اهتمت صحف عربية بالتوتر بين السعودية وإيران، خاصة بعدما اعتبر ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، أن تزويد إيران الحوثيين في اليمن بالصواريخ يعد "عدوانا عسكريا مباشرا" ضد بلده.
وتباينت الآراء بين من يؤيد موقف السعودية ومن يدعم موقف إيران، فيما توقع البعض أن يتحول التوتر إلى نزاع مسلح.
وقد اهتمت صحف عربية كذلك بالتطورات الداخلية في السعودية، حيث أنشأت السلطات لجنة لمكافحة الفساد، اعتقلت أمراء ووزراء حاليين وسابقين.
"طبول الحرب"
شنت صحيفة "الرياض" السعودية هجوماً لاذعاً على إيران بسبب ما تصفه بدورها في "صناعة الأزمات" في المنطقة.
تقول الصحيفة في افتتاحيتها إن "الأحداث المتسارعة في المنطقة وما حملته من تطورات ليست سوى دخان يتصاعد من فوهة بركان قد يثور في أي لحظة، فجرائم النظام الإيراني تتواصل وأعماله العدائية تتصاعد".
ويدعو جميل الذيابي في "عكاظ" السعودية إلى الرد على "العدوان الإيراني" حيث "لم تعد هناك إية مبررات لإهدار الوقت في مشاورات ووساطات وغيرهما من الآليات الدبلوماسية".
بدوره، يشدد صالح القلاب في "الرأي" الأردنية على أنه لم يعد بالإمكان السكوت على "التدخل الإيراني في الشؤون العربية".
ويعرب القلاب، في مقال بعنوان "أصوات طبول الحرب"، عن تأييده لما تقوم به السعودية، قائلاً "كبار المسؤولين السعوديين معهم الحق كله عندما يعلنون أن للصبر حدوداً وإنهم سيردون على هذا التحدي بتحد أشد منه وأكثر قوة".
في السياق ذاته، يستغرب فهد الفانك أيضاً في "الرأي" الأردنية من تصريحات الرئيس الإيراني حسن روحاني بأن "إيران تتمتع بنفوذ قوي في مجموعة من الدول العربية".
ويتساءل الفانك "لماذا يتطوع روحاني بالاعتراف بهذه التهمة؟ هل هي زلة لسان أم أن وراءها هدفا مدروسا؟".
ويرى الكاتب أن إيران "لا يمكن أن تتباها بالتدخل في شؤون دول يفترض أنها مستقلة، وأن تعترف أنها تسيطر على قرارات تلك الدول".
"صدام عسكري"
وتعليقاً علي تصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، حول ثقته بالقيادة السعودية، يقول علي نصر الله في "الثورة" السورية "بقيت ألسنة الغرب وأميركا معقودة، لم تُعلق على ما يجري في السعودية من حملة قمع واعتقالات غير مسبوقة داخل العائلة المُستبدة الفاسدة، لا على قرارها بإقالة رئيس الحكومة اللبنانية واختطافه، إلى أن فكّها دونالد ترامب بتعليق مُقتضب".
ويضيف نصر الله "إعلان الحرب على لبنان أو محاولة تفجيره من الداخل بإشعال نار الفتنة فيه والتصعيد ضد إيران والارتماء العلني بأحضان إسرائيل، هي مشكلات إضافية للسعودية ستُفاقم أزمتها في اليمن، وتؤكد فشلها بالعراق، وهزيمتها في سوريا".
ويرى أسعد عبود أيضاً في "الثورة" السورية أن "لا أمريكا ولا إسرائيل ستقاتل بمهمة سعودية بل السعودية ستقاتل بمهمة أمريكية إسرائيلية.. لا أمريكا ترغب في قتال إيران بل هي تخشى ذلك.. ولا إسرائيل ترغب في قتال حزب الله وهي تخشى ذلك".
ويقول جلبير الأشقر في "القدس العربي" اللندنية إن منطقة الشرق الأوسط تتحسب "لما قد تكون الخطوة التالية لمحور واشنطن/الرياض الذي غدا يدير دفّته هاويان سياسيان أحدهما عجوز والآخر فتى، يؤازرهما زعيم إسرائيلي أرعن، وذلك في مواجهة حكم في طهران يتفوق على الثلاثة المذكورين بالحيلة والدهاء الاستراتيجي".
من جهته، يتوقع عبد الباري عطوان في "الرأي اليوم" اللندنية "بِدء صِدام عَسكري سُعودي إيراني على أرضيّة حِصار اليمن الخانق".
ويضيف عطوان "نَجاح هذهِ الحَرب الإقليميّة المُقبلة والمُتوقّعة، بل والوَشيكة، في نَظر الخُبراء هو تدمير إيران، وتَغيير النّظام في قطر، واجتثاث 'حزب الله'، أما فَشلها فيَعني دَمار السعوديّة وإسرائيل والإمارات، وتَقسيم الأولى، أي السعوديّة، إلى عِدّة دُول".
"أخطر منعرج"
وفي "الغد" الأردنية، يرى محمد أبو رمان أن "السعودية تمرّ بأخطر منعرج على الإطلاق في تاريخها المعاصر وهو ما سيحدد بدرجة رئيسة وكبيرة معالم مستقبلها".
وفي مقال بعنوان "السعودية إلى أين؟"، يقول الكاتب "هنالك ارتباكاً كبيراً في الرأي العام السعودي تجاه ما يحدث، بخاصة أنّ هنالك التباساً لديه، جرّاء التحليلات الإعلامية والسياسية الهائلة التي تغرقه في تفسير ما يحدث، وتربط ذلك بفرضية التحضير لمرحلة انتقال للسلطة فقط أولاً، وأنّها تصفية حسابات داخلية ثانياً، وأنّها لا تتوازى مع انفتاح سياسي وإصلاح داخلي بل على النقيض إسكات كل الأصوات المعارضة، وإقصاء الأصوات غير المؤيدة أو معاقبتها".
من جهته، يشن معن حمية في "البناء" اللبنانية هجوماً لاذعاً على السعودية، قائلاً إنه "لا يصحّ اعتبار ما يحصل في السعودية تغييراً، بل امتدادا لشريعة الغاب في العصر الجاهلي".
ويضيف حمية "طالما أنّ السعودية لم تتخلّ عن هذا النهج الدموي الذي تنتهجه ولم تستبدله بنهج آخر مختلف، معنى ذلك، أنها لا تزال في عصر الجاهلية، بكلّ آثامه وإجرامه ومجرميه".