نشرت صحيفة الغارديان تقريرا كتبه، مارتن تشولوف، في الرياض عن التطورات السياسية الأخيرة التي تشهدها السعودية، والتي يصفها بأنها "ثورة" في البلاد.
يقول تشولوف إن كل شيء يتغير في السعودية، وإن ولي العهد، محمد بن سلمان، يسعى من خلال هذا التغيير إلى وضع نفسه "زعيما للمسلمين السنة في العالم".
ويرصد الكاتب في تجواله بشوارع الرياض تغييرا تاريخيا في سياسة الدولة، وهو كبح جماح جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، التي يصفها بأنها "كابوس النساء" في السعودية، إذ تراقب لباسهن وحركاتهن في كل مكان، وتعاقب كل من كشفت عن شعرها بالغرامة أو السجن.
وقد ألغي دور جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وسحبت منها سلطة الاعتقال، وألحقت بوزارة الداخلية، بحسب ما ورد في التقرير.
ويقول إن كل ما كان يعرف عن السعودية من قيود اجتماعية اختفى في ستة أشهر، على يد الملك سلمان، وولي العهد، محمد بن سلمان، الذي هز أركان المملكة، على حد تعبيره، عندما أمر باعتقال 30 من الأمراء والنخبة و كبار رجال الأعمال بتهم الفساد.
ويذكر تشولوف أن محمد بن سلمان تعهد الشهر الماضي بأن يعيد السعودية إلى "الإسلام المعتدل"، ويعني ذلك، حسب رأيه، فك الارتباط التاريخي بين الدعاة المتشددين الملتزمين بفقه محمد بن عبد الوهاب وحكام السعودية، وهو ما لم يفعله أحد من ملوك السعودية.
ويشير الكاتب إلى أن المعارضين لولي العهد، يرون إقدامه على التغيير بهذه الطريقة سعيا لإحكام قبضته على السلطة التي قد تبقى بيده لعقود من الزمن نظرا لصغر سنه، إذ يبلغ من العمر 32 عاما فحسب.
الاستقرار ليس سهلا
ونشرت صحيفة ديلي تلغراف أيضا تقريرا عن السعودية، يستبعد فيه، مايكل ستيفنس، عودة الاستقرار إلى البلاد بسهولة.
ويقول ستيفنس إن الكثير من العقبات تواجه ولي العهد في "الثورة التي يقودها وحده في البلاد". ويصر على أن الاعتقالات الأخيرة إنما هي دليل واضح على أن ما يجري في البلاد "ثورة، لكنها ليست عسكرية ولا شعبية، بل حرب من النخبة على النخبة".
ولكن يسجل أن هذه "الثورة غريبة لأنها تجري باسم الإصلاحات"، بينما أسلوبها ممارسات فردية، وتختلف منهجية محمد بن سلمان عن سابقيه في أنه على عجلة من أمره.
ولكن الكاتب يرى أن هذه الاعتقالات شعبوية، يهدف من ورائها ولي العهد إلى الظهور بأنه قريب من الشعب البسيط ويتفهم قلقه، وبهذه الصورة تسوق وسائل الإعلام محمد بن سلمان.
ويشير إلى أن الأمير وصل إلى ولاية العهد بعد إقالة عمه وابن عمه من المنصب. وقد اعتقل جميع الدعاة الذين كانوا يعترضون على نهجه في التغيير ومواقفه في السياسة الخارجية، خاصة الأزمة مع قطر.
ويتوقع ستيفنس أن يتم بعد اعتقال رجال الأعمال والأمراء، ووضعهم في أفخم سجن في التاريخ وهو فندق ريتز كارلتون بالرياض، تتويج محمد بن سلمان، الذي "أصبح يتصرف كأنه الملك الفعلي للبلاد".
ويرى أنه مهما كانت قوة ولي العهد وسلطاته تبقى المخاطر كبيرة، ولا يتوقع أن يعود الاستقرار إلى السعودية بصورة عاجلة وبسهولة.
كابوس كوريا الشمالية
ونشرت صحيفة الفايننشال تايمز تقريرا عن القمة الأمريكية الصينية وأزمة كوريا الشمالية.
ويرى معد التقرير غيديون باخمان أن التهديدات الكورية الشمالية تجعل من القمة الأمريكية الصينية الأهم منذ عقود، إذ أن تحذيرات الرئيس، دونالد ترامب، وتلويحه بالخيار العسكري لنزع سلاح كوريا الشمالية يجعل الصين على خط النار وعرضة لتبعات الحرب المحتملة، من بينها مشكلة النازحين واختلال موازين القوى.
ويضيف أن الخبراء الصينيين منقسمون بشأن الطريقة المثلى للتعامل مع الأزمة، إذ يرى فريق منهم بأن بكين مطالبة بالتعاون العسكري مع الولايات المتحدة، بينما يحمل آخرون واشنطن مسؤولية حصول كارثة، وينصحون بكين بالتخلي عنها في هذه الأزمة مع كوريا الشمالية.
أما حكومة الرئيس الصيني شي جينبينغ فموقفها بعيد عن الطرفين وتسعى إلى إحياء المسار الدبلوماسي، وانتهاج سياسة التجميد مقابل التجميد، وهي أن تجمد كوريا الشمالية برنامجها النووي، وتجمد الولايات المتحدة مناوراتها العسكرية، التي تغضب بيونغيانغ.
وتعتقد الصين أن كوريا الشمالية "حصلت على 40 إلى 60 سلاحا نوويا لو استعملتها في نزاع عسكري مع الولايات المتحدة لكانت الصين في خطر كبير"، على حد تعبير الكاتب، وهو ما يجعل بعض الخبراء الصينيين يفكرون في حل جذري وهو أن تشارك بكين مع واشنطن في حملة إسقاط نظام كيم جونغ أون، والسيطرة على أسلحته النووية.
ويذكر الكاتب أن الرأي في واشنطن أيضا أن كوريا الشمالية هي "أرض الخيارات السيئة"، ولكن المشكلة أن برنامج بيونغيانغ النووي يتقدم، وعدم فعل أي شيء إزاءه ليس خيارا جيدا أيضا.