نأى البيت الأبيض الأمريكي بنفسه عن الاعتقالات التي نفذتها السلطات الأمريكية وتوجيه تهم لمساعدين سابقين للرئيس دونالد ترامب وحملته الانتخابية بشأن صلتها بروسيا.
وغرد ترامب على تويتر قائلا إنه "لا يوجد أي تواطؤ" بعدما نفى بول مانافورت المدير السابق لحملة ترامب التهم الموجهة له بالتربح من خلال عمله مع الرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش قبل التحاقه بحملة ترامب الانتخابية.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة هاكابي ساندرز إنه "ليس هناك أي علاقة بين لائحة الاتهام الموجهة ضد مساعدين سابقين لترامب وحملته الرئاسية".
وعن قضية جورج بابادوبولوس، مستشار السياسة الخارجية السابق في حملة ترامب، الذي أقر بالكذب على محققي مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي أي" حول اتصاله بأستاذ جامعي روسي له علاقات مع مسؤولين في الكرملين، قالت المتحدثة إن بابادوبولوس "كان دوره محدودا للغاية في حملة ترامب".
ولكن مراسل بي بي سي في واشنطن يرى أن هذه الاتهامات قد تكون أكثر ضرراً على الرئيس الأمريكي.
واعترف بابادوبولوس أنه كذب على المحققين وأخفى اتصالاته بأستاذ جامعي على صلة بموسكو خلال عمله لدى ترامب وليس قبل، كما تشير وثائق المحكمة.
وأضاف بابادوبولوس أن الروس يمتلكوا "فضائح" تتعلق بمنافسة ترامب الديمقراطية هيلاري كلينتون.
التآمر ضد الولايات المتحدة
وكانت السلطات الأمريكية قد وجهت عددا من التهم لبول مانافورت ومساعده ريك غيتس من بينها "التآمر ضد الولايات المتحدة، وغسيل الأموال".
وقد حضر مانافورت برفقة محاميه إلى مقر مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي) في واشنطن.
وهذه هي أول اتهامات تخرج عن التحقيق، الذي يقوده المحقق الخاص روبرت مولر، في الادعاءات بشأن تدخل روسيا في حملة الانتخابات الأمريكية في 2016.
لكنها ليست متصلة بحملة ترامب الانتخابية، وإنما بمعاملات الرجلين في أوكرانيا حتى عام 2015.
وينفي الرجلان أي تعامل مع روسيا خلال حملة الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
ويعتقد أن فريق مولر أجرى استجوابات مطولة مع العديد من المسؤولين السابقين والحاليين في البيت الأبيض.
تاريخ مع حملات الجمهوريين الانتخابية
وقد عمل مانافورت، البالغ من العمر 68 عاما، في العديد من الحملات الرئاسية للحزب الجمهوري بداية من حملةالرئيس السابق جيرالد فورد عام 1976.
ولكنه استقال من منصب مدير حملة ترامب في أغسطس/ آب 2016، بعد اتهامه بإقامة علاقة مع حزب يوالي روسيا في أوكرانيا، وقد نفى هو تلك الاتهامات.
وتنظر مذكرة الاتهام إلى علاقة الرجلين بسياسيين موالين لروسيا في أوكرانيا فيما بين 2006 و2015.
وتقول المذكرة إن مانافورت وغيتس كان يعملان كـ"عميلين غير مسجلين" للسياسي الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش وحزبه، خلال فترة وجوده في الحكومة والمعارضة على السواء.
وقد أطيح بيانوكوفيتش من الرئاسة في 2014 وسط حملة اعتقالات كبيرة بشأن سياساته الموالية لروسيا.
ويتهم مانافورت بغسيل أموال تقدر بأكثر من 18 مليون دولار عبر حسابات مصرفية خارجية، وبأنه استخدمها في شراء ممتلكات، وبضائع، والحصول على خدمات، في تعاملات مخفية عن السلطات في الولايات المتحدة.
وقيل إنه "استخدم ثروته الخارجية المخفية في التمتع بأسلوب حياة يتسم بالبذخ" في أمريكا.
وتشير لائحة الاتهام إلى أن نحو 75 مليون دولار على الأقل دفعت من أوكرانيا إلى تلك الحسابات.
أما غيتس فيتهم بنقله أكثر من 3 ملايين دولار من حسابات خارجية إلى حسابات أخرى تحت سيطرته.
وخلصت الاستخبارات الأمريكية إلى أن روسيا حاولت مساعدة ترامب في الفوز الانتخابات الرئاسية، ولكن ترامب نفى هذه المزاعم ووصفها بأنها "تحامل على شخصه".