تعددت في صحف عربية التحليلات بشأن دلالات وتبعات إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، رفضه الإقرار بأن إيران التزمت بالاتفاق الذي وقعته في عام 2015 مع الولايات المتحدة وقوى غربية أخرى.
وناقش عدد من الكتاب المغزى من موقف ترامب، بينما استشرف آخرون التبعات المحتملة له على منطقة الشرق الأوسط.
ويقضي الاتفاق بأن تحد إيران من أنشطتها النووية مقابل تخفيف العقوبات المفروضة عليها.
يبحث ناصيف حتى انعكاسات قرار ترامب على إيران والأزمة السورية في صحيفة "الشروق" المصرية.
ويقول "نشهد اليوم مخاطر العودة إلى المربع الأول مع انفجار الأزمة الأمريكية الإيرانية التي سببها حجب المصادقة من طرف الرئيس ترامب على الاتفاق النووى مع إيران وإعادته إلى الكونجرس للبحث فيه واتخاذ القرار بشأنه مجددا. موقف يؤيده أكثر الحلفاء العرب لواشنطن ويعارضه حلفاؤها الغربيّون الأعضاء في الاتفاق، إلى جانب موسكو وبكين".
ويضيف "فهل نحن في طريق العودة للمربع الأول، ولو أن اصطفافات الأمس تغيرت؟! لكن حدة اصطفافات اليوم بسبب المواجهة الأمريكية مع إيران الحاملة لمختلف أنواع المواجهة في سوريا قد ازدادت، الأمر الذى قد يزيد الصراع اشتعالا وتعقيدا في سوريا وحولها من بغداد إلى بيروت".
وفي السياق ذاته، يقول مروان قبلان في "العربي الجديد" اللندنية "حتى وقت قريب، كانت إيران مطمئنة إلى أن الاتفاق النووي يضمن لها هذه الصفقة، فالاعتراف بالنظام حصل ضمنياً من خلاله، وجرى تصديقه من أعلى هيئة دولية (مجلس الأمن)، أما العقوبات فقد تمت إزالة كثير منها، المتصلة خصوصا بالملف النووي، في حين بقيت العقوبات المتصلة باتهامات الإرهاب. أما النفوذ الإقليمي فقد جرى الإقرار به، وإن بات على إيران أن تتقاسمه مع قوى أخرى في المنطقة، مثل روسيا وتركيا وأميركا".
ويضيف "مع ترامب، باتت كل الإنجازات التي حققتها إيران من وراء صفقة النووي في مهب الريح، فالرئيس الخلف المحكوم بعقلية القضاء على إرث السلف يريد من بين ما يريده استئصال نفوذ إيران الإقليمي".
من جهته، يبحث حسن محمد حمدان في "الرأي اليوم" اللندنية مدى جدية تصريحات ترامب وموقفه بشأن إيران.
ويعرب عن اعتقاده بأن "سياسة أمريكا تجاه إيران لا تؤخذ من تمتمات ترامب على التويتر ولا من التصريحات النارية ولا من الخطب الرنانة، وإنما تؤخذ من السياسة الفعلية على الأرض لما تقوم به أمريكا بعيدا عن التضليل والكذب والخطابات النارية والتهديدات الفارغة من الطرفين".
ويستطرد بالقول "فالعلاقة بين أمريكا وإيران استراتيجية بكل معنى الكلمة، والتعاون الذي حدث في كل من العراق وأفغانستان والشام ولبنان لأكبر دليل على أن التصريحات في جانب وما يسير على الأرض في جانب مغاير".
وفي "الشرق الأوسط" اللندنية، ترصد هدى الحسيني ما تراه استراتيجية وراء التصريحات.
وتقول "من شأن التعديل الذي اقترحه ترامب أن يثير حوافز لعقوبات جديدة على إيران إذا استمرت في سلوكها غير المشمول في بنود الاتفاق النووي. الفكرة هي إشعال النيران تحت أقدام إيران ودفعها إلى مفاوضات جديدة من دون أن تضطر الولايات المتحد إلى إلغائه أولاً، لأنها لو فعلت ذلك لفقدت دعم المجتمع الدولي الذي تحتاج إليه في مفاوضات مستقبلية".
وتخلص إلى القول "وبما أن الاتفاق يقول إن أميركا لا تستطيع أن تعيد فرض العقوبات التي رفعتها بسبب الاتفاق النووي، فإن محامي وزارة الخارجية الأميركية يقولون إن التعديل الذي اقترحه ترامب لن ينتهك ما اتُّفق عليه".
أما سلطان النعيمي، فيدعو في "الاتحاد" الإماراتية إلى تحرك عربي داعم للموقف الأمريكي.
ويقول النعيمي "إعلان الاستراتيجية الشاملة للتعامل مع إيران في وقت مراجعة مدى التزام إيران بالاتفاق النووي، جعل الدول الغربية تركز فقط على الاتفاق النووي، ولم تكترث لقضايا أخرى مقلقة لها من قبيل البرنامج الصاروخي والسلوك الإيراني في المنطقة".
ويضيف "تلعب المصالح الاقتصادية دورها الكبير في موقف الدول الغربية من استراتيجية ترامب، كما يلاحظ الجهد الدبلوماسي الذي قام به النظام الإيراني خلال الأيام التي سبقت كلمة ترامب، حيث ظهر ذلك من خلال تصريحات المسؤولين الغربين قبل وبعد إعلان ترامب استراتيجيته".
ويخلص إلى القول "ولذا فإن تأييد كل من السعودية والإمارات والبحرين لاستراتيجية ترامب لا بد وأن يلازمها تحرك دبلوماسي تجاه الدول الغربية لإيضاح الموقف الحقيقي من الاتفاق".