في رحلة استكشافية؛ خرجت مجموعة من الطالبات والمعلمات في قسم الآثار، إلى منطقة أثرية ضخمة نائية لدراستها ، وحين وصلت الحافلتان اللتان تقلانهن كانت المنطقة شبه مهجورة ، وكانت تمتاز بانعزالها وقلة قاطنيها .. فنزلت الطالبات والمعلمات وبدأن بمشاهدة المعالم الأثرية وتدوين ما يشاهدنه ؛ فكنّ في بادئ الأمر يتجمعن مع بعضهن البعض للمشاهدة ولكن بعد ساعات قليلة تفرقت الطالبات وبدأت كل واحدة منهن تختار المعلم الذي يعجبها وتقف عنده في المنطقة المترامية الأطراف.
كانت هناك فتاة مثابرة منهمكة في تسجيل المعلومات عن هذه المعالم فابتعدت كثيرا عن مكان الحافلتين ، وبعد ساعتين ركبت الطالبات والمعلمات الحافلتين ولسوء الحظ فقد ظن كل فريق أنها ركبت في الحافلة الأخرى وانطلقن إلى المدينة تاركات تلك الفتاة الفاتنة في تلك المنطقة المهجورة ، وحين تأخر الوقت عادت الفتاة إلى مكان الحافلتين لتجده خاليا لا يوجد به أحد سواها، فنادت بأعلى صوتها ولكن ما من مجيب. فبكت وقررت أن تمشي لعلها تصل إلى من يستطيع مساعدتها في العودة إلى مدينتها وكان الليل قد اقترب.
وبعد سير طويل وهي تبكي شاهدت كوخا صغيرا مهجورا فطرقت الباب فإذا بشاب في منتصف الثلاثينيات من عمره يفتح لها الباب ويقول لها في دهشة :من أنت؟
فردت عليه: أنا طالبة بمدرسة للآثار، أتيت هنا مع تلميذات ومعلمات ولكنهن تركنني وحدي ولا أعرف طريق العودة.
فقال لها إنك في منطقة مهجورة، وهنا لا يسكن أحد غيري....