تناولت الصحف البريطانية الصادرة الأربعاء عددا من القضايا العربية والشرق أوسطية من بينها الحرب في سوريا والذكرى المئوية لوعد بلفور وحملة الحكومة المغربية على الحسيمة في ريف المغرب.
البداية من الغارديان وتقرير لسعيد كمالي دهقان من الحسيمة في المغرب بعنوان "حملة المغرب على الحسيمة تفتح باب الفرار إلى أوروبا". ويقول دهقان إنه في ميدان محمد السادس في الحسيمة، المدينة الجبلية الواقعة شمالي المغرب والتي شهدت اضطرابات على مدى عام، يمكن رؤية قوس قزح ضخم يلون سماء المدينة، ولكن على الأرض فإن حياة الأمازيغ في منطقة الريف الفقيرة ليست ببهجة ألوان قوس قزح.
ويقول إن ضباطا يرتدون زي مكافحة الشغب استعدادا لاحتجاجات في الذكرى السنوية لمقتل محسن فكري، وهو بائع سمك من المنطقة. وكان فكري قد سحق داخل شاحنة للقمامة في شارع بالقرب من الميدان عام 2016 وهو يحاول استعادة أسماكه، التي صادرتها الشرطة وألقتها في القمامة. وأدى مقتله إلى مظاهرات انتشرت في سائر أنحاء المغرب.
ويقول دهقان إن مقتل فكري اعطى دفعة للحراك الشعبي، وهو حركة احتجاجات مثلت أكبر تحدي للحكومة منذ الربيع العربي عام 2011، حين قدم الملك عددا من التنازلات للمتظاهرين المطالبين بالديمقراطية للحد من الاحتجاجات. ويقول دهقان إن المغرب رد هذه المرة باعتقال قادة الحراك الشعبي وسجن الصحفيين وقمع الاحتجاجات "بوحشية"، كما وصفتها الصحيفة.
وقال دهقان إن حملة الحكومة على المنطقة أدت إلى نزوح جماعي لأهل الريف وللعاطلين عن العمل، الذين يحاول الكثير منهم الوصول إلى أوروبا. ويضيف أنه في هذا العام زاد عدد اللاجئين والمهاجرين الذين خاطروا بمحاولة العبور إلى اسبانيا بدرجة كبيرة. في أغسطس/آب جرى إنقاذ نحو 600 شخص من البحر في طريقهم إلى أسبانيا.
ويضيف أنه بعد الحد من المهاجرين عبر البحر المتوسط عبر اليونان وإيطاليا، لا يريد الاتحاد الأوروبي فتح جبهةو جديدة لتفقد للمهاجرين إلى أوروبا.
ويقول إن الغارديان التقت لاجئين مغاربة في مدينة طريفة الأسبانية فروا من القمع والاضطهاد في الحسيمة. ويضيف أنه في سبتمبر/أيلول الماضي انتقدت هيومان رايتس ووتش العاهل المغربي محمد السادس لما اعتبرته طمسا للأدلة على انتهاكات الشرطة في الحسيمة.
"كوربين يتجاهل اسرائيل مجددا"
ننتقل إلى صحيفة ديلي تلغراف التي جاءت افتتاحيتها بعنوان "كوربن يتجاهل اسرائيل مجددا". وتقول الصحيفة إن الذكرى المئوية لوعد بلفور، التي تحل غدا، تأتي في ذكرى اليوم الذي بدأ فيه وزير الخارجية البريطاني سلسلة من الأحداث التي أدت إلى إقامة دولة إسرائيل بعد 31 عاما.
وتقول الصحيفة إن بريطانيا ستحيي ذكرى اليوم بمأدبة عشاء في لندن غدا تقيمها رئيسة الوزاراء تيريزا ماي ويحضرها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو. وتستدرك الصحيفة قائلة إن مدعوا آخر لن يحضر المأدبة، وهو جيريمي كوربن زعيم حزب العمال البريطاني. وتقول الصحيفة إن كوربين رفض الدعوة في ما تعتبره الجالية اليهودية في بريطانيا تجاهلا متعمدا.
وتقول الصحيفة إن قرار كوربن يدعو إلى المزيد من التساؤل بشأن موقفه إزاء إسرائيل. وتقول الصحيفة إن مأدبة العشاء ليست لتأييد الحكوممة الحالية في تل أبيب وليست التزااما بأي مستقبل سياسي وليست رفضا للمطالب الفلسطينيين بإقامة دولتهم. ولكنها بشأن وجود دولة إسرائيل، التي وصفتها الصحيفة بأنها "وطن لشعب مضطهد واجه الابادة في أوروبا منذ 70 عاما".
وتقول الصحيفة إن "لدى كوربن صلات بجماعات فلسطينية تنكر حق إسرائيل في الوجود. كما أنه وصف جماعات مسلحة مناهضة لإسرائيل مثل حماس وحزب الله بالأصدقاء".
وتقول الصحيفة إن حضور كوربين العشاء كان سيخمد الكثير من التساؤلات حول موقفه من اسرائيل، ولكنه أججها برفضه الدعوة.