وجهت صحف عربية بنسختيها الورقية والالكترونية انتقادات لاذعة لبريطانيا للدور الذي لعبته في تأسيس إسرائيل في الذكرى المئوية لوعد بلفور.
كما وجه الكثير من المعلقين سهام النقد لرئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي عقب احتفالها بالذكرى المئوية للوعد مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وإصرار حكومتها على عدم الاعتذار على هذا الوعد.
وتحت عنوان "بريطانيا هي المسؤولة الأولى عن نكبتنا المستمرة"، يصف محمد النوباني في القدس الفلسطينية وعد بالفور بأنه "واحد من أكبر الجرائم التي ارتكبت ضد الانسانية في التاريخ المعاصر".
وحول احتفال ماي بذكرى مئوية الوعد، يقول النوباني إن "هذا الموقف الرسمي البريطاني الذي عبرت عنه بوقاحة تيريزا ماي ، يؤكد بأن بريطانيا هي المسؤولة عن المأساة الفلسطينية برمتها، وعن كل قطرة دماء فلسطينية أريقت وتراق حتى يومنا هذا على يد الاحتلال الإسرائيلي، إذ لولاها لما كانت إسرائيل، ولكان الشعب الفلسطيني ينعم بالأمن والاستقرار والحياة الرغيدة ولكان وجه الشرق الأوسط برمته على نحو آخر".
وبالمثل، تؤكد الحياة الجديدة الفلسطينية في افتتاحيتها أن بعض المواطنين البريطانيين قد "جاؤوا من لندن مشياً على الاقدام في رحلة استغرقت 147 يوما ليقدموا اعتذارا للشعب الفلسطيني عما فعله بهم وعد بلفور البغيض"، مضيفةً "ولأننا أبناء حضارة وتنوّر، قبلنا اعتذار البريطانيين الأحرار الذين جاءوا مشيا على الأقدام من لندن حتى هنا، وننظر بعين الرضا والتقدير إلى رسالة الشخصيات البريطانية من مواقع مختلفة والتي حثوا حكومتهم من خلالها على الاعتراف بدولة فلسطين وهو ما نراه اعتذارا آخر يسعى لتصحيح الخطيئة".
"الوعد الشرير"
وفي الرأي الأردنية، ينتقد محمد كعوش ما يصفه بـ "الاحتفال البريطاني الوقح بهذه المناسبة، فهم يرقصون على جرحنا ويحتفلون بنكبة شعب عربي تم تهجيره بقوة السلاح في غياب العدالة الدولية، بل كل شيء تم بتواطؤ دولي، لم يعلن عن كل تفاصيله حتى اليوم".
ويضيف كعوش "اليوم لن أطلب من بريطانيا الاعتذار للشعب الفلسطيني والشعب العربي، لأن ثقافتهم علمتهم أن يعتذروا للأقوياء، أما العرب فهم (الحيط الواطي) في هذا العالم، لذلك لن تعتذر بريطانيا ولا غيرها للشعوب المستضعفة التي تملك كل الحق".
كما يقول مازن حماد في الوطن القطرية "الكارثة جاءت من لندن، والندم ربما يأتي من هناك أيضاً على خلفية صحوات سياسية عديدة شهدتها الأوساط البريطانية المثقفة التي تأبى أن يظل اسم بلادهم معلقاً في ردهات التاريخ، باعتبارها الجهة المجرمة التي أطلقت العنان لاغتصاب فلسطين واستبدالها بفلسطين، والتسبب بمعاناة إنسانية يطول شرحها، وتداعيات كارثية تشمل الحروب المخيفة والإرهاب المتوحش الذي ابتلي به الشرق الأوسط منذ الإعلان عن ذلك الوعد الشرير".
كما هاجم بعض الصحف والمعلقين وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون لقيامة بنشر مقال في صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية يتحدث فيه عن تطوعه للعمل في إسرائيل خلال فتره شبابه.
تنتقد افتتاحية القدس العربي اللندنية ما تصفه بـ "تبارى قادة حزب المحافظين البريطاني الحاكم في الافتخار بدور بلادهم في تأسيس دولة إسرائيل"، كما تلفت النظر الى قيام بوريس جونسون بنشر "مقالاً في جريدة يديعوت يتذكر فيه كيف تطوع للعمل في كيبوتز خلال شبابه".
وتضيف الجريدة "لا ينتبه جونسون إلى أن تصريح سلفه الذي جلس على كرسيّه في وزارة الخارجية البريطانية، قد أحال أصحاب البلد الفلسطينيين، والذين كان تعدادهم قرابة 750 ألف نسمة، إلى 'جاليات غير يهودية'، وأن تفضّله عليهم بتعهد عدم المس بحقوقهم المدنية والدينية أغفل حقوقهم السياسية التي يفترض أن تضمن لهم حكم بلادهم، وأن تأسيس إسرائيل حوّل غالبية الفلسطينيين إلى لاجئين في بلدهم وخارجها".