لندن - العربية.نت- تبين من أحدث دراسة صحية أن عمل الآباء والأمهات في وظائف خارج المنزل تؤدي إلى إصابة أطفالهم بالسُمنة المرضية المفرطة، حيث أن غياب الوالدين عن المنزل لأوقات طويلة يتسبب بجملة من الظواهر التي تؤدي إلى السمنة المفرطة لدى الأطفال، فيما تُنفق السلطات في العديد من دول العالم مبالغ مالية ضخمة من أجل حل مشاكل السمنة لدى الأطفال وعلاج الأمراض الناتجة عنها.
ووجد باحثون دنماركيون أن الأطفال، الذين يعمل آباؤهم وأمهاتهم في وظائف خارج المنزل، يُعانون من قلة النوم والكسل وقلة التمارين الرياضية، إضافة الى عدم توافر الطعام الصحي المطبوخ في المنزل، وهي عوامل تؤدي جميعها إلى زيادة السُمنة لديهم.
ونقلت جريدة "دايلي ميرور" البريطانية عن الدكتور وينكي جوزديز في كوبنهاغن تأكيده وجود ارتباط بين عمل الآباء والأمهات وبين السمنة لدى أطفالهم، مؤكداً أن هذا الارتباط تم رصده في العديد من دول العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا، كما أن الارتباط يُصبح أكثر قوة بالنسبة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين خمسة سنوات و10 سنوات، حيث يُصبحون أكثر استقلالية في اتخاذ قرار ما يأكلونه وما يتركونه عندما لا يتواجد الآباء والأمهات في المنزل.
وقال الدكتور جوزديز: "وجبات الطعام المعدة خارج المنزل عادة ما تكون أكثر تعريضاً لخطر الإصابة بالسمنة لدى الأطفال لأنها غالباً ما تتضمن نسبة أعلى من الدهون والسكر والملح"، مشيراً إلى أنه إضافة إلى ذلك فإن الأطفال الذين تقضي أمهاتهم فترات طويلة خارج المنزل عادة ما يختارون الأنشطة المريحة التي تتضمن الجلوس الطويل وقلة الحركة.
كما تبين من الدراسة أن الأطفال الذين تعمل أمهاتهم خارج المنزل، خاصة تلك العاملات بنظام "المناوبة" وساعات العمل غير المنتظمة، يعانون من مشاكل في النوم، وينامون أقل من أقرانهم بنحو ساعة ونصف أسبوعياً.
كذلك يُعاني الأطفال في العديد من دول العالم، وخاصة دول الخليج العربي من سُمنة مفرطة تصل إلى درجة مرضية في كثير من الأحيان، كما أن السُمنة تُسبب هي الأخرى أمراضاً عديدة بعضها أمراض مزمنة، فيما تقول جريدة "دايلي ميرور" إن أكثر من ربع الأطفال في بريطانيا ممن هم في سن الثالثة يُعانون من الوزن الزائد، أما الأطفال في سن الالتحاق بالمدرسة (خمس سنوات) فإن واحداً من بين كل خمسة يعاني من الوزن الزائد.
وتعتبر السُمنة المفرطة واحدة من أسباب الإصابة بأمراض السكري والضغط والقلب وانسداد الشرايين في المستقبل، كما أنها تؤدي إلى بعض المشاكل النفسية لدى الأطفال، وفق ما يؤكد الأطباء.