أولت الصحف المغربية بنسختيها الورقية والإلكترونية اهتماما بالقرارات التي أعلنها العاهل المغربي الملك محمد السادس بإعفاء عدد من الوزراء وكبار المسؤولين الذي سبق أن تحمَّلوا المسؤولية خلال الحكومة السابقة التي ترأسها عبد الإله بنكيران وذلك لإخفاقهم في تحسين الوضع الاقتصادي بمنطقة الريف.
واعتبرت الصحف هذه القرارات بأنها "زلزال سياسي" قد يؤثر على محاكمة معتقلي الريف.
ونبدأ من صحيفة العلم التي قالت إن قرارات الملك "زلزال سياسي يتحقق في المغرب".
وكذلك قال موقع اليوم 24: "بسبب الحسيمة.. 'الزلزال' يضرب ويسقط وزراء! هؤلاء أطاح بهم زلزال الملك".
وتعليقا على القرارات، قال موقع الجريدة 24 الإلكتروني: "كما وعد بذلك الملك محمد السادس خلال خطاب افتتاح السنة التشريعية هز زلزال عنيف الأرض من تحت أرجل الحكومة والمؤسسات العمومية. وقرر الجالس على العرش اللجوء لمبضع الفصل 47 لإجراء عملية سياسية اسقطت الكثير من الرؤوس على خلفية التلاعب بمشروع الحسيمة".
وأضاف أن هناك عددا من الملاحظات حول الخطاب، منها "ربط المسؤولية بالمحاسبة التي أصبحت عقيدة سياسية داخل ثنايا الخطب الملكية".
وأشار إلى أن "القرارات تؤكد أن الخطب الملكية ليست وسيلة للاستهلاك السياسي أو أداة للنقد فقط، بل مرحلة إنذارية تستبق اتخاذ قرارات تأديبية الانضباط للسلطة التنفيذية التي يرأسها دستوريا العاهل المغربي".
وأضاف أن هذه "القرارات التأديبية تحمل ضمنيا مسؤولية سياسية وإدانة لبنكيران وتشيد بحكومة العثماني".
ونقلت جريدة كشك الإلكترونية عن المحلل السياسي محمد زين الدين قوله إن قرار الملك "فيه انسجام مع ما جاء في أول مجلس حكومي على إثر أحداث الحسيمة"، واصفا المسؤولية السياسية لهؤلاء الوزراء بأنها "كارثة".
وأضاف: "حتى طبيعة العقاب تبقى متناسبة مع طبيعة السلوك الذي قام به هؤلاء الوزراء، وبالتالي لن يتحملوا أي مسؤولية في المستقبل، باعتبار أن هناك مسؤولية تقصيرية، في الوقت الذي لا وجود لفعل إجرامي جنائي يعاقب عليه من قبيل الاختلاسات المالية، ولكن هناك عدم القيام بمهامهم المنوطة بهم وفق أحكام الدستور".
ونقلت الجريدة كذلك عن المحلل السياسي محمد بودن قوله إن ما قام به الملك "هو السلاح الأفضل لزيادة سرعة البلد نحو المستقبل الذي يطرح فرصا وتحديات في الآن نفسه".
محاكمة حراك الريف
وعبر بعض المواقع عن أن هذه الإعفاءات قد تؤثر على محاكمة معتقلي الريف بالدار البيضاء.
فقد أفادت صحيفة هسبريس الإلكترونية أن عائلات معتقلي حراك الريف التي حضرت محاكمة مجموعة "أيقونة الحراك" ناصر الزفزافي ومجموعة نبيل أحمجيق، عبّرت عن فرحتها بهذه القرارات واعتبرتها "انتصارا"، وردّدت شعارات من قبيل "عاش الملك" داخل قاعة المحكمة.
ونقلت الصحيفة عن أحمد الزفزافي، والد قائد الحراك، تصريحات خاصة قال فيها إن "هؤلاء المسؤولين جرى ضبطهم. وبالتالي، يجب أن يفرج عن هؤلاء المعتقلين".
ونقلت عن زينب اشوياخ، من عائلة المعتقلين، قولها: "الملك أخذ بعين الاعتبار الظلم الذي تعرض له المعتقلون، وهذا انتصار لهم ولأسرهم".
ونقل عدد من المواقع المغربية كذلك أن مجموعة نبيل أحمجيق علقت الإضراب عن الطعام بعد سماع خبر القرارات الملكية.