السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و الصلاة و السلام على رسول الله محمد ابن عبد الله
إخوتي أخواتي, إنني أستغرب كثيرا مما أصبح يكتبه و ينشره البعض من إساءة لرموز الدولة المتمثلة في رئيس الجمهورية و قيادات قواتنا المسلحة و الأمنية وذلك باسم حرية التعبير و الرأي السياسي و هو أمر نعتبره لا يليق و لا مبرر له لأن الخوض في قدح هؤلاء و اتهامهم بالتقصير و الخيانة يتنافى مع الوطنية بل و الشرع لكون رئيس الجمهورية قد جعله الله وليا للأمر و الكل يعرف أن طاعته واجبة في غير معصية الله لقوله تعالى << يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم >> صدق الله العظيم و ثانيا لأنه يمثل سلطة الشعب التي اكتسبها من صناديق الاقتراع , و بالنسبة لقيادات قواتنا العسكرية و الأمنية فهي تمثل وحدة و سيادة الوطن و الساهرة على أمنه و استقراره الشيء الذي يملي علينا تقدير و احترام هذه المؤسسة العسكرية و الأمنية و قياداتها لأن ذلك يدخل في صميم حب الوطن و كما يقال حب الأوطان من الإيمان مما يتطلب منا جميعا المحافظة عليه و الدفاع عنه كل من موقعه ليس لكون ذلك واجب وطني فحسب و إنما كواجب ديني.
و من هذا المنطلق فانه من واجبنا أن ننصح الذين يركبون موجة النقد القادح و بث الإشاعات و الأكاذيب و كيل التهم في حق رموز الدولة أي رئيس الجمهورية و قيادات قواتنا المسلحة و الأمنية بالابتعاد عن كل ذلك لكي لا يقعوا في الخطوط الحمراء للوطن أي المساس بمؤسسات الدولة العليا و خاصة مؤسسة الرئاسة ممثلة في رئيس الجمهورية و المؤسسة العسكرية و الأمنية التي تمثلها قيادات أركان الجيش و قوات الأمن, هذه المؤسسات التي تعتبر في كل الدول من المقدسات و يعتبر احترامها احتراما للدستور و الوطن و بالتالي احترامنا لأنفسنا و كياننا المجتمعي و سيادتنا الوطنية.
إن كل رأي سيوجه للعموم و خاصة في هذا النوع من المواضيع الحساسة يجب أن يتسم بالصدق و الموضوعية والحياد و المسؤولية ليحظى بالمصداقية و الإقناع و لكي لا يؤخذ على أساس أنه نوع من العداء و الحسد و تصفية الحسابات الشخصية و السياسية الضيقة ضد تلك الشخصيات المعنوية و الاعتبارية مما يعرض صاحبه لفقدان الثقة في المجتمع .
و في هذا المقام أر جوا أن يفهم الجميع أن رأيي هذا ينطلق من القناعة و الموضوعية و قول كلمة الحق في هذا المجال الحساس الذي اعتبر الحديث فيه يجب أن يكون ايجابيا لكي يكون في مصلحة بلادنا التي تحسد على وضعيتها الأمنية التي تحسنت كثيرا بل و أحسن من وضعية الكثير من بلدان المنطقة التي يعاني الكثير منها ويلات الحروب و الفتن و عدم الاستقرار نسأل الله السلامة و العافية و لكي لا نكون جحودين للنعمة علينا أولا أن نحمد و نشكر الله على نعم الأمن و الاستقرار و نقدر و نثمن لرئيس الجمهورية و قيادات قواتنا العسكرية و الأمنية سياستهم في هذا النطاق و ثانيا أن نحافظ على نعمة العافية التي تعتبر هي كنز الحياة و الآخرة و لا نفرط فيها عن طريق بث روح المحبة و الإخاء بيننا جميعا و نبذ التباغض و الحسد و التنافس السلبي و الأعمى على السلطة و المال و الجاه و التركيز على إصلاح أنفسنا و مجتمعنا بدل الغوص في كل ما من شأنه أن يزرع فيه البغض و الحسد و التفرقة و الفتنة كالعنصرية و الفئوية و التحريض بشتى أشكاله.
و من جهة أخرى فان المتتبع لما يحدث في موريتانيا لا يمكنه إلا أن يلاحظ ما تحقق من انجازات ملموسة بادية للعيان سواء في الداخل أو الخارج على جميع المستويات الاقتصادية و الاجتماعية و الدبلوماسية و التي نذكر من أهمها:
= الاهتمام الذي أعطي للعلم و العلماء كاكتتاب بعض الأئمة في الوظيفة و إنشاء محطتي الإذاعة و التلفزيون للقرآن الكريم و طباعة المصحف الشريف و مشروع بناء جامع نواكشوط إضافة إلى المحاظر النموذجية التي وجهت للمناطق الأكثر أمية و تهميشا.
