سادت نبرة من الحزن والإدانة في صحف عربية بعد الهجوم الذي استهدف المصلين في صلاة الجمعة بمسجد الروضة ببلدة بئر العبد بمحافظة شمال سيناء المصرية.
وقُتل أكثر من 300 شخص وأُصيب عشرات آخرون حين استهدف مسلحون المسجد بقذائف قبل أن يطلقوا النار على المصلين الذين حاولوا الفرار.
وقد تعهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي "برد غاشم" على الهجوم، فيما أعلنت وزارة الداخلية في مصر "رفع حالة الطوارئ" بشتى أنحاء الدولة "لمواجهة أي أعمال إرهابية".
"الإرهاب الغاشم"
تشير صحيفة "الجمهورية" المصرية إلى "تحدي الشعب المصري الإرهاب الأسود".
تقول الصحيفة في افتتاحيتها "يواصل الشعب المصري بكل قوة الإرادة والتصميم المعركة ضد الإرهاب مهما تساقط منه الشهداء، بل يعتبرهم وقود نضاله الشاق الطويل على طريق المستقبل الموصل لدولة مصرية قوية حديثة قادرة على قهر أعدائها وكشفهم مهما تخفوا وراء ساتر الغدر والخديعة".
وفي "الجمهورية" أيضا، يقول بسيوني الحلواني إن "مصر في حاجة إلى مثقفين يجمعون الناس حول القضايا الوطنية ويعبئون الرأي العام ضد التحدي الأكبر للوطن والشعب وهو مواجهة الإرهاب واقتلاعه من جذوره".
وتستنكر "الأهرام" المصرية في افتتاحيتها طبيعة هدف الهجوم، قائلة "إلى أي مدى أصاب هؤلاء الإرهابيين الجنون والخبل، حتى إنهم لم يعودوا يرقبون في أحد إلا ولا ذمة ولا يراعون أي حرمة لدور العبادة. فما ذنب هؤلاء المصلين الذين ذهبوا مسالمين إلى مسجد الروضة، أحد أهم مساجد شمال سيناء".
وتشدد الصحيفة على أن "مثل هذه الأحداث تؤكد صحة الرؤية المصرية بضرورة الوقوف صفا واحدا في مواجهة الإرهاب الغاشم الذي لا يفرق بين أحد، كما يؤكد ضرورة المواجهة الدولية الشاملة له".
"مصر مستهدفة"
من جهتها، أعربت "الخليج" الإماراتية في افتتاحيتها عن تضامن الإمارات مع الشعب المصري.
وتقول الصحيفة إن "وقوف العرب والمسلمين والإنسانية جمعاء إلى جانب مصر وقيادتها وشعبها الأصيل مسألة حتمية، والقصد هنا يتجاوز الجانب العاطفي الغامر إلى حقيقة موضوعية خالصة مؤداها أن الموقف من مصر معيار أخلاقي أكيد في عالم اليوم، يمكن، ببساطة، تصنيف الدول والمؤسسات والأفراد بناء عليه".
في "الأنوار" اللبنانية، يرى رفيق خوري أن "مصر مستهدفة بشكل خاص منذ السقوط السريع لحكم الإخوان المسلمين الذي كان حلقة مركزية في سلسلة التخطيط لإمساك الإسلام السياسي بالسلطة في المنطقة ضمن رعاية دولية".
ويضيف خوري أن "العمليات الإرهابية التي تكررت واستهدف بعضها الكنائس والأديرة كان وراء منفذيها ممولون ومسلحون ومخططون في أجهزة دول تريد إسقاط النظام المصري أو أقلّه زعزعة استقرار البلد وإزعاج السلطة وإجبارها على الاستنفار بما يحول دون العمل على التنمية البشرية وحلّ قضايا الناس الملحّة".
ويخلص الكاتب إلى أن "أبسط ما يدلّ على التخطيط المنهجي لذلك أن مصر، بجيشها القوي وأجهزتها الأمنية المتمرّسة وقوة الأزهر الشريف في محاربة الفكر التكفيري، لم تستطع القضاء على الإرهاب".
وفي "الدستور" الأردنية، يقول محمد داودية إن "هذا هو الوجه السافر القبيح للإرهاب. لا تهمه الحياة ولا البشر. يقتل بغير ذنب ولا قصاصا لنفس".
"تطور نوعي"
من جهتها، تصف "الأخبار" اللبنانية الهجوم بأنه "تطور نوعي جديد للعمليات الإرهابية" في سيناء.
ويرى علاء عريبي في "الوفد" المصرية أن ما حدث "يعد كارثة، أن يتجرأ الإرهابيون على اقتحام المساجد بعد الكنائس والاعتداء على المصلين".
ويقول في ختام مقاله "يجب أن نصطف جميعاً خلف أجهزة الأمن، ويجب أن نمد العون بالمعلومات أو الشكوك حول الأشخاص... وعلينا أن نواجه ونتصدى لحماية أولادنا وأرواحنا وبيوتنا ومساجدنا وكنائسنا ومصالحنا وبلادنا، يجب ألا نترك لمجموعة من القتلة أن تهزمنا وتقتل أولادنا".
من جهتها، ترى "القدس العربي" اللندنية أن "الحادث يؤكد المؤكد وهو أن لا مدّعي الإسلام المتشددين، ولا النظام العسكري ـ الأمني في مصر، يحترمون البشر أو الأماكن المقدسة أو حتى الشعارات التي يرفعونها، سواء كان الإسلام، في حالة عناصر الجهادية المسلحة، أو الشعب المصري وحقوقه، مبادئ القانون، الشرائع العالمية، أو حتى الأعراف والأخلاق والتقاليد، في حالة نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي".
وتضيف الصحيفة في افتتاحيتها "تركز أجهزة الأمن على فكرة هزيمة الإرهابيين من دون أن تهتمّ بأثر عملياتها العسكرية والأمنية على النسيج الاجتماعي والسياسي لمن تقصفهم أو تقتلهم أو تعتقلهم، وهو ما يعني أن وسائلها للقضاء على الإرهاب تعيد تفريخ أسبابه وتوسع الحاضنة الاجتماعية له".