رحب كتاب في صحف عربية بإعلان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عن مشروع لإنشاء منطقة استثمارية تجارية وصناعية على الساحل الشمالي الغربي باسم "نيوم"، بينما أشار آخرون إلى "شبهات" تحوم حول المشروع.
"مشروع طموح"
وكتب فهيم الحامد في صحيفة عكاظ السعودية: "السعودية لا تتجه نحو مزيد من الانفتاح الاقتصادي والإصلاحات فحسب، بل تسير بخطوات سريعة نحو مزيد من التغيّرات على المستوى المجتمعي، التي لم تشهدها من قبل".
وأشادت افتتاحية صحيفة الوطن السعودية بالمشروع وقالت إنه "يأتي في إطار التطلعات الطموحة لرؤية 2030 بتحول المملكة إلى نموذج عالمي رائد في جلب عددٍ من الصناعات والتقانة، داخل مشروع نيوم ستركز على عدة قطاعات استثمارية أبرزها ما يحلم به شباب الوطن في عقلية رائد الشباب الأمير محمد بن سلمان".
بالمثل، قال عصام القضماني في الرأي الأردنية : "مشروع طموح سيغير وجه المنطقة وينقلها من حالة اليأس والدمار إلى آفاق رحبة".
وأضاف القضماني: "ربما سيحتاج المشروع إلى وقت كي تتضح الصورة أكثر خصوصا فيما يتعلق بالتفاهمات التي سيتم التوصل إليها بين حكومات الدول المعنية في المشروع وهو ما سيكون على شكل اتفاقيات تحتاج لأن تأخذ صفة خاصة تتجاوز قوانين وأنظمة الدول وربما دساتيرها".
وفي صحيفة القدس الفلسطينية أشارت راغدة درغام إلى أن "طرق أبواب الغد بمثل هذه الشراكات المهمة بهدف أن تكون السعودية الدولة السبّاقة عالمياً لاستقبال المستقبل عملياً وفعلياً في مدينة على البحر الأحمر هدفها الانفتاح بقفزة نوعية، إنما هو تطور يستحق التمعن عند التدقيق في المسيرة السعودية. إنها وثبة من ماضي السكون إلى مستقبل الاستكشاف والمغامرة".
وفي صحيفة الشرق الأوسط اللندنية وصف راجح خوري المشروع بأنه "سيليكون فالي سعودي لكن باختصاصات أشمل... لأنه يشكِّل ورشة لنمط متميِّز في طبيعة الحياة، وهي ورشة ضرورية جداً لدفع العمل في تسعة قطاعات استثمارية متخصصة، تستهدف مستقبل الحضارة، ليس في المملكة وحدها ولا في المنطقة وحدها؛ بل في العالم كله".
من جانبه، دعا باسم طويسي في الغد الأردنية كلاً من مصر والأردن إلى تبني "نظرة تكاملية واقعية... حتى يمكن لهذا المشروع العملاق ان يلامس الواقع".
وأضاف الطويسي: "لا يمكن للأردن ومصر ان يستفيدا من المشروع بدون هذه النظرة التي من المفترض ان تخرج المشروع من صيغ المساعدات والنظرة الرعائية التي سيطرت على علاقات السعودية بالدولتين لفترات طويلة، فلدى كل من الأردن ومصر ما يمكن ان تقدمه للسعودية وما لا تملكه السعودية وسيساهم في انجاح المشروع، ويعيد تأهيل المنطقة اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً".
"حداثة مستوردة"
غير أن حمزة مصطفى انتقد، في صحيفة العربي الجديد اللندنية، المشروع. وقال: "يبدو الأمر ورديًا للأمير الطموح ولمؤيديه ... وأيضًا لمن يدلل على الحداثة من خلال ناطحات السحاب أو المنتجعات السياحية فقط. لكن، قد يغيب عن الجميع أن الحداثة بهذه الطريقة لن تكون مستوردة فحسب، وإنما غير مكتملة لا تعي المسار التطوري العالمي على المستويات: التقني والاجتماعي والحقوقي".
وفي سياق متصل، قال عبد الحميد قطب في الشرق القطرية إن مشروع "نيوم" يشكل "خطوة كبيرة على طريق التطبيع الاقتصادي والجغرافي مع إسرائيل، غير أنه يحمل أيضاً بعض الشبهات، خاصة أن النظام السعودي عيّن ألمانيا في منصب الرئيس التنفيذي للمشروع، وهو متّهم بقضايا فساد واحتيال بأكثر من مليار دولار".