ناقشت صحف عربية موقف إسرائيل من المصالحة الفلسطينية التي توصلت إليها مؤخراً حركتا فتح وحماس برعاية القاهرة.
وكتب يحيي رباح في الحياة الفلسطينية يقول: "لا يمكن وصف ردة الفعل الإسرائيلية ضد المصالحة الفلسطينية بأقل من السلوك الهستيري الفاقد لكل معايير الأخلاق والمنطق، بل الفاقد لكل معايير السياسة، فالقاعدة التي تقول: 'إذا كان جارك بخير فأنت بخير' يعكسها إلى النقيض تحالف نتنياهو".
وبالمثل، قال سليم نصار في الحياة اللندنية: "علّق نتنياهو على اتفاق المصالحة بين 'فتح' و 'حماس'، بالقول إن بلاده لن تعترف به... ولن توافق عليه. ولكنه زاد على هذا الموقف السلبي إعلان تعاونه مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، في حال تمكن من استبدال وزراء إسماعيل هنية بوزراء مدنيين تابعين لسلطته، وعمل على تشغيل المعابر الحدودية".وفي صحيفة الوطن العمانية، حذر علي عقلة عرسان من أن "الوقائع تشير إلى أن إسرائيل بدأت عملية تخريب اتفاق القاهرة... وذلك من خلال دسائس، وإثارة شكوك ومزاعم، واللعب على خلافات، تؤدي إلى تنافر وتصادم، على مستوى عالٍ، بين شخصيات من الطرفين... لتدمير الثقة الوليدة بين الطرفين، وهي في مهدها".
وفي صحيفة العربي الجديد، أشار ضياء خليل إلى أن "الموقفين الأمريكي والإسرائيلي من المصالحة الوطنية الفلسطينية متوقعين أو على الأقل غير مستغربين، غير أن المثير في شأنهما هو تأخرهما هذه المرة، على عكس التجارب الماضية حين كانت كل من أمريكا وإسرائيل تسارعان لعرقلة أي جهود للمصالحة وتعلنان عن لائحة شروط سرعان ما تفجر الاتفاقيات وتزيد رقعة الخلاف الفلسطيني الداخلي... وقد تعود المصالحة لمربع الإرباك والتشكيك عقب الموقفين الجديدين القديمين لهما".
ورأى إبراهيم الصياد في صحيفة الوفد المصرية أن "من بين الأطراف التي كانت تتابع عن كثب جهود المصالحة الفلسطينية 'إسرائيل'، التي كانت حتى الآن - من وجهة نظرنا - الطرف الأكثر استفادة من حالة التشرذم العربي عمومًا والفلسطيني بصفة خاصة وقد اعتمدت إسرائيل في متابعة الاتفاق الأخير على قراءات لمصالحات سابقة بين الفرقاء الفلسطينيين لم يكتب لها الاستمرار والنجاح لأسباب ساهمت إسرائيل نفسها في بلورتها ومن ثم توقعت أن تلقى المصالحة الجديدة نفس مصير سابقيها، الأمر الذى جعلها لا تتوقع نجاحًا للجهود المصرية في جمع الفلسطينيين على كلمة سواء".
"مكاسب" إسرائيل
في سياق متصل، قالت عبير عبد الرحمن ثابت في صحيفة السبيل الأردنية: "نتنياهو في ظل المعطيات الداخلية والخارجية ليس من مصلحته إغضاب قوى إقليمية أو دولية، خاصة الولايات المتحدة الأمريكية التي أعطت الضوء الأخضر لمرور الاتفاق؛ وعليه فمن الواضح أن 'إسرائيل' على استعداد لتمرير الاتفاق".
وأضاف أن إسرائيل "في المقابل تريد استثمار هذا في جني أكبر قدر من المكاسب وعلى كل الأصعدة، والشروط التي وضعتها حكومة نتنياهو بالأمس على الاتفاق هي نوع من الابتزاز السياسي للسلطة الفلسطينية ولحركة حماس".
وقالت صحيفة الوطن العمانية في افتتاحيتها: "كيان الاحتلال الإسرائيلي وحليفه الأمريكي يعملان على استكمال جني الأرباح عبر المصالحة بمحاولة التدخل والتحريض والتشويش، وفرض الشروط التي في مقدمتها الاعتراف بدولة كيان الاحتلال الإسرائيلي، ونزع سلاح المقاومة... كشرط قبل الدخول في عملية التفاوض".