تناولت الصحف البريطانية الصادرة الجمعة عددا من القضايا العربية والشرق أوسطية من بينها الضحايا المدنيين في هجمات التحالف بقيادة الولايات المتحدة على سوريا والعراق ومساعدة الرئيس التركى رجب طيب إردوغان إيران على التهرب من العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.
البداية من صحيفة فينانشال تايمز ومقال لمراسل الصحيفة في محافظة الرقة السورية بعنوان " أكراد سوريا يسعون للسيطرة على مناطق عربية". وتقول الصحيفة إنه بعد أسابيع من استعادة مدينته من تنظيم الدولة الإسلامية، اختطفت قوات سوريا الديمقراطية ذات الأغلبية الكردية عبد الفتاح محمد، واستجوبته ووضعته في الحبس الانفرادي مدة 34 يوما.
وتقول الصحيفة إن ذكرى هذه الفترة تجعل عبد الفتاح محمد يشعر بغضب عارم، وعلى الرغم من ذلك فإنه إن من بين الاختيارات المتاحة، سيختار قوات سوريا الديمقراطية: "أنهم أفضل الخيارات السيئة، وهو من بلدة "طبقة" في محافظة الرقة. بعد سبعة شهور من استعادة البلدة من تنظيم الدولة الإسلامية، ما زالت الكثير من مباني البلدة مدمر
وتقول الصحيفة إن أحد النتائج غير المتوقعة للحرب المستمرة في سوريا منذ ستة أعوام كان بزوغ نجم القوات الكردية اليسارية. وتشكلت قوات سوريا الديمقراطية بدعم الولايات المتحدة، التي لعبت دورا محوريا في القتال ضد تنظيم الدولة.
وتضيف الصحيفة إن قوات سوريا الديمقراطية تسيطر الآن على نحو ربع سوريا، من شرقي الرقة، العاصمة السابقة لتنظيم الدولة، إلى حقول النفط الثرية في شرقي البلاد.
وترى الصحيفة أن التغلب على تنظيم الدولة قد يبدو الآن كما لولا المهمة السهلة، فحكم مناطق عربية قد يكون أمرا أكثر صعوبة. وتضيف أن الأمر الحيوي في الوقت الحالي هو اثبات القوات الكردية أنها قادرة على حكم المناطق العربية حتى لا يعود مسلحي تنظيم الدولة للظهور.
وتقول الصحيفة إن قوات سوريا الديمقراطية تأمل في استخدام مكاسبها في الأراضي للتفاوض على منطقة ذات حكم ذاتي كردية مع الرئيس السوري بشار الأسد، الذين عقد الاكراد معه هدنة تتعرض للاضطراب أحيانا. وترى الصحيفة أن هذه الهدنة مع الأسد قد لا تستمر عندما ينتهى بانتهاء القتال ضد تنظيم الدولة. كما أنها قد تتعرض لصراع عرقي إذا لم تحصل على الدعم المحلي لحكمها.
حصيلة القتلى من المدنيين
ننتقل إلى صحيفة الغارديان ومقال لكريم شاهين من اسطنبول بعنوان "شكوك بشأن عدد القتلى من المدنيين في الهجمات الجوية للتحالف". ويقول شاهين إن التحالف بقيادة الولايات المتحدة الذي يقاتل تنظيم الدولة الإسلامية قال الأمس أن 800 مدنيا على الأقل قتلوا في غارات جوية منذ بدء العمليات عام 2014، وهو ما يقل بكثير عن الاعداد التي سجلتها جماعات المراقبة وجماعات حقوق الإنسان.
وتقول الصحيفة إن فرق متابعة ذات مصداقية تقدر عدد القتلى من المدنيين بنحو ستة آلاف قتيل، مما يثير تساؤلات عن التزام القوات الامريكية بحماية المدنيين بينما تقاتل مسلحي التنظيم.
وقال التحالف في تقريره "نستمر في محاسبة أنفسنا عن الاجراءات التي قد تكون تسببت في خسائر غير متعمدة في الأرواح أو في مصابين".
وتضيف الصحيفة إنه على الرغم من ذلك، فإن عددا من الغارات الجوية، التي تتبعتها جماعات مراقبة ومنظمات لحقوق الإنسان، تشير إلى أن التحالف يخفص تقديراته لعدد القتلى من المدنيين بصورة كبيرة.
وتقول جماعات لحقوق الإنسان إن التحالف يجب أيصبح اكثر شفافية في ذكر أسباب قرارات ه لاستهداف اماكن بعينها، حيث يبدو أنها كانت تستهدف بعض قناصي التنظيم ومسلحيه في مخابئهم على اسطح مباني مأهولة بالسكان المدنيين.