= تحقيق الأمن و الاستقرار في البلاد عن طريق التطور الذي شهدته قواتنا العسكرية و الأمنية من حيث تحسين وضعية أفرادها الذين كانوا كما نعرف جميعا في وضعية يرثى لها هذا بالإضافة إلى تدريبها و تجهيزها مما مكنها و لله الحمد من حماية البلاد و حدودها من الإرهاب و التهديدات الخارجية و هو ما اعترف به الجميع هذا الاعتراف الذي كان آخره ما صرح به كل من الأمين العام للأمم المتحدة غوتا ريس و مناديب مجلس الأمن الذين زاروا البلاد مؤخرا حيث أشادوا بدور موريتانيا و سياستها العسكرية و الأمنية في محاربة الإرهاب و حماية حدودها.
= نجاح السياسات الاقتصادية التي تركزت على محاربة الفساد و ترشيد الممتلكات العمومية و تحسين و تنويع مداخيل الخزينة العمومية مما أدى إلى إنقاذ بعض المؤسسات من الإفلاس و البيع مثل اسنيم و صوملك و القائمة طويلة و انعكس إيجابا على رواتب العمال و خاصة القطاعات الحساسة كالقضاء و الداخلية و الجيش و الأمن ...الخ و كذلك انجاز الكثير من البنية التحتية الأساسية في مجالات الصحة كالمستشفيات في جميع عواصم الولايات بل وبعض المقاطعات و المراكز الصحية في جميع المقاطعات بل و الكثير من البلديات و التعليم كبناء جامعة نواكشوط العصرية و جامعة لعيون و إنشاء كلية للطب و العديد من المدارس و المعاهد العليا المهنية و المتخصصة كالمعهد العالي بروصو و المدرسة العليا متعددة التخصصات بألاك و كذلك مدارس و ثانويات الامتياز هذا بالإضافة إلى تشييد مطار أم التونسي الدولي التي كانت العاصمة بحاجة إليه مع إطلاق الموريتانية للطيران و الكثير من البنية الطرقية التي ربطت بين المدن و فكت العزلة عن القرى و الأرياف التي كانت في عزلة بالإضافة إلى تخطيط و عصرنة المدن بالقضاء على الأحياء العشوائية و توزيع القطع الأرضية على أصحابها.....الخ
= نجاعة السياسات الاجتماعية التي تمثلت في التوظيف و التشغيل الذي فتح بابه بعد أن كان مغلقا قبل مجيء هذا النظام و ذلك بإعادة فتح المدرسة العليا للإدارة و القضاء و الصحافة حيث تم اكتتاب مئات إن لم نقل الآلاف من الإداريين و المستشارين و المفتشين و الملحقين و المحررين من شتى التخصصات الإدارية و المالية و القضائية و الإعلامية الذين التحقوا بسلك الوظيفة العمومية مباشرة بعد التخرج أضف إلى ذلك برنامج أمل الذي يعتبر فريدا من نوعه في شبه المنطقة إن لم نقل في العالم من حيث السياسة التضامنية مع الفئات الفقيرة و المتوسطة الدخل في ما يخص توفير المواد الغذائية الأساسية بأسعار في متناولها بحيث تنخفض أسعارها عن أسعار السوق بالنصف تقريبا إضافة إلى ذلك حقق هذا البرنامج أهدافا أخرى لا تقل أهمية عن ما سبق كتوفير قرابة 2000 فرصة عمل و دوره في تثبيت الأسعار و تموين الأرياف و خاصة المناطق الفقيرة و النائية المعزولة بالمواد الغذائية و بأسعار مخفضة في متناول سكانها
كما يمكن التطرق في هذا المجال إلى تحمل الدولة لتكاليف التغطية الصحية لبعض الأمراض المزمنة و الباهظة التكاليف كتوفير تصفية الكلى و علاجات بعض الأمراض الأخرى في جميع عواصم الولايات و كذلك التكلفة الجزافية للنساء الحوامل وتجهيز المستشفيات و المراكز الصحية بالتجهيزات الضرورية و الأدوية الأساسية و دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في الحياة العامة بل و في الوصول إلى الوظيفة و التعليم و الرعاية هذا بالإضافة إلى الاعتناء بفئات الشباب و النساء و إشراكهم في تسيير الشأن العام عن طريق تكليفهم بمسؤوليات مصادر القرار كالحكومة و الاستشارة و التخطيط كإنشاء المجلس الأعلى للشباب
= المكاسب و المكانة الدبلوماسية التي تحققت في عهد هذا النظام بحكمة و وتوجيهات فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز بحيث ترأست موريتانيا الاتحاد الإفريقي و تترأس جامعة الدول العربية حاليا و التي عقد اجتماع دورتها الماضية في نواكشوط و كانت سابقة كما ستنعقد قريبا قمة الاتحاد الإفريقي القادمة في بلادنا و هي سابقة كذلك هذا بالإضافة إلى دور الوساطة التي لعبها رئيس الجمهورية في حلحلة بعض الأزمات في شبه المنطقة كمالي و غامبيا و ليبيا ...الخ هذه الدبلوماسية التي بوأت موريتانيا مكانة و صيتا في العالم كان لها أثرا ايجابيا على علاقاتها الخارجية مما أكسبها ثقة الممولين و الشركاء الدوليين بل و مكنها من ترأس عدة هيئات و بعثات أممية كرئاسة البنك الاقتصادي العربي الإفريقي و المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن .....الخ
د/ محمد محمود ولد أعل