ناقشت الصحف العربية الأحداث المتلاحقة في السعودية، وذلك بعد أنباء بمزيد من الاعتقالات طالت عدداً آخر من الأشخاص وجمدت أرصدة بنكية أخرى في سياق ما تقول إنها حملة على الفساد.
وحاول بعض الكتاب تحليل ملامح الفترة القادمة في المملكة في الوقت الذي تتغير فيه ملامح الحكم بوتيرة متسارعة.
تقول القدس العربي اللندنية في افتتاحيتها: "لم يعد يخلو يوم في المملكة العربية السعودية من تطورات دراماتيكية خطيرة لا تؤثر فقط على مصير شعبها وأراضيها فحسب بل تؤثر أيضاً على مصائر شعوب المنطقة التي صارت تنام وتفيق على أنباء الاعتقالات والحصارات والمجازر والمجاعات والأوبئة، والمخاوف من تغيير أنظمة، أو إعلان حروب جديدة".
وتضيف: " لقد غلى مرجل التغيير في السعودية منذ زمن طويل، وتقع في المرحلة الأخيرة تغييرات كثيرة ولكنها مطبوعة بالقسر والعنف والضغط الكبير على المجتمع والنخب. لهذه الأسباب، فإن المنطقة كلها، وليس السعودية فحسب، مفتوحة على مفاجآت".
ويقول خير الله خير الله في ميدل ايست أونلاين اللندنية: "أقلّ ما يمكن قوله في هذه الأيّام إنّ هناك ثورة في المملكة العربية السعودية. إذا تمعنّا بما آلت إليه الثورات العربية التي شهدتها مرحلة 'الربيع العربي' في العامين 2010 و2011، يتبيّن أن المكان الوحيد الذي يشهد ثورة حقيقية في العمق في مرحلة ما بعد 'الربيع العربي' هو المملكة العربية السعودية".
ويضيف: "تكمن مشكلة الذين يتعاطون هذه الايّام مع الموضوع السعودي في العجز عن استيعاب أن ثورة حدثت في المملكة، وهذا يعني أنّه ليس في الإمكان التعاطي مع المملكة بالنمط الذي كان سائداً في الماضي، ومن لديه أدنى شك في ذلك، يستطيع أن يسأل الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز أو الأمير الوليد بن طلال هل كان احدهما يتصوّر يوماً أن هناك من سيطرح على ايّ منهما أي سؤال من ايّ نوع عن مصدر ثروتهما وما يمتلكانه؟"
وفي السياق ذاته، يقول بن سيف في الوطن القطرية إن "المنطقة على كف عفريت".
ويضيف: " المنطقة الآن تعيش على كف عفريت، لكنه ليس عفريتا من الجن، بل عفريت أميركي، لا ندري هل هو الرئيس نفسه، أو هو عفريت آخر يعمل من خلف الكواليس. منطقتنا التي تعتبر استراتيجيا أهم منطقة على سطح الكرة الأرضية، الآن يعاد تشكيلها، من شمال العراق، إلى جنوب مصر، التفافا باليمن جنوبا والخليج العربي شرقا. الذي يحدث اليوم يشبه تماماً ما حدث للخلافة العثمانية في أيامها الأخيرة حين أسموها 'رجل أوروبا المريض'، والتي انتهت بتمزيق الخلافة وانحصارها في دولة واحدة اسمها تركيا".
من ناحية أخرى، تقول منال أيوب في الديار اللبنانية: "كلّه تهويل لا غير، والكلام عن اقتراب الحرب من الأمور المختلقة، معتبرين هم، أي الذين يقومون بكل هذا التهويل، أن فكرة الحرب مرعبة وقد تصنع التغيير لصالحهم".
وتضيف: "تعتقد المملكة العربية السعودية أنها تمتلك العالم، لأنّ اسرائيل وأمريكا تدعمانها معنوياً، وهي لا تحتاج الدعم المادي، وقد حقّق ولي العهد الرغبة الأجنبيّة 'العالمية العظمى' ليصل إلى الحكم من دون الحاجة لمساندة، وقد أضعف من يشكّل خطراً على 'مملكته'".
ويقول موقع وطني برس السوري إن "وسائل التغيير التي يستخدمها وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان وجماعته، هي وسائل جبرية مشدودة إلى غريزة إرهابية، علماً أنّ التغيير الحقيقي يحصل عادة في النهج وفي السياسات، لكن السعودية لا تزال على النهج ذاته وفي المسار السياسي ذاته، وعليه، فإنّ ما يحصل في السعودية هو عودة ستة عشر قرناً إلى الوراء، واستعادة لزمن حروب القبائل ومكائدها".