من انحياز وعداء، بما في ذلك ما قدمه الرئيس أوباما من دعم غير مسبوق لإسرائيل".
"صدمة وغضب"
وفي صحيفة صوت الأمة المصرية، تساءلت هناء قنديل: "هل يشعل ترامب الشرق الأوسط؟"
واشارت الكاتبة إلى أن " إقدام الرئيس ترامب على تنفيذ هذا القانون يمثل إطلاق رصاصة الموت على عملية السلام، التي تحتضر حاليا، وتشييعها إلى مثواها الأخير، مما يفتح الباب أمام موجة عارمة من العنف تجتاح المنطقة التي تعاني في الأساس من الإرهاب والاضطرابات على مدار السنوات الست المنصرمة".
حذر باسم الطويسي في صحيفة الغد الأردنية من أن موجة "صدمة وغضب" سوف تجتاح العالم الإسلامي "إذا ما أقدمت الولايات المتحدة على هذه الخطوة خارج أي تفاهمات سلمية، وهذا ما حدث في أكثر من قرار أمريكي استراتيجي سابق بما فيها قرارات غزو واحتلال العراق حيث كانت منذ منتصف التسعينيات مطروحة على الطاولة الأمريكية فيما يذهب صناع القرار إلى انتظار ضوء أخضر من المنطقة حينما يريدون تغيير قواعد السياسة والقوة في الشرق الأوسط، والسؤال اليوم هل نضجت المنطقة بما يكفي، وهل رأوا هذا الضوء؛ وهو اسوأ ما قد ننتظره في هذا القرن".
من ناحية أخرى، أدان عريب الرنتاوي في الدستور الأردنية موقف الدول العربية حيث قال: "أما المواقف على المستوى الرسمي العربي، فقد تميزت كما هو متوقع منها، بـ 'صمت القبور'، لا حراك سياسياً ولا بيانات إدانة أو تنديدات، حتى اللفظية منها، المكرسة عادةً للاستهلاك المحلي ... مع أن نافذة الفرص لإنقاذ القدس، و'تعديل' خطة ترامب أو ربما دفعه للتخلي عنها، تكاد تنفذ".
وأضاف الرنتاوي: "لا تفسير لهذا الصمت سوى 'التواطؤ' و'العجز'، ربما أحدهما أو كلاهما معاً، ما يشي بأن عواصم القرار العربي، قد حزمت أمرها، وقررت المضي مع ترامب في جهوده ومساعيه، حتى وإن جاءت على 'جثة' القضية الفلسطينية وعلى حساب حقوق الفلسطينيين وتطلعاتهم الوطنية المشروعة".