قال دونالد ترامب إنه لو انتخب رئيسا للولايات المتحدة، سيصلح واشنطن ويسير الأمة الأمريكية على غرار مشروع تجاري.
ويتساءل الناس هنا إن كان ترامب سيفي بتعهداته: هل سيكون قادرا على إصلاح واشنطن أو هل ستصلحه واشنطن؟
ترامب يخيف النخبة في واشنطن التي تتشكل من مجموعة لا شكل لها من المحامين، و منظمي حملات التأييد لبعض القضايا، و الصحفيين، وآخرين. إذا انتخب ترامب رئيسا للولايات المتحدة، فإنه قد يقلب واشنطن رأسا على عقب ويدمر المنظومة التي تحكم العلاقات في العاصمة.
وقال مارتي كوهين من جامعة جيمس ماديسون "يقول (ترامب) إنه سيقلب النظام في واشنطن ر أسا على عقب: هل بإمكانه أن ينفذ ذلك أم لا، لا يزال ذلك مجرد تهديد".
ومن غير المفاجئ أن سكان العاصمة أخذوا يشعرون بالتململ.
وقال المؤرخ مايكل جاكسون "لا يمكن أن أفكر في رئيس يمثل كل هذا التغيير. أقرب رئيس أمريكي يمكن أن يُشبه بترامب هو أندرو جاكسون الذي حكم من 1829 إلى 1837".
ونُظِر إلى أنصار جاكسون آنذاك على أنهم جماعات جامحة تفرط في الشرب. بعد الانتخابات أقاموا حفلا وأخذوا يكسرون الأواني الفخارية".
ويخشى سكان واشنطن من أن ترامب سيطلق هذه الطاقة الكامنة أو هناك احتمال أن يقع الأسوأ.
واحتدمت المشاعر في شهر أغسطس/آب الماضي عندما تقدم ترامب بثلاث نقاط على منافسته هيلاي كلينتون من الحزب الديمقراطي في استطلاعات الرأي.
لكنها الآن تتقدم على ترامب غير أن قرار مكتب التحقيقات الفيدرالي بإعادة فتح التحقيق في قضية البريد الإلكتروني الخاص بكلينتون جدد مخاوف نخبة واشنطن في حالة فوز المرشح الجمهوري.
وقال ترامب في تجمع انتخابي في وقت سابق من الشهر الجاري إن أيام واشنطن أصبحت معدودة "إن حملتنا تمثل تهديدا وجوديا حقيقيا لنخبة واشنطن لم يسبق لها أن شهدته من قبل".
وقال ستيفن مور وهو مستشار اقتصادي بارز إن ترامب رجل أعمال وسيدير الولايات المتحدة بعقلية رئيس مجلس الإدارة لأمريكا وليس رئيس الحكومة الاتحادية"."
وأضاف مور قائلا إنه يعرف كيف يقلص المصاريف ويحقق الأرباح.
إن ترامب سياسي يختلف عن طينة السياسيين الذين برزوا في المشهد الانتخابي الأمريكي.
بيد أنه يُصنف على أنه مرشح غير مطلع على تفاصيل السياسة في واشنطن.
وينطبق الكلام ذاته على جيمي كارتر الرئيس الديمقراطي السابق والمرشح المستقل روس بيرو، وهو رجل أعمال ترشح في عام 1992.
حتى الرئيس باراك أوباما الذي انتخب عضوا في مجلس الشيوخ ثم اصبح لاحقا مطلعا على تفاصيل الحياة السياسية في واشنطن يندرج في هذه الفئة.
وأظهرت استطلاعات رأي أن الشعب الأمريكي لا يثق كثيرا في المؤسسات السياسية، كما أن المرشحين القادمين من خارج المنظومة السياسية لواشنطن يغذون مشاعر الاستياء التي يشعر بها الأمريكيون تجاه واشنطن والآليات السياسية التي تحكم السياسة فيها.
وأضافت استطلاعات الرأي أن واشنطن أصبحت رمزا للبيروقراطية والكسل وعدم الكفاءة.
ويطالب الآتون من خارج المنظومة السياسية لواشنطن بالتغيير، وفي الغالب يحظون بدعم هائل من قبل الناخبين.
ويرى البعض أن الشعور السائد هو أن الحكومة لا يمكن أن تحظى بالثقة. ولهذا لا غرابة في أن يسود تململ كبير في صفوف نخبة واشنطن خشية أن يصل ترامب إلى السلطة ويبدأ في تنفيذ تعهداته التي أطلقها خلال الحملة الانتخابية.
السيدة الأولى، ميشيل أوباما، مثلا تساورها مخاوف من أن تمتد اليد الطولى لترامب إلى حديقتها.
وقد قالت في وقت سابق من الشهر الجاري "سأشعر بالفخر الكبير إذا تأكدت أن حديقتي الصغيرة ستكتب لها الحياة" في البيت الأبيض.
ويبدو أن ترامب لا يحب الخضر، ومن ثم هناك مخاوف من أن الحديقة قد لا تجد من يعتني بها أو قد تختفي ويكون مصيرها أن تُبنى بدلها كتل إسمنتية.
وفيما يخص معتقل غوانتنامو الذي تعهد أوباما بإغلاقه بعدما حصل ثلث سكانه أي 60 معتقلا على تصريح أمني بمغادرته قال ترامب "أريد أن أملأ المعتقل مرة أخرى ببعض العناصر الفاسدة".