ناقش كُتّاب في صحف عربية مستقبل تنظيم الدولة الإسلامية بعدما خسر التنظيم مساحات واسعة من الأراضي التي احتلها قبل سنوات في كل من سوريا والعراق.
وبينما أكد البعض أن نهاية التنظيم، المعروف في الشرق الأوسط باسم داعش، باتت مؤكدة وحتمية في منطقة الشرق الأوسط، حذر آخرون من انتقال أفراد التنظيم إلى بلدان أخرى خارج المنطقة، خصوصا منطقة المغرب العربي.
" يأس وإحباط وخيبة "
أرجع بعض الكُتاب "هزيمة" تنظيم الدولة إلى تضييق الخناق عليه من قِبَل القوات السورية والعراقية في مناطق الحدود المشتركة.
يقول صادق كاظم في الصباح العراقية: "داعش يعيش الآن مرحلة الهزائم والاندحارات الكبيرة والتي تعكسها نتائج الميدان في الجبهتين السورية والعراقية والتي تشهد حاليا عمليات كبيرة وموسعة حاليا لتصفية وجود هذا التنظيم في مناطق الحدود المشتركة".
ويضيف الكاتب: "حالة الهروب والاختباء التي تلجأ إليها هذه العصابات حاليا من أجل الإفلات من قبضة قواتنا الأمنية تعكس انهيار التنظيم وشعور عناصره باليأس والإحباط والخيبة، إذ لم تعد هناك مكانات وملاذات يمكن أن تختبئ فيها هذه العناصر".
ويقول مصطفى السعيد في الأهرام المصرية: "تتقدم القوات العراقية والسورية إلى مدينتي القائم والبوكمال لتنهي آخر معاقل داعش في الدولتين، وتطوي أشد الصفحات سوادا ودموية في تاريخ الجماعات الإرهابية. ومع تحرير القائم والبوكمال يجري فتح الشريان الرئيسي للتواصل بين العراق وسوريا، وهو حدث لا يقل أهمية عن هزيمة داعش".
لكن الكاتب يحذر من نشوب "أي حرب جديدة بالوكالة بعد انتهاء داعش".
بالمثل، يقول فيصل ملكاوي في الرأي الأردنية إنه "بعد هزيمة داعش لم تعد هناك حاجة أو مبرر للمليشيات أو الوكلاء على الأرض السورية".
ويرجع سالم حميد، في الاتحاد الإماراتية، السبب الرئيسي لما وصفه بالانهيارات المتتالية للتنظيم المتطرف إلى "النتائج الإيجابية لمقاطعة قطر وما ترتب عليها من انشغال الدوحة بمحاولات استعطاف المجتمع الدولي للخروج من الأزمة، بمعنى أن انشغال الدوحة بملف أزمتها أدى بكل تأكيد إلى انحسار داعش وفقدانها لعاصمتها الرقة وغيرها من المناطق الحيوية في سوريا وقبلها في العراق، وبذلك أتت المقاطعة الرباعية لقطر ثمارها، ودفعت الدوحةَ إلى التركيز على الانشغال أكثر بأزمة المقاطعة بدلاً من دعمها للإرهاب".
"فلول داعش"
في الوقت ذاته، حذر بعض الكُتّاب من انتقال عناصر تنظيم الدولة إلى منطقة المغرب العربي.
يقول جلال عارف في البيان الإماراتية: "مع اتفاق المصالحة الفلسطينية وما يعنيه من إغلاق الإنفاق وتشديد الحصار على عصابات الإرهاب، يختلف الأمر على الجبهة الغربية، حيث مازالت ليبيا تعاني الفوضى والانقسام... وحيث تزداد المخاطر من تحولها إلى مقصد أساسي للعائدين من سوريا والعراق من الدواعش، ليكوّنوا مع عصابات الإخوان والقاعدة وغيرها مركزاً أساسياً للإرهاب في المنطقة، لا يهدد مصر فقط، بل يمتد تهديده لكل دول الشمال الإفريقي ولدول أوروبا وحوض البحر المتوسط".
وتقول آمال موسى في الشرق الأوسط اللندنية: "المغرب العربي والبلدان الأفريقية بشكل عام لم تكن مقطوعة الصلة بتنظيم داعش منذ نشأته، وذلك من خلال صلات متنوعة وروابط مختلفة الشكل والمعنى، الأمر الذي يرجح بقوة سيناريو فرار فلول داعش من الشرق الأوسط إلى ليبيا ومصر، وغيرهما".
ويقول بشير عبدالفتاح في الحياة اللندنية: "من بين تداعيات سلبية كثيرة تمخض عنها ظهور تنظيم داعش الإرهابي، برزت ظاهرة عسكرة السياسات الإقليمية على نحو يشي بنزوع القوى الكبرى لإعادة هندسة المنطقة جيواستراتيجياً، وفقاً لأسس واعتبارات إثنية وعبر آليات وأدوات عسكرية، وضمن سياق نمط تفاعلي غير مسبوق منذ الحرب العالمية الأولى